أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!














المزيد.....

فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قدم الشعب العراقي أغلى و أثمن ما يملك، المال و الأبناء و الأرواح و الدماء، في سبيل التخلص من نظام البعث المجرم الدكتاتوري الاستبدادي في ملحمة أستطيع وصفها بأنها لا مثيل لها في التاريخ القديم و المعاصر، و عظمة هذا العمل البطولي تكمن في أن ذلك كان يتم في ظل محيط كان يتعاون مع النظام المقبور ضد أبناء الشعب المنكوب و المسحوق، حتى إيران التي قتل صدام خيرة شبابها و بدد المليارات من أموالها في حرب مجنونة، أخذت تتعاون مع هذا السفاح بمجرد أن فارق الخميني الحياة لتبدأ مع الطاغية البعثي مسيرة مشينة من التعاون "البـنـّاء".
لكن و بعد أن قام التحالف الغربي بالإطاحة بنظام البعث و بدأ العراقيون يأملون في خلق تغيير حقيقي نحو الديمقراطية و التعددية و إنشاء دولة المواطن الذي لا يغار إلا على حريته كفرد قائم بذاته، إذ طلعت علينا الأحزاب القومية و نواب "انتخبوا بالغش" ليتهموا أغلبية البرلمان العراقي المنتخب بأنه "بعثي"!! و هذه التهمة التي أطلقها بعثي عريق يتظاهر بأنه "نائب مستقل" لا تعني إلا أن هؤلاء لديهم نية شر تجاه الديمقراطية في العراق، فهذا النائب لا يتكلم عن منطقته "الآمنة"!! التي تقتل المرأة رميا بالحجارة حتى الموت و لا عن أجهزة القمع الغير قانونية و تكميم الصحافة و قمع الحريات تحت شعار "الحقوق القومية".
ينبغي على العراقيين أن لا ينظروا باستخفاف إلى مثل هذه التصريحات التي تتهم غالبية الشعب العراقي و ممثليه بأنه "متآمر" أو أنه "بعثي" لأن مثل هذه التصريحات لا تعني إلا إعلان عداوة و كراهية، ترى هل كان أبناء السماوة الذين قاتلوا الطاغية "البعثي" و دفعوا حياتهم ثمنا لهذا العمل البطولي، هل كانوا "بعثيين"؟، و الأمر ذاته عن ضحايا البصرة و الحلة و الديوانية و الكوت و كربلاء و النجف و بغداد، هؤلاء الذين وقفوا بوجه صدام قائلين له لا و ليس على طريقة النائب الذي هرّب غالبية ضباط الأمن و الأجهزة القمعية "معززين" و "مكرّمين" لعله يحتاجهم يوما.
لا بد لمجلس النواب العراقي (البرلمان) أن يضع حدا للابتزاز و الابتلاع الغير مشروع للدولة العراقية و الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية عبر ترسيخ حقوق المواطن و حريته كفرد و أن القوميات و الطوائف لا يمكن أن تصبح "صاحبة حق نقض" مقابل حقوق المواطنين، حينما نتخلى عن القومية و الطائفية سوف نرى كيف أن العراق لا يختلف و لو للحظة عن "سويسرا" أو "السويد" أو "الولايات المتحدة" و كيف أن هذا البلد سيصبح أحد أكثر البلدان رفاهية في العالم.
لكن في ظل الجدل المتواصل حول "هوية" هذه الأرض أو تلك فإن العراق و المنطقة كلها معرضة لكوارث سياسية و المضحك أن كل المناطق "المتنازع عليها" ليست إلا أرضا كأي أرض أخرى و تربة كسائر التراب، لكن أحزابا قومية تأبى إلا أن تثير الفوضى و تحيل حياة المواطن إلى جحيم مستعر، و إذا كانت قوميته تحوي 40 مليونا فإن القوميات الأخرى هي بمئات الملايين، بمعنى أن هذا النائب المعجب بنظام صدام و عنجهيته القومية يريدنا جميعا أن نتخلى عن الديمقراطية و نتحول إلى الأسلوب القومي و الطائفي فنظلم الآخرين بحجة أنهم ظلمونا أو أنهم يظلموننا، و هذا لعمري عودة إلى عهد البعث و لكن عبر عناوين فرعية و مؤخرا لاحظت أن كاتبا مغمورا يحاول أن يثير الحقد القديم بين السنة و الشيعة و الأكراد و غيرهم متناسيا أن جميع هؤلاء هم عراقيون و لا معنى للعنوان القومي أو الطائفي حينما تكون الهوية الوطنية هي السائدة و المتمكنة.
إن الوطنية لا يمكن اختزالها في زعيم أو قومية أو مرجع ديني أو بطل قومي ـ أيّا كان انتماؤه ـ لأن الوطنية ببساطة هي قمة الفلسفة السياسية كونها تهضم الجميع و بدون إكراه أو إجبار فالكل "العراقي = الإنساني" يستطيع التعايش مع الآخرين ما دامت هويته الجانبية أصبحت شأنا من شؤون الفرد الخاصة فلا حق لأحد أن يتدخل في ثقافتي و إذا ما كنت أريد الفخر بجدي التركي أم الكردي أو العربي، و كثير من العراقيين هم من هذا الصنف حيث تختلط في دمه دماء الأمم و الشعوب، لكن هناك من يريد تحويل المسألة الشخصية إلى شأن سياسي ليبتز به العراق و العراقيين و يكونوا بالتالي رهائن لدى حرسه الخاص أو ليستمر كقائد و زعيم "حسب عضلاته و عدد أفخاذ عشيرته" فهو ببساطة لا يملك أي فكر سياسي ينافس به الآخرين.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]






#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!
- العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام
- -الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!
- الخروج من تنور الطين
- هزيمة المنتخب العراقي... و الحرس القديم
- الحرية و -الأحزاب الشعاراتية-


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!