تحالفات جديدة لانتخابات مجالس المحافظات

محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 07:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ظهرت وما زالت تظهر التحالفات السياسية الجديدة تحضيرا لانتخابات مجالس المحافظات القادمة مثلما اختفت تحالفات قديمة , وهي مسألة طبيعية في الحياة السياسية.والتحالفات القديمة لم يبقى منها الكثير بسبب الخلافات التي ظهرت على السطح السياسي حيث في اغلب الأحيان تشكلت بسرعة دون دراسة وافية للظرف السياسي العراقي لتكون قابلة للحياة.خذ مثلا التحالف الشيعي تصدع بسبب خروج عدة تيارات وأحزاب منه بسبب الهيمنة السياسية من قبل المجلس الأعلى, والقائمة العراقية هي الأخرى تهلهلت بسبب استبداد علاوي في قرارات وسياسات القائمة,وكذلك قائمة التوافق أصابها الشلل بسبب عدم التوافق بين أقطابها,وليس أخيرا التحالف الكردستاني وان لم يظهروا خلافاتهم إلا أن أكثر المراقبين ممن لهم إطلاع على سير الأمور داخل هذا التحالف كانوا يشيرون بان هناك أكثر من عقدة داخل التحالف بسبب المالية والبيشمركة التابعة لكل حزب وان اتحدت ألان بسبب عقدة كركوك إلا إن المراقبين يعتبرون ذلك حلا مؤقتا.من هنا تأتي التحالفات الجديدة صورة جديدة للوضع العراقي السياسي بعد أكثر من 3 سنوات من الانتخابات السابقة والإخفاقات السياسية والفساد السياسي والمالي المستشري في كافة مؤسسات الدولة,وتفاقم سياسة المحاصصة الطائفية والقومية مما أدى إلى التدهور الذي نشاهده ألان على كافة الصعد,بالرغم من بعض التحسن الأمني في الأشهر الأخيرة, ولكن بعد أن دفع الشعب الضريبة الغالية من الضحايا والتدمير وفقدان الخدمات.على ضوء هذه الأمور أتت التحالفات الجديدة الضرورية لفرز القوى ولتبيان قوة كل حركة أو حزب بين الجماهير.من هنا جاء التحالف الجديد لكتلة مدنيون ديمقراطيون بين كتل وطنية علمانية ديمقراطية تحضيراً لانتخابات مجالس المحافظات القادمة.في أكثر البلدان ديمقراطية تجري التحالفات بين القوى السياسية على ضوء برنامج متفق علية لما بعد الانتخابات ولكن كل حزب يخوض الانتخابات بقائمته الخاصة والدعوة إلى تبني برنامجه الخاص بالرغم من تحالفه مع أحزاب أخرى ببرنامج عام, وكل حزب , في حالة الفوز, يأخذ من الوزارات ما يعادل الأصوات التي حصل عليها وتتشكل مجالس المحافظات والوزارة على هذا الحال,وقد تختلف الأحزاب المؤتلفة في هذه النقطة أو تلك حتى في الوزارة التي يقودونها, كما يحدث في السويد ألان.من هنا تأتي معارضتي للتحالف الجديد في مدنيون ديمقراطيون حيث,وكما سمعت في بغداد مؤخرا , إنهم يخوضون الانتخابات ضمن قائمة موحدة في بغداد و أما في المحافظات فلكل منهم قائمتة الخاصة. والسؤال مالظير إذا كانت أحزاب هذا التكتل أن تتعاون إلى ابعد الحدود بعد الانتخابات وكل منهم يخوض الانتخابات بقائمته الخاصة؟ كيف تعرف الأحزاب قوتها من خلال قائمة مشتركة؟ إن ما حدث مع القائمة العراقية يجب أن لا يحدث ثانية , ليس استهانة بالقوى المشاركة في تحالف مدنيون وإنما من حق الجماهير أن تنتخب من تريد وليس من يفرض عليها. وبالتالي تكون فرضية الأستاذ كاظم حبيب:1+2+3...1+3+2....2+1+3...3+1+2(") الخ...غير واقعية حيث الاستقطابات في أعلى مستوياتها ومن حق الجماهير أن ترى أين يقف الحزب الذي تصوت له .المسألة ليست حسن نية أو التنازل ,أو عدم الثقة أو التعالي وإنما واقع سياسي وليست مسألة جبرية. إن الشعب العراقي متلهف للتغيير, لكن للأفضل. إن انتخابات مجالس المحافظات لها من الأهمية الكبرى بحيث يكون تأثيرها على انتخابات البرلمان القادمة سلبا أو إيجابا.

#محمود_القبطان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات