أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيلفان سايدو - الاتفاقية العراقية–الأمريكية.. لا تجهضوا حلم العراق بدولة قوية














المزيد.....

الاتفاقية العراقية–الأمريكية.. لا تجهضوا حلم العراق بدولة قوية


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 07:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تتزامن مساعي الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية الحثيثة، جارياً، لإبرام اتفاق التعاون الأمني الاستراتيجي، (الذي تحول تالياً إلى مذكرة تفاهم، عوضاً عن المعاهدة، أو الاتفاق، حيث الأولى تلزم موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، حسب المادة الاولة من الدستور الأمريكي؛ والثاني يتطلب أن تحظى بموافقة أغلبية أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، طبقاً للمادة الأولى من الدستور الأمريكي، وهي إشارة إلى أنّ الوثائق غير ملزمة، وبالتالي أن توفر الأساس القانون الوجود الأمريكي في العراق) وقرب انتهاء العمل بقرار الأممي الذي صدر عام (2004)، والذي منح بموجبه غطاءاً دولياً، لوجود القوات الأمريكية ودول التحالف على أرض العراق، كقوات وصاية دولية. والذي كان يمدد سنوياً على مدار السنوات الأربعة الماضية، وذلك بطلب من الحكومة العراقية. وسينتهي العمل به نهاية العام الجاري، وهي الفترة الانتقالية لتسنم الرئيس الأمريكي المقبل منصبه. لهذا فالإدارة الأمريكية الحالية تسرع في التفاوض مع الحكومة العراقية، بحيث أن يتم الانتهاء منه، لغاية الـ(31) من الشهر المقبل. والهدف من تسريع وتيرة هذه المفاوضات يعود لجملة من الأسباب، منها:
- تحرير العراق من ربقة البند السابع لقرار الأمم المتحدة. قبل بدء الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، أو بالأحرى قبل نهاية ولاية بوش الابن.
- أن تتم تلك الاتفاقية الاستراتيجية بمفاوضين جمهوريين، وهو ما يشرف عليها نائب الرئيس "ديك تشيني"، لكي يصعب على المرشح الديمقراطي (أوباما)، -إن ما فاز- سحب القوات الأمريكية من العراق، بسرعة كما تعهد. فضلاً عن أنّ الاتفاقية ستساعد المرشح الجمهوري "جون ماكين" الذي يريد إبقاءها.
- البعد الفني للاتفاقية: أي إمكانية توظيف هذه الاتفاقية ضمن البرنامج الانتخابي للمرشح الجمهوري "جون ماكين".
وعلى الرغم من الضبابية المتكاثفة التي تحوم حول فحوى الاتفاقية، والتي ترى بعض الأطرف العراقية الشيعية، على أنها مجحفة بحق العراق، وهي الفئة الممتعضة، مقابل دعم الأطراف السنية والكوردية، وبعض القوى الشيعية الأخرى. فإنّ المعاهدة ليست مدعاة لهذه الدرجة من التخوف. يذكر أنّه ثمة أكثر من (75) دولة حول العالم، قد أبرمت معاهدات مماثلة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعرف اختصاراً بـ"سوفاس" أي (اتفاقيات وضع القوات)، وهي التي تحدد شكل وأهداف القوات الأمريكية في البلد المضيف، بالإضافة إلى سبل تمويلها وعلاقاتها مع القضاء في البلد المضيف. ومن أبرز الدول الموقعة على هذه المعاهدة: ألمانيا واليابان.
ومن بين ما تتضمنتها مسودة الاتفاقية من بنود، كما سرّب: حق احتفاظ القوات الأمريكية، ومقاوليهم، وشركاتهم الأمنية، والمنظمات، بالحصانة القانونية. فضلاً عن بند أخر: إقامة أكثر من خمسين قاعدة عسكرية على امتداد الأراضي العراقية، ثلثها في اقليم كوردستان العراق، مع حق السيطرة التامة والدائمة للأمريكيين على قواعدهم.
فاعتقد أنّ هذين البندين ومع بنود أخرى التي أثيرت حفظية بعض الأطراف الشيعية واللغط الضرير الذي صاحبها، وهم لم يطلعوا بعد على مضمونها، لا تبعث على الخوف إلى هذا الحد، بقدر ما هي ستخدم العراق في استعادة هيبتها، ومكانتها السياسية والاقتصاية في المنطقة، لا بل حتى في العالم. كون أن بلداً كالعراق، حديث العهد، ضعيف البنية، سهلة الاختراق، أضحى مرتعاً لمآرب وصراعات دول اقليمية ودولية.. إذ من الصعوبة بمكان وزمان، أن ينهض العراق بين عشية وضحاها، ويجاري نظيراته الاقليمية المتربصة به، قوة ومناعة، في مواجهة التحديات المستقبلية المتسارعة، ما لم تكن هناك قوة (كالولايات المتحدة) تقدم الدعم والمساندة له، وهو في أحلك أوقاته.
أما فيما يتعلق ببند: إبقاء الأجواء العراقية مفتوحة أمام السلاح الجو الأمريكي، مع تقديم تسهيلات على الأرض عند الضرورة. فنتساءل أي من أجواء دول المنطقة مغلقة، وغير مخترقة أمام النشاطات العسكرية الأمريكية الجوية، بل نجزم بأن كلها مفتوحة أمام السلاح الجوي الأمريكي، وحتى أمام السلاح الجوي الاسرائيلي، فكما نتذكر، استهداف السلاح الجوي الاسرائيلي، صيف العام الماضي، موقعاً مشتبهاً به لبناء مفاعل نووي سوري، حيث تم القصف المكان المراد بكل دقة متناهية، وهذا كله، ما هي إلاّ إشارة على أنّ كل أجوائنا مكشوفة ومفتوحة، ودون أن ندري ما الذي يجري فيها، سواء شئنا أم أبينا.
لذا فاستماتة بعض الأطراف العراقية برفض الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، يشكل خطأ تاريخياً بحق العراق، من شأنه سيعمق من ضعف وهون الدولة العراقية الحديثة، في حين أن التحدي الأكبر للدولة العراقية الحديثة، هو بناء دولة عراقية قوية موحدة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتسارعة في المنطقة، وليس دائما التطلع نحو الماضي والانتقام من الحاضر. سيما وأنّ عمر الدول العاجزة عن حماية نفسها في الشرق الأوسط سيكون قصيراً جداً.
وأخيراً، ففي الوقت الذي تتصارع فيه وتيرة المواقف إزاء الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة المقرر إبرامها تالياً، والتي لا تخرج في إطارها العام عن هدف واحد، هو أن الغاية من الوجود العسكري الأمريكي في العراق، هو مساعدة الحكومة العراقية والتنسيق معها، من جهة، ومن الأخرى تنظيم الوجود العسكرية الأمريكي في العراق مستقبلاً.
لذا فما تبدو لنا اليوم من مواقف أطراف عراقية متنابذة، مرده هو مدى توتر الفكري والمذهبي، والتوظيف للمعطى الطائفي في السياسات الوطنية، لا أكثر ولا أقل.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات.. والديمقرطية الأمريكية تنزلق على رمال بلاد الرافد ...
- مفارقات سياسة القيادة السورية المتضعضة.. مزقت آخر صفحات التض ...
- كاسترو.. نقطة أرخميدية خارج التدفق العصري
- العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..
- عندما تختفي القيادات وراء النساء والأطفال والشيوخ
- الديمقراطية.. كسلاح استراتيجي غربي .. وكحاجة شعوب المنطقة إل ...
- آل بوتو.. وخلافات تطفو على السطح
- رحلة روالبندي الأخيرة.. أعادت الديمقراطية الباكستانية إلى ال ...
- تشافيز.. وكعكته..!
- أفضل لاعب.. لا يحتاج لمهارات كروية ممتعة.. بل إلى مسابقة بأم ...
- إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عل ...
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سيلفان سايدو - الاتفاقية العراقية–الأمريكية.. لا تجهضوا حلم العراق بدولة قوية