"تتجلى الحضارة أثناء التعامل مع الأقليات" غاندي
أهي العراق تنزلق بحريته؟
أهي فتاوي رجال تريد الرجوع بنا الى القرون الوسطى و تنثر الشرارة لحرب طائفية؟
أهو المجلس الموقر يجعل من صدام تقدمياً و علمانياً بقرارها الهمجي الهاضم لحقوق المراءة، حقوق نصف الأنسان في العراق؟
أهو علي السيستاني (الفارسي) المتنبئ والعارف بخبايا السياسة، أم الوسيم مقتدى الصدر الملقب ب(قُدَي) موازياً لأبن الطاغية (عُدي) و طيشه.
كيف أبغى المعرفة في المذهب الى اختصاص في السياسة؟
أ هُم البغداديون يسيرون بالألاف حاملين صور رجال دين، الصورة الأكبر لصاحب اللحية الأطول و الأنقى بياضاً، صور الخميني، و قد بعث حياً بعد أن انتحر فلسفياً بتجرعه كأس السم- القرار والذي على غراره وقف الحرب مع صدام، و أنهى مآساة شعبين.
أين التسامح و التفهم مع القوميات غير العربية؟
من ذا الذي يبيح اختطاف المسيحيات و فرض أنواع الطاعات الأبدية عليهن؟ أي دين؟ و أي أسلام؟ و أي مجيز للمتعة (شيعياً) يسمح بذلك؟ و اية محارب للصليبية (سنياً) مقبلٌ عليها؟
أين المثقفين العراقيين المختصين بتعداد زّلات الأدارات الكوردية من هذا التخلف و من هذا الأنحطاط الأنساني تجاه مسيحيي العراق، سلالة أعرق الحضارات، أصحاب البلاد الأصليين، مخترعي الكتابة للبشر؟
أين المختصين بشؤون الدفاع عن التركمان (و هم أحرار معززين بمدنهم و دورهم)، لماذا لا يخرج منهم كلمة ادانة لحَمَلة رايات الماضي و عبدة الفتاوي اللذين يرون الأشوري و الكلداني ضيفاً لمجرد اختلافه في الدين و الثقافة؟
كلمة الحق و الأدانة عند بعض المثقفين العراقيين مرهونة اذاً بأطار خدمة السياسة الآنية التي تتناغم بالوعي- الضد لأهواء الأقلية!
فاذا لم يطالب الكورد بكركوك و الفيدرالية لكوردستان، فمن كان سيذكر التركمان؟
لم يطالب مسيحيي العراق الا مطالب ثقافية و ديمقراطية محددة تظمن لهم الكرامة على أرضهم.
سقط صدام و لكنه أورث الكثيرين وعي ألغاء الآخر.
العراق متلحفةٌ بغيومٍ من لُحى، متوسدةٌ شمس الفتاوي المطلقة،
غارقةٌ في الأجابات،
مُقفلةٌ عيونها عن الأبواب.