أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل داود - الديمقراطيون واستحقاقات المواطنة














المزيد.....

الديمقراطيون واستحقاقات المواطنة


كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)


الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 07:37
المحور: المجتمع المدني
    


لعل من اهم الاشكاليات التي طفحت على السطح بعد سقوط الدكتاتورية في 9 / 4/ 2003هي اشكالية الهوية الوطنية فلم تنجح الدولة العراقية منذ تأسيسها في عام 1921 ان تلم التنوع الأثني العراقي في حزمة وطنية واحدة كما عبر عنه الملك فيصل الاول في رسالته المعروفة والمفعمة بالمرارة والشكوى.
وبعدها لم تستطع الأنظمة التي تعاقبت على دست حكم البلاد أن تؤسس بثقة وتجرد لبناء دستوري يرفع الهوية الوطنية ويرتفع بها لمستوى المواطنة، بمنظومتيها من الحقوق والواجبات، ناهيك عن ما تعرضت له من محاولات المسخ والاستئصال اللذان تسببا في جملة من الشروخ والتشوهات العميقة لجوهر الهوية الوطنية وعَرضها أبان الحكم التوليتاري في مآخير القرن المنصرم .
إن هذه الأزمة ما فتئت تلقي بظلالها القاتمة على مجمل مفاصل العملية السياسية في العراق الجديد وكان تمظهرها جليا في انتهاج اسلوب الديمقراطية التوافقية كأسلوب ملتبس لبناء الدولة الجديدة وصياغة تركيب مؤسساتها المختلفة والعقدة الكبرى في ذلك إن التوافق لم يبنَ على أساس سياسي، مثلما أراد له منظروه من الآباء الأوائل، ولكنه توافقا جاء متعكزا على الطائفة والعنصر وهما من اخطر الولاءات البدائية في اعراف الدول الحديثة.
فلا يخفى إن هذه الديمقراطية التوافقية افرزت لنا مجتمعا متطيفا ودولة تحاصصتها الطوائف والقوميات والتي انشغلت عن البناء وعكفت على التدافع والتزاحم بصراعات محتدمة لو ُقدِر لها الاستمرار فأن غبرتها لا تنجلي الا بأجهاض المشروع الديمقراطي برمته وحينها تظهر الحاجة لقوات تحالف أخرى من جديد . ورغم ذلك كله فهناك ما يدعو للتفاؤل الشئ الكثير، وان كان في اطواره الاولى وهذا امر طبيعي فأن التغييرات الاجتماعية بطيئة الايقاع ولكنها ثابتة وراسخة وأرقى حالاتها أن تترجم إلى مواقف سياسية ناضجة ، وفي هذا الصدد نرى مواطن بدء يلمس اهمية صوته الانتخابي وحقيقة تأثيره في مسار العملية السياسية وبالتالي توفر شئ من القناعة في نفسه بصحة مقولة الفلسفة الديمقراطية بأن الشعب هو مصدر السلطات، ومن الجانب الآخر اغرت الآلية الديمقراطية مكونات الحكومة بالتودد للمواطن بالخدمات وفرص العمل وغيرهما ،وهذا سلوك حسن ويُحسَب لصالح الديمقراطية ومن فيئها على المواطن، وهو في الوقت عينه ، ينعش الحراك السياسي بديلا عن الحراكات السلبية من طائفية او مناطقية ، و يوفر للقوى الديمقراطية والليبرالية فرصة النشاط والعمل الهادئ الرزين على وفق فضاءات الحرية التي يكفلها الدستور وما يعيشه البلد من امن واستقرار نوعيين .
وهنا فأن المنطق السليم يضع تلك القوى امام اختبار تاريخي لتجاوز النزعة النكوصية والبطريركية و التخلص من الشعور بعقدة التغريب بالمشروع الديمقراطي الذي زاده قتامة اسلوب إسقاط الحكم التوليتاري والذي أُنْجِز بحملة عسكرية دولية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية تحت لافتة التغيير والبناء الديمقراطي الجديد ، وهي اللافتة نفسها التي رفعتها القوى الديمقراطية العراقية الأمر الذي ادخلها في مأزق (العمالة للمحتل للاجنبي) والذي استثمر ايما استثمارا من قبل قوى الردة والظلام فأخذت تجأر بالعويل والتباكي على الوطن الجريح ولا غرابة في ذلك ( فأن الوطنية ملجأ المنافقين الاخير ) بيْدَ أن أكثر من خمس سنين من المعاناة كانت كفيلة للعراقيين أن يلتقطوا بها أنفاسهم ويستردوا ذائقتهم ويفرزوا قناعات جديدة بما يطرح على الساحة السياسية من أجندات ومشاريع متنوعة وهذا لوحده مدعاة وخيار أوحد لكل القوى الديمقراطية والليبرالية أن لا تدخر وسعا في نبذ تهاويمها النخبوية والانخراط في السعي لتبنْي استحقاقات المواطنة السليمة الواعية في الدولة المدنية ذات القاعدة الوطنية العريضة.



#كامل_داود (هاشتاغ)       رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم السادس
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم الخامس
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري/ القسم الثالث/أثنوغرافي ...
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري 1-2
- هل إن القوى الديمقراطية هي البديل الموضوعي؟
- غريبان على الخليج
- عرقوب وعيار الملح
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين (القسم الاول ...
- قيامة كزار حنتوش
- المجتمع المدني في العراق الجذور وافاق المستقبل
- عبد الكريم قاسم....... مشروع رجل دولة


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل داود - الديمقراطيون واستحقاقات المواطنة