أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود الزهيري - المعونة الأمريكية وسمعة مصر : لماذا حبس سعد الدين إبراهيم ؟!!















المزيد.....

المعونة الأمريكية وسمعة مصر : لماذا حبس سعد الدين إبراهيم ؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حينما تقبل النظر لنفسك في المرآة وتلقي قبولاً داخل ذاتك وأنت تقيس الأمور بمقاييس متعددة فاعلم أنه لايوجد شخص يستحق الإذدراء والتحقير أجدر منك , وما أكثر من يقبل ذاته حين النظر في المرآة في عالمنا العربي والإسلامي بتياراته الدينية والقومية .
إذا نظرنا إلي أنفسنا في المرآة وأردنا أن نقيم تجربة سعد الدين إبراهيم فماذا نقول عن أنفسنا قبل أن نتهم سعد الدين إبراهيم سواء إتهامات متعلقة بالخيانة والعمالة والتخابر لصالح الغرب والأمريكان ولصالح التعاون والسلام مع إسرائيل تحديدا , خاصة وأن النظام المصري تربطه بإسرائيل علاقة شراكة إستراتيجية علي حد تعبير إيهود أولمرت , وكان ينقص النظام المصري أن يعلن عن قيام حالة الإتحاد بين الدولة المصرية والدولة العبرية , والنظام المصري يترك الحبل علي الغارب لكل من ينتقد إسرائيل وسياسات إسرائيل , ومع ذلك لايوجد من تم سجنه بسبب تلك الإنتقادات لدولة تربط النظام المصري بها إتفاقية سلام وعلاقات شراكة إقتصادية , فهل هذا لايمثل مشكلة لسمعة مصر ؟!
إن سعد الدين إبراهيم كانت قضيته التي تم الحكم عليه بسببها بالحكم بالحبس سنتين مع الشغل والنفاذ لم تكن إلا متعلقة بربط المعونة الأمريكية لمصر بقضية الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان المهدرة كرامته في مصر .
فهل من أدان سعد الدين إبراهيم كان لرفضه المعونة الأمريكية أم لرفضه الديمقراطية والحريات واحترام حقوق الإنسان في مصر ؟!!
إن الحديث عن المعونة الأمريكية حديث كان يتوجب أن يكون مؤلماً قبل أن يكون ربطه بالديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا الحريات هو المؤلم , بل كان يتوجب علي كل من يتحلي أو يتصف بالقيم الإنسانية أن يوافق علي ماقال به سعد الدين إبراهيم لرفضه المعونة إذا لم ترتبط بحقوق الإنسان والحريات.
أو لرفض المعونة الأمريكية كلية , والإعتماد علي الذات كبديل حضاري عن التسول الدولي .
ولكن من ينافقون أنفسهم وينظروا لأنفسهم في المرآة نظرة الرضا والسرور هم من كانوا ينادوا دائماً برفض المعونة الأمريكية والإعتماد علي الذات والسير في إتجاه الحرية والديمقراطية والحريات وصولاً لأفاق التنمية بكافة أنواعها , ولكنهم في ذات الوقت هم من أدانوا سعد الدين إبراهيم لأنه أراد أن ترتبط المعونة بالديمقراطية والتنمية والحريات وحقوق الإنسان في مصر , فلماذا نرفض المعونة في جانب , ونريدها في جوانب أخري متعلقة بالديمقراطية والتنمية والحريات وحقوق الإنسان ؟!!
وهل حينما طالب بذلك سعد الدين إبراهيم يكون قد أضر بسمعة مصر وتتوجب محاكمته وحبسه وتغريمه ؟!!
وعلي هذا الغرار سار هؤلاء الذين يعجبوا بأنفسهم حين النظر في المرآة , فهم من رفض محاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية وتضامنوا معه , وهم في نفس الوقت من يرفض سياسة حكم الرئيس المصري , فلماذا هم مع البشير , وضد مبارك إذاً ؟!!
وهم أنفسهم الذين يباركوا خطوات الرئيس السوري بشار الأسد , ويقفوا ضد تقرير ديتليف ميليس , وهم في ذات الوقت من يرفضوا توريث الحكم بطرق دستورية وقانونية مصنوعة لجمال مبارك في مصر , كما فعل بشار الأسد في سوريا الآتي لمنصة الحكم بالتوريث الدستوري والقانوني !!
ومايهمنا في هذا الموضوع يتلخص في التساؤل حول سمعة مصر المرتبطة بالمعونة الأمريكية أو الأوروبية أو حتي اليابانية أوحتي الصينية .
وهم أنفسهم من يقفوا مع الإنقلاب العسكري علي الديمقراطية وينحازوا للجامعة العربية , في مواجهة تجميد عضوية موريتانيا في في الإتحاد الأفريقي .
بل وهم من وقفوا ضد قرار البرلمان الأوروبي بإدانة مصر في مسألة الحريات وحقوق الإنسان , وانحازوا للنظام المصري , وكان هذا بزعم سمعة مصر والحفاظ علي شرفها , وعذريتها !!
فماذا تكون سمعة دولة تعتاش علي المعونات والعطايا والهبات الدولية بالرغم من كم السلب والنهب المنظمين لثروات مصر ؟!!
إن من أساء لسمعة مصر وشوهها هو النظام المصري الحاكم الذي مازال يحكم مصر بقانون الطوارئ منذ مايزيد علي ربع قرن من الزمان .
إن من أساء لسمعة مصر وجعلها في ذيل الأمم هو النظام المصري الذي أراد لمصر أن تحصل علي الصفر الكبير حتي في ممارسة الرياضة .
إن من أساء لسمعة مصر هو من ينتهك الحرمات , ويخطف المواطنين ويلقي بهم في الصحراء ليلاً بلا أدني مسؤلية دستورية أو قانونية .
إن من أساء لمصر وشوهها وجعلها تقتات من أموال المعونات والهبات هو من باع مصر , ولم يعلم المصريين أين ثمن البيع .
إن الإساءة الكاملة لمصر وشعبها هي وجود النظام الحاكم وإستمراره لحكم مصر طوال هذه الفترة الزمنية التي أكلنا في مايقرب من نهايتها الخبز بالكوبون .
إن مصر الحاكم وأتباعه اصبحت هي شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي والمنتجعات السياحية , والنوادي المحتلة لشاطئ النيل من المنبع حتي المصب , ومصر هي أصبحت المدن الجديدة المحصنة بالبوابات الإليكترونية والحراسات المسلحة لمن هم في السلطة أو المقربين لهم , ولم تعد مصر فيما عدا ذلك إلا مصر الفقر والجوع والمرض , مصر العشوائيات , مصر الأحكام العسكرية وقانون الطوارئ , والتعذيب والضرب والإهانات للمصرين التي لاتحصي ولاتعد .
إن محاكمة سعد الدين إبراهيم هي نوع من أنواع الحسبة السياسية البديلة عن الحسبة الدينية , ولما لا والنظام الحاكم وظف الحسبتين لصالحه في التوظيف لمداراة جرائمه المرتكبة في حق الشعب المصري بواسطة رجال الدين الذين قالوا عن قتلي العبارة وقتلي القطارات , أنهم شهداء , وقالوا عن المتظاهرين والرافضين لسياسات الإفقار والتجويع , أنهم مجرمين محاربين ومحادين لله ورسوله .

أعتقد أننا في حاجة إلي إعادة تقييم أنفسنا حين النظر في المرآة مرة أخري حتي نعيد النظر في تقييم ماقال به سعد الدين إبراهيم لأن مقال به يتعارض مع سياسة النظام المصري الحاكم , وكانت هذه هي مأساته .
إن سمعة مصر , ليست هي سمعة النظام الحاكم , وإنما هي التي يختص بها الشعب المصري , والذي يريد العدل والحرية والكرامة , والذي يبحث دائماً عن قوت يومه حتي لوكان من المعونة الملعونة .
فمن لديه البديل للمعونة فلينافس النظام الحاكم من أجل رفاهية المصريين وحريتهم , ولن يقدر !



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث العرب ومحاضرة الأنبا توماس : أين الخطأ ؟!!
- الإيديولوجيا
- أزمة البشير هي أزمة الثقافة العربية
- من يستشعر العار
- منهم رجال لايستحون !!
- خريف المآذن .. مرآة عالمنا العربي ... شهادة
- 25 مايو : ذكري الأربعاء الأسود
- 4 مايو: تحية للمضربين : ولكن من هم ؟!!
- 1مايو
- بين جاهلية الإخوان وقبلية المعارضة السياسية واستبداد النظام ...
- التمييز الديني
- علي خلفية الإعتقالات والمحاكمات : الإنفجار قادم
- حماس ومحاكمات الإخوان
- جورج إسحاق
- نقابة الصحافيين : هل هي حصن الحريات ؟!!
- فهميدا ميرزا
- حصار غزة : دراسة في المسألة
- كفاية : إلي أحمد الجار الله : ماشأنك بمصر الشعب ؟
- قرار البرلمان الأوروبي : هل هو ضد الشعب المصري ؟
- إختطاف الكرامة : مصر لن تموت !!


المزيد.....




- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في دونيتسك ويقضي على 1590 عسكري ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل 5 نشطاء أغلقوا طريقا شمال تل أبيب
- الخطوط الجوية الأردنية تستأنف رحلاتها إلى طرابلس
- كيف يعالج الدماغ المعلومات البصرية بدقة متناهية؟
- ZTE تكشف عن أفضل هواتفها
- انهيار سد في وسط الصين: عمليات الإنقاذ جارية لمنع حدوث فيضان ...
- بعد مرور 9 أشهر على الحرب بالونات صفراء وسوداء في سماء إسرائ ...
- من 3 كلمات.. نصيحة توني بلير لرئيس وزراء بريطانيا الجديد
- الانتخابات الفرنسية ـ نسبة المشاركة عند الظهر الأعلى منذ 19 ...
- -نيويورك تايمز-: زيلينسكي يخشى إعادة انتخاب ترامب


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود الزهيري - المعونة الأمريكية وسمعة مصر : لماذا حبس سعد الدين إبراهيم ؟!!