كتلة تصحيح المسار - الحزب الشيوعي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهد المشهد السياسي العراقي في الايام الاخيرة تصعيداً ملحوظاً وتصريحات متشنجة لبعض قادة الكتل السياسية على خلفية انسحاب الكتلة الكردستانية واخرين من جلسة البرلمان أثناء مناقشة الانتخابات في كركوك.
ان اثارة موضوع كركوك بهذا الشكل المتشنج والمثير لعواطف الناس والمؤجج للنعرة العرقية المتعصبة، سيساهم في زج العراق بدائرة صراع عرقي ودوامة عنف جديدة، بعد ان اوشك على الخرج للتو من دائرة الصراع الطائفي التي مازلت اثاره ونتائجه المأساوية قائمة.
لا شك ان قضية كركوك موضع خلاف بين الكتل السياسية المهيمنة على البرلمان انطلاقاً من حجم الثروات النفطية الموجودة فيها، وتوظيف تنوعها القومي والديني والطائفي، فهي تضم كل مكونات الشعب العراقي من اكراد وعرب وتركمان وكلدواشورين، مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين، انها عراق مصغر.
وفي الوقت الذي ندين فيه كل التصريحات المتبادلة الاستفزازية للمشاعر العرقية والتهديد بضم كركوك بالقوة ومحاولات زج العراق بالصراع الاهلي العرقي وتصريحات القادة العسكرين الاتراك بالتدخل العسكري في كركوك، وتبعية بعض القوى المحسوبة على التيار الديمقراطي للكتلة الكردستانية واخلالها بسياسة التوازن والتهدئة والحفاظ على العملية السياسية، نرى بأنه لا بد من حل قضية كركوك حلاً ديمقراطياً لا ينطلق من تهديدات الضم القسري واتهام الاخرين بالتـأمر ومقاطعة جلسات البرلمان، وانما بالاستفتاء الشعبي الحر لسكان المحافظة بعد تصفية كل الاثار السلبية التي مارسها نظام صدام المقبور والجهات السياسية بعد السقوط من خلال الترهيب والترغيب والتوطين القسري لتغير التركيبة السكانية للمحافظة. وان يكون الحل وطنياً عراقياً ينطلق من مصالح الشعب العراقي والحفاظ على وحدته والحد من تدخلات دول الجوار وتجنيبه الصراعات الداخلية التي تطيل من عمر الاحتلال وتوفر الشرعية والاسباب لبقاء قواته وتمرير الاتفاقيات المشبوهة.
#كتلة_تصحيح_المسار_-_الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟