سليم سوزه
الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 09:53
المحور:
حقوق الانسان
اخيراً، افتتح مجلس محافظة بغداد ما نستطيع تسميته منطقة سكنية للمهجّرين قسراً داخل وطنهم، وهم الفئة الاكثر تضرّراّ من عموم شرائح المجتمع العراقي، نتيجة العنف الفوضوي الذي عانى منه البلد خلال السنين السوداء الماضية .. حيث هجّرتهم سرايا الجهاد ومقاتلو (المقاومة) الشريفة من كلا الطائفتين، لا لشيء، الاّ لكونهم لا يدينون بدين (المُهجِّرين) او بعقيدتهم، وتلك لعمري جريمة تستحق عليها الاهالي تهجيراً وطرداً، بكل ما اوتيت البندقية من قوة.
حي المهجّرين، ان صحّت التسمية، عبارة عن 150 كرفان، تستطيع ان تأوي 150 عائلة مهجّرة، وهي وان كانت نسبة بسيطة، الاّ انها خطوة جيدة في طريق ايواء المهجّرين واسكانهم خصوصاً ونحن مُقبلون على موسم الشتاء القاسي ببرده وامطاره .. وما يُميّز هذه الخطوة المتأخرة جداً جداً، هي انها استطاعت مؤخراً ان تفي بوعد مجلس المحافظة الذي اُطلق قبل فترة طويلة من الآن، لكنه وللاسف الشديد، لم يُنفذ الاّ اول امس فقط .. ولا ادري ما هو سبب هذا التأخير في هذا الموضوع الحسّاس للغاية!
عموماً اتمنى ان تلتفت الحكومة المركزية الى موضوع المهجّرين بصورة حاسمة، وان تضع جل اهتمامها به، كي ما يتم معالجة هذا الموضوع الشائك واغلاقه نهائياً، لتنتهي هذه الصفحة المؤلمة وتنطوي للابد في ثنايا التاريخ، حيث لا يعقل ان يتحسّن الوضع الامني في بغداد وبقية المحافظات، ولم يتم حل قضية المهجّرين حتى هذه اللحظة ..
ومع علمنا بتعقيد القضية، غير ان هذا لا يعني بانها اعقد من موضوع الامن وعصابات القاعدة وذبّاحي العرب، الذين تم القضاء عليهم بنسبة 85% حسب احصائيات متعددة.
المهجّرون قسراً، جزء من الوطن ولهم ما للجميع من حقوق وواجبات، بل هم الاولى في اي فعالية حكومية تطلق لمساعدة الشعب .. وطالما بقيت قضيتهم معلقة، فستبقى ذكريات العنف الاليمة مخزونة في ذاكرة العراقيين، وهي ما يجب مسحها منها وللابد.
تحية لمجلس المحافظة على هذه الخطوة، وبانتظار المزيد منها ومن الحكومة العراقية في ملف معالجة المهجّرين.
#سليم_سوزه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟