فاطمة العراقية
الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:46
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
جاءتني انتقادات كثيرة بخصوص نشري حلقات مسلسلة من كتاب الاستاذ الدين نوري لانني اليت على نفسي
عهدا ان اكمله ..
اقول لما التحامل على رجل قدم الكثير من عمره في خدمة الفكر الماركسي والشيوعي والفكري التحرري ..
والانقادات هي ان الرجل في يوم من الايام اربك في وضعه الحزبي او ضعف نوع ما ..
اقول مع الاسف لما لا نتجاوز هذه الامور التي قد تحدث عند كل شخص وحسب امكانياته الجسمية والنفسية اعني حتى الانبياء لديهم اخطاء لانهم بشر انسان والانسان خاضع لكثير من الظروف التي تحكمه ممكن ان يقع تحت تعذيب هو لاطاقة له فيه او ضغط عائلي ..كل هذا يترك اثر نفسي وتحدث له ارهاصات هنا وهناك لاكن هذا لايعني انه يجب ان ينبذ او نقاطعه وله تاريخ طويل واكيد عانى ماعانى في طريق السياسة الوعر وكلكم يعرف كيف كانت الانظمة التي حكمت العراق شديدة القسوة والجبروت والطغيان ...انا اقول يجب ان نضع روح التسامح وروح الرجمة فيما بيننا ..
الان الرجل طريح الفراش او ذهب به للعلاج خارج الوطن واتمنى ام يعود سالما معافى لكي اذهب الى زيارته وامل معه لقاء صحفي لانني في تواصل هاتفي معه ..
الامراض تنهشه والوحدة والتهميش كل هذا الايستحق منا ان نقدم ولو جزء بسيط ما قدم وهذا رأي في التعامل مع بعضنا نحن بشر لسنا ملائكة كل فينا له نقطة ضعف اكيد هذه حقيقة لماذا نقف عند الاستاذ بهاء والا مور تتشابك وتتأزم ....
اسمحولي ان اسرد عليكم حالة حصلت معي ايام النضال السياسي في السبعينات حين كان زوجي رحمه الله يعقد اجتماعات الخلية الحزبية في بيتي ..كنت حينها ابلغ من العمر سبعة عشر عاما حديثة عهدا بزواجي به ..
كنت اقدم الشاي او القهوة ..كنت اخشى ان ارى احدهم كي يأتي يوم اتعرض فيه للتعذيب او الضرب واتي بهؤلاء الاشخاص المناضلين ..كنت وقتها اقول لزوجي انا لن اقدم الشاي او القهوة كي لاارى احد منهم لان الانسان طاقة وقدرة قد لاتحمل ضرب او تعذيب من رجالات الامن الصدامي فالخير لي ولهم ان ابقى بعيدة لاني في عمر لايسمح لي بأن اتعرف على مناضلين كبار قد تخونني القوة والتحمل على الحفاظ عليهم وهذه حقيقة اشهد بها للتاريخ اني كنت صغيرة عمر وتجربة سياسية ....... اقول حين امسك وانا لاعرف احدهم مهما ضربت او واجهت قسوة لن اتي بأحد باناس تعتمد عليهم عشرا ت الرقاب مرهونة بهم في النضال السياسي ..فمن اكون انا امام مناضلين كبار ...
من هنا اقول الانسان طاقة وقدرة قد تخونه في اي وقت لماذا نقف له(على الجرف كما يقال في الدارجة ).
لنكن متسامحين له ولغيره ومقدرين لكل قدرة وتحمل على مايتعرض له ....
والكل يعرف الدكتاتورية كيف كانت باساليبها العنيفة والقاسية لانتزاع الاعترافات وتجعل الانهيار وارد
والف شكر لمن ضحى وضرب وتعذب في سبيل العراق و ارض العراق وسامحو ا الانسان قدرة وطاقة ..
وشكرا لانتقاداتكم المحترمة ...
الحلقة الثانية عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري (قضايا العصر ) الديمقراطية ..
على الرغم من ان قضية الديمقراطية هي قضية عامة تهم شتى الطبقات والمراتب الاجتماعية وتنسجم مع مصالحها ..لا انا القضية القومية في هذا عانى ويعاني من الاضطهاد القومي المرير وتسترعي انتباه الجميع على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية السياسية بديهي ان القضية القومية ترتبط عضويا مع قضية الديمقراطية بتعبير اخر ..انما هي حقوق ديمقراطية تخص الجماهير الشعبية بأسرها وليس مجرد طبقة أو شريحة معينة ومع ذلك فأن علينا ان ننتبه الى وجوب الفصل بمعنى معين بين القومية وبين قضية الديمقراطية بمعناها الشامل ...فالنضالات السياسية ,,السليمة والمسلحة في كردستان قدكرست طوال عشرات السنين المنصرمة لتحقيق التحرر القومي اي لانجاز المهمة الرئيسية في التحرر القومي وهذا مااوجد وضعا غير مشجع لاهتمام الاحزاب السياسية بقضية الديمقراطية
اذ اصبح همها ان تحرزبعض بعض التقدم شطر تحقيق المكاسب القومية والعمل على توطيدها انما ينجح بقدر ماينجح التطور الديمقراطي والعكس بالعكس.هلل الكثيرون على سبيل المثال لما سمي باللامركزية كمكسب قومي للشعب الكردي على اثر انقلاب الثامن من شباط 1963 وهلل الجميع بحماس منقطع النظير لبيان الحادي عشر من اذار 1970 كمكسب قومي كبير (وكان فعلا مكسبا قوميا كبيرا) دون ان يدرك الا القليلون بان المكاسب لاتثبت مالم تكن هناك ديمقراطية في البلد وقد راينا جميعا ماذا كان مصير اللامركزية في 1963 وماذا كان مصير بيان اذار 1970 ثم ماذا كان مصير الحكم الذاتي المزعوم الذي اعلن عام 1974 الم ينفذ الحكم الديكتاتوري العنصري في ظل الحكم الذاتي عمليات الانفال والقصف الكيمياوي وهدم جميع القرى في كردستان والتهجير القسري لسكانها وتدمير البلد كاملا؟الم تؤكد هذه الحقائق المرة الترابط العضوي الوثيق بين الحقوق القومية وبين قضية الديمقراطية؟
في الماضي كرست الاحزاب السياسية كلها في كردستان جهودها كلها لترجيح كفتها الخاصة وللاستثمار بالوضع واحتكار الساحة السياسية لنفسها .فالتنافس الحزبي السياسي بشكله السليم وباعتماد صندوق الانتخاب كحكم بينها لم يكن موضوع الحديث عمليا بل دءب الجميع على السعي كل لفرض نفسه ولايستثنى من ذلك حتى الحزب الشيوعي,الذي كان اكثر الجميع ترديدا للديمقراطية والذي ناضل فعلا ولفترة طويلة من اجل ا ذلك ولم يندر انتزاع الحقوق والحريات للشعب ..وكما كانت الاحزاب القومية بوجه عام غير مستوعبة لقضية الديمقراطية وغير مهتمة بها ,واحيانا دائبة على العداء لها (تمثل في مواقف بعض المنظمات القومية المتطرفة والاكثر اكثر تخلفا)فان الحزب الشيوعي هو الاخر لم يستوعب في اغلب فترات نضاله اهمية التطور الديمقراطي والارتباط العضوي بينه بين القضية القومية كذلك بينه وبين قضية الاشتراكية ويتراءى لي ان زعيم ومؤسس الحزب يوسف سلمان(فهد) كان يدرك مغزى واهمية التطور الديمقراطي وعلاقة ذلك بمجمل المسائل الهامة الاخرى لكن الذين تسلموا المسؤولية بعد فهد لم يدركوان ينتبهوا خطة ستراتيجية معاكسا للتطور الديمقراطي والمثل الصارخ على ذلك ظهرفي تحالف حشع مع حزب البعث وسطته خلال السبعينات فالتخلف كان ينطوي من العملية ,ليس فقط على الاهمال واللاابالية ازاء الديمقراطية ,بل كذلك على وضع العراقيل الجدية امام التطور الديمقراطي في العراق كله ,بضمنهاقليم كردستان حيث كان الهدف الاساسي عبارة (الاشتراكية خيالية ) لم تتحقق ,عن طربق تحالف الشيوعين وهم ضعفاء وراضون بالسير وراء حليف دكتاتوري معاد ,,حد النخاع للديمقراطية ,مع حزب متسلط على الحكم ومتمرس في البطش والتنكيل وملظخ الايدي بدماء الشيوعين انفسهم وكان هذا التحالف البعيد عن الواقع والمبني اساسا على علاقة التابع والمتبوع ينجز مهماته كما كان يزعم عبر طريق التطور اللاراسمالي ...ان لموقف حشع غير المتجانسة مع نهج التطور الديمقراطي اسبابا فكرية اضافة الى حقيقة ان التخلف الاجتماعي شمل الشيوعين ايضا شأنهم شأن غيرهم , والاسباب الفكريةهذه تكمن في الخلل الذي نشأ انما داخل الفكر الشيوعي عامة الشيوعين في هذا البلد ايضا ,في بلدان اخرى تبنوا فكرة (الحزب القائد الرائد )المتمثل في حشع نفسه كما تبنوا فكرة دكتاتورية البروليتارية ,التي اكل الدهر عليها وشرب
وتشبثوا بالحلول الجاهزة المقتبسة من الكتب لشتى المشاكل العقائدية المعاصرة ..الخ ..وهذه الافكار لم عكس اي استيعاب للديمقراطية ولم تساعد على تطورها ..وبقدر مايتعلق الامر بالبارتي الحزب الديمقراطي الكردستاني فأنه لم يفلح في القيام ويعود ذلك الى عدة اسباب في مقدمتها مايلي ..نشأ البارتي في الاربعينات بعيد الحرب العالمية الثانية في ظروف الحرمان من الحرية والديمقراطية وحق العمل القانوني ..وقد نشأ كحامل لراية النضال من اجل الحقوق وابان ظروف لم تكن فيها قضية التطور الديمقراطي مطروحة على جدول العمل الكفاحي كما هو اليوم..
اسس البارتي اناس مثقفون ومتعلمون من اهالي المدن وحين كان الملا مصطفى البارزاني ومرافقوه لاجئين في الاتحاد السوفيتي بعيد ساحة النضال الساخن في كردستان ,ورغم ان هؤلاء المثقفين لم يكونوا على المستوى الذي يجعلهم في عداد المثقفين الديمقراطين والمدافعين عنها ..الا ان الطين قد زاد بلة بعد عودة السيد البارزاني ومرافقيه الى البلد على اثر انتصار ثورة 14 تموز وفي ظروف المد الثوري المتعاظم حيث امتدت تنظيمات البارتي الى جماهير الارياف حيث كانت الامية هي السائدة وكانت جماهير الفلاحين هي الاكثر تخلفا وخصوصا بعد اثارة الكفاح المسلح ضد حكم قاسم حيث شكل الفلاحون الاميون جيش الثورة الرئيسي المهيأ لعبادة الفرد وتقبل بيروقراطية القادة واستبعاد كل شكل من اشكال الديمقراطية كل ذلك جعل من البارتي من حيث تركيب عضويته اشبه بحزب فلاحي غارق في الامية والتخلف وقد كان الكثيرون حتى من كوادره ومسؤوليه العسكريين اميين تماما او انصاف متعلمين والكل يتذكر امراء الوحدات الفدائية ..البيشمركة..المسلحة الذين كانوا اميين تماما والانكى من كل ذلك ان الحركة المسلحة التي بدات منذ ايلول1961 قد خلقت فئة عسكرية بيروقراطية طفيلية لم تمت بصلة الى الديمقراطية بل اصبحت معول لها واداة بطش وتنكيل ضد الناس المشكوك بيهم في ولائهم ويكفي استبدالا لا على ذلك ان نشير الى مجزرة كاني ماسي التي اودت بحياة عبد الرحمن صالح ستة من زملائه الشيوعين في مدينة السليمانية عام 1964 حيث قتلو بوحشية متناهية من قبل مسؤولي البارتي العسكريين دونما ذنب ارتكبوه ودون اي تحقيق ام محاكمة وبعد جريمتهم ظل القتلة بعد ذلك بتسعة اعوام اي في 1973 يث اختطف 12 شيوعيا عائدين من سوريا الى بادينان وقتلوا دون سبب من احد مسؤولي الميليشيا التابعة للبارتي..
ان ما ذكرنا هو غيض من فيض ليس فقط ض منتسبي الحزب الشيوعي .بل كذلك ضد منتسبي شتى الاحزاب وحتى احزاب البارتي نفسه احيانا وفي وقت لم يكن فيه اي قتال بين هؤلاء وبين البارتي.
#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟