|
أطفال اليورانيوم المنضب وفلسفة هيباكوشا
عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 07:33
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
اليوم هو يوم ناغازاكي بمناسبة مرور 63 عاماً على إلقاء القنبلة الذرية على هذه المدينة (وعلى مدينة هيروشيما)، فدعنا نقف دقيقة صمت احياءً لذكرى ضحايا هذه المجزرة. سيتم الاحتفال بهذه المناسبة في ناغازاكي هذا اليوم لإحياء الذكرى المأساوية للضحايا، بُغية تشجيع الناس العمل من أجل ترسيخ السلام العالمي، والتحريم الكلي الشامل للأسلحة النووية. هذه هي رسالة الكهل هيباكوشا (أحد الناجين من الضربة النووية). في يوم الأربعاء العام 2008- إعلان هيروشيما للسلام- قال المحافظ تدتوشي اكيباTadatoshi Akiba: "في هذا اليوم، نحن أيضاً نشعر بجرح في ضمائرنا تجاه الأصوات، الوجوه والأشكال التي تلاشت في جحيم الكارثة النووية التي لم يتمكن هيباكوشا نسيانها، وليجدد عزمنا على أن "لا يُعاني أي شخص آخر أبداً كما عانينا." لسوء الصدف، لا زال بعض الناس يُعانون كما عانينا، بخاصة ضحايا أسلحة اليوارانيوم المنضب. ولكن، في الغالب، لا أحد وقف إلى جانب حقوقهم. لقد استُخدمتْ أسلحة اليورانيوم المنضب ذات الطبيعة المشعة من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، البوسنة، صربيا، كوسوفو، وأفغانستان، مؤدية إلى معانات بشرية بشعة لا يمكن وصفها. مع انفجار اعتدة اليورانيوم المنضب، تتحول إلى مسحوق، ويتولد غبار اليورانيوم المنضب ليحمله الرياح، ويتسبب في تلوث الهواء، الأرض، المحاصيل، نظم الري، الأنهار، الآبار، ومصادر المياه الأخرى. وطالما يمكن استنشاق غبار اليورانيوم عندئذ يُستوعب ويتم امتصاصه داخل الجسم. إن المناطق الملوثة باليورانيوم المنضب لن تكون قابلة للحياة. فبعض المناطق تكون مُشرّبة بالإشعاعات إلى درجة عدم قابليتها لوجود البشر/ الحياة فيها على مدى ملايين السنين. وهذه هي المسألة الرئيسة الأكثر خطورة في حرب العراق وأفغانستان.. لكن يظهر أن لا أحد يُريد الحديث عن هذه الكارثة البشرية/ البيئية.. التعرض/ الانكشاف لليورانيوم المنضب يقود إلى أضرار وعطب الخلية الإحيائية/ الجينية genetic damage، ولادات مُشوّهة، سرطان، وهدم نظام المناعة. علاوة على مشاكل صحية كثيرة أخرى. يُضاف إلى ذلك، يرى العديد من الأطباء الخبراء أن اليورانيوم المنضب هو السبب في ظهور الأعراض المرضية المزمنة لحرب الخليج. ووفق توثيق أطباء عراقيين، زادت إصابات السرطان بين أطفال العراق بمعدل ثلاثة أمثالها، كما تصاعدت حالات الولادات المُشوّهة بمعدل خمسة أمثالها، بالمقارنة مع العام 1990. كذلك لحقتْ هذه الإصابات أعداداً من القوات الأمريكية المساهمة في الحرب. في دراسة لمجموعة واحدة تضم 251 عسكرياً في مسسيبي، تبين أن 67% من ذرية هؤلاء ولدوا مع تشوهات حادّة. وهذه التشوهات لم تكن أحداثاً عابرة أو منفصلة. كما تم توثيق دراسات أخرى لزيادة تشوهات أطفال المحاربين القدماء نتيجة آثار الحروب المشعة للولايات المتحدة. إن صور الأطفال حديثي الولادة ذات التشوهات الحادّة الناجمة عن الأضرار الجينية المتولدة عن استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب هي حقاً مُرعبة. وعادة ما يُنصح الناس ممن لديهم حساسية عالية بعدم النظر إليها. الناس الآخرون ممن يرغبون النظر إلى هذه الصور، يمكنهم الاطلاع عليها في مواقع النت التالية: http://www.uksociety.org/us_crimes_against-humanity_1.htm
http://wake-up-america.net/depleted_uranium.htm
http://sundaymag.ca/index.php?id=64
http://www.rense.com/general35/perp.htm
and
http://images.google.com/images?um=1&tab=wi&am p;amp;hl=en&q=du%20babies في الجزء الآخر من إعلان هيروشيما للسلام العام 2008، قال المحافظ كيبا: "بسبب التأثيرات الناجمة عن إسقاط القنبلة الذرية التي لا زالت تنهش عقل وجسد هيباكوشا، وحيث تم التقليل من آثارها لعقود طويلة، فإن الصورة الكاملة للأضرار الناجمة، لا زالت تتطلب العرض والنشر. وما أُهمل بدرجة عالية هو الجروح/ الآلام العاطفية والتأثيرات/ الأمراض النفسية لاستخدام القنبلة الذرية.. وهذه فكرة جيدة جداً. ولكن لماذا لا يوجد اقتراح لدراسة الآثار النفسية لاستخدام اليورانيوم المنضب؟ أغلبية الأطفال من ضحايا اليورانيوم المنضب، سيموتون- إن لم يكونوا من الموتى الآن- قبل أن يتمكنوا التعبير عن معاناتهم. لكن أبائهم وأُمهاتهم وأقربائهم موجودون وبالإمكان مقابلتهم ليتحدثوا عن ويلاتهم. يظهر أن أغلب الآباء، وهم كثر، ممن تعرضوا لليورانيوم المنضب، يُعانون من أضرار جينية. عليه لن يكونوا قادرين أبداً أن يحصلوا على ذريتهم من الأطفال، والتي بدورها تسبب عندهم بالتأكيد أمراضاً نفسية. ذكر محافظ هيروشيما نقطة أخرى مهمة في سنة إعلان السلام هذه عندما قال: "للوصول إلى رغبة/ هدف الأغلبية لغاية العام 2020، محافظوا المدن من أجل السلام الذين يمثلون حالياً 2368 مدينة عضو على مستوى العالم، أقترحوا في إبريل هذا العام ميثاق protocol هيروشيما- ناغازاكي في ملحق لتحريم الأسلحة النووية. يدعو هذا البروتوكول إلى إيقاف فوري لـ: كافة الجهود الموجهة للحصول على أو إنتاج أو نشر الأسلحة النووية، مع تحريم قانوني لاستخدامها، ومتابعة تحقيق هذا الهدف لغاية العام 2015. عليه، فإنه يرسم خارطة طريق صلبة لعالم خالٍ من الأسلحة النووية. والآن، مع وضوح هدفنا الأخير والخارطة المؤدية إلى هذا الهدف، فكل ما نحتاج إليه هو الرغبة القوية والقدرة على الفعل لحماية مستقبل أطفالنا." وهنا أيضاً يمكن أن تكون فكرة جيدة عند إضافة فقرة إلى برتوكول هيروشيما- ناغازاكي تدعو كذلك إلى تحريم أسلحة اليورانيوم المنضب. كذلك دعا المحافظ اكيبا إلى "تحول متكافئ" عالمياً لنشر "فلسفة هيباكوشا": تحريم كلي شامل للأسلحة النووية على نطاق العالم. دعونا نضع هذه النصيحة في عقولنا وقلوبنا: إذا ما كان للعالم أن يستمر في الحياة، سنحتاج تحديداً إلى تحول عالمي متكافئ. وبذلك نستطيع أن نحقق الرغبة والقدرة لحماية مستقبل أطفالنا. ممممممممممممممممممممممممممـ DU kids and hibakusha philosophy,(Hamid Golpira),uruknet.info, August 8, 2008
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل جاهزة للهجوم على إيران
-
الهزيمة في العراق*
-
مسألة توظيف المصطلحات: لا أحد يسخر من -إعلامي بغداد- بعد الآ
...
-
وجهة نظر: هل النفط وراء مذكرة اعتقال الرئيس السوداني؟
-
العراق الجديد.. اضطهاد المرأة
-
التضخم في الخليج والارتباط بالدولار
-
استمرار تدهور الظروف الحياتية للمشردين واللاجئين العراقيين
-
الفلوجة تنتظر هجوماً آخر!
-
السلاح الأكثر فعالية ضد القوات الأمريكية
-
عودة العنف للانبار بعد أشهر من الهدوء النسبي
-
عهر الإمبريالية العالمية
-
العراق يبزغ كطريق عالمي لتجارة المخدرات
-
هل أحمدي نجاد في طريقه إلى خارج السلطة؟
-
كان الدافع هو النفط.. على طول الخط
-
المشردون العراقيون المُغيَبون.. ضحايا مأساوية لحرب إمبريالية
-
البربرية.. الهمجية
-
حياة الجحيم.. في عراق اليوم
-
في عراق اليوم.. فُتات العلم/ المعرفة!
-
ضربة جوية لإيران؟.. ماذا يمنع الولايات المتحدة؟
-
الرئيس اللبناني: لبنان يقترب من تدمير الذات
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض
...
-
اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
-
الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
-
الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف
...
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما
...
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|