حضرة الأخ الفاضل الأستاذ مسعود البارزاني المحترم / رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني/ صلاح الدين
بألم وحزن شديدين وغضب بالغ تابعت أخبار الجريمة البشعة التي ارتكبها المجرمون في مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل في أول يوم من أعياد عيد الأضحى المبارك, حيث سقط عشرات القتلى والجرحى, وكذلك الجريمة المماثلة التي ارتكبت في مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية وسقوط العشرات من القتلى والجرحى أيضاً.
إن المقصود في هذه العملية هو الشعب الكردي وقياداته الوطنية والمكاسب الوطنية المهمة التي تحققت له خلال مسيرته النضالية الطويلة في محاولة يائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
لقد كانت خسارة حزبكم كبيرة بسبب سقوط عدد من الأصدقاء القياديين في الحزب والحكومة ومن أصحاب الخبرة والكفاءة العالية والروح النضالية الباسلة. أتمنى للمصابين الشفاء العاجل والعودة على عوائلهم وعملهم.
أتمنى أن يتسنى للمسئولين في فيدرالية كردستان العراق التوصل بسرعة إلى معرفة منابع الجريمة التي غذت وحركت هؤلاء القتلة لارتكاب مجزرتهم البشرية النكراء لينالوا عقابهم المناسب.
أقدم لسيادتكم وللسادة في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعوائل الشهداء والشعب الكردي أحر التعازي والمواساة وأرجو للجميع الصبر والسلوان.
وتقبلوا ودي وفائق احتراماتي.
أخوكم
كاظم حبيب
**********************
حضرة الأخ الفاضل الأستاذ جلال الطالباني المحترم/ الاتحاد الوطني الكردستاني / السليمانية
تابعت بحزن وغضب الجريمة النكراء التي ارتكبت في مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية في أول يوم من أعياد عيد الأضحى المبارك, وتلك التي ارتكبت في مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل وأدتا على سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحزبين.
إن فلول النظام الصدامي وقوى الإسلام السياسي الإرهابية المتطرفة لم تكتف بالجرائم التي ارتكبتها في كردستان خلال الفترات المنصرمة, بل تحاول مواصلتها بأمل إعاقة تحقيق الأهداف المشروعة والعادلة للشعب الكردي الباسل, والحفاظ على فيدرالية كردستان العراق وتأمين لمصالح الحيوية للشعب الكردي.
إن القبض السريع على المجرمين والوصول إلى القوى الأساسية التي تنظم وتوجه هذه العمليات الإجرامية وتقديمهم للمحاكمة لينالوا العقاب العادل سيكون درساً مناسباً لكل الذين يحاولون ممارسة القتل والتخريب في كردستان العراق.
أقدم لسيادتكم ولعائلات الشهداء والسادة في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني والشعب الكردي التعازي الحارة لهذه الخسارة البشرية الفادحة. أتمنى للمصابين الشفاء العاجل والعودة على عوائلهم وعملهم.
مع خالص المودة والاحترام.
أخوكم
كاظم حبيب
رسالة تعزية وتضامن
برلين في 08/06/2003
الأخوات والأخوة الأفاضل في المجلس العام للكرد الفيليين
الأخوات والأخوة والأصدقاء الكرد الفيليين في العراق وخارجه
بحزن بالغ وألم شديد وغضب لا حدود له تيقنا مما كنا نشك فيه ونخشاه, تيقنا من استشهاد عشرات الآلاف من الكرد الفيليين, وخاصة الشباب, على أيدي النظام الدكتاتوري الدموي في العراق, على أيدي العنصريين العراقيين وعلى رأسهم المستبد الفاشي صدام حسين.
لم يكن كل المواطنات والمواطنين الكرد الفيلية الذين استشهدوا يعملون في السياسة, بل قتلوا من قبل جلاوزة النظام وبقرار من رأس النظام ومجلس ثورته بسبب كونهم كرداً ومواطنات ومواطنين عراقيين مخلصين لهذا الوطن, والادعاء الكاذب والوقح بكونهم من تبعية إيرانية.. وهو التعبير الصارخ عن أن ما اقترف بحق هؤلاء يدخل في مضمون ارتكاب جريمة عنصرية دنيئة معادية للإنسان وكرامته وحقه في الحياة وضد سكان أصل البلاد, إنها جزء من عمليات عسكرية ومذابح أنفالية صدامية ارتكبت بحق الشعب الكردي, وبضمنهم الكرد الفيلية على امتداد العقود الأربعة المنصرمة.
ولم تكن تلك الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء المستبدون العنصريون, بل قاموا بجريمة التهجير القسري لعشرات الآلاف من الكرد الفيلية إلى إيران ومنها إلى مختلف أرجاء الشتات, ومصادرة ونهب أموالهم المنقولة وغير المنقولة.
إني, وإذ احتج بشدة على تلك الجرائم البشعة, أطالب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي والأحزاب السياسية العراقية بالتضامن مع الكرد الفيلية والاحتجاج على ما وقع عليهم من تعسف وجرائم بشعة وإدانتها بشدة, والمطالبة بتقديم المجرمين إلى المحاكم العراقية وإنزال العقاب العادل بهم. كما أطالب بإعادة الحقوق كاملة للكرد الفيليين الذين عانوا من عنت النظام واستبداده الدموي, أي إعادة المهجرين إلى وطنهم وإعادة الأموال المنقولة وغير المنقولة المصادرة والمنهوبة إليهم والتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم وبعائلات الشهداء منهم.
إن كل ما نقوم به سوف لن يعيد لتلك العائلات الخسارة البشرية الفادحة التي لحقت بهم, ولكننا ينبغي أن نقف احتراماً لذكراهم وإجلالاً لتضحياتهم الغالية والكبيرة والقسوة البالغة التي تعرضت له عائلاتهم على مدى عقود طويلة, وبشكل خاص منذ وصول بعض القوى القومية اليمينية والبعث العفلقي الصدامي إلى السلطة في العراق.
أني أنحني إجلالاً لوطنية الكرد الفيليين ودورهم في النضال الوطني العراقي ولشهدائهم الأبرار على امتداد العقود المنصرمة, وأملي أن نحقق الطموح المشترك في عراق حر ديمقراطي ومجتمع مدني مزدهر واتحادية (فيدرالية) ديمقراطية في كردستان العراق في إطار عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر تسوده الحرية والحياة الدستورية ودولة القانون الديمقراطي وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية.
أعزيكم وأعزي نفسي وكل من تعز عليه حرية الإنسان وكرامته وحقه في الحياة باستشهاد هذا العدد الكبير ممن وجد حتى الآن في القبور الجماعية من الكرد الفيليين في العراق, ومن سنجده لاحقاً وكذلك كل شهداء الشعب العراقي.
مع بالغ احترامي وصادق تعازي.
كاظم حبيب
رسالة اعتذار إلى, وتضامن مع, الشعب الكردي
[حملة من أجل الكشف عن مصير ضحايا الأنفال في كردستان العراق]
تقع على عاتق العرب في العراق وخارج العراق قبل أن تكون مهمة الشعب الكردي والقوميات الأخرى في كردستان العراق مهمة المطالبة المستمرة بالكشف عن ضحايا عمليات ومذابح الأنفال في كردستان العراق, هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام العراقي, بما فيها مجازر الكيماوي في حلبجة, إذ أن ما ارتكب من جرائم في كردستان العراق وضد الشعب الكردي, ومنهم الأكراد الفيلية, خلال فترة حكم البعث الطويلة بقيادة الدكتاتور صدام حسين كانت تنظم باسم الدفاع عن "عروبة العراق" وباسم "القومية العربية" و "وحدة العراق".
أشعر كمواطن عربي من العراق بأن ما حدث في كردستان العراق وضد الكرد الفيلية, رغم إدانتي الصارخة والمستمرة ضد ما ارتكب فيها من جرائم على امتداد عدة عقود من السنين, وبالتالي أتحمل مع بقية العرب مسؤولية تقديم الاعتذار الشديد للشعب الكردي ولضحايا الأنفال وعائلاتهم, ومنهم ضحايا مجزرة حلبجة الكيماوية, رغم أن هذا الاعتذار لا يشكل سوى الجانب الأدبي لإدانة ما ارتكب باسم العرب والعروبة والوحدة الوطنية العراقية وهي منهم براء. كما أتحمل مع الناس الطيبين والديمقراطيين من العرب مسؤولية العمل والمساهمة الفعالة في فضح ما ارتكب هناك, والعمل على إيجاد حلول واقعية وسريعة لضحايا الأنفال وحلبجة وتقديم التعويضات المناسبة لضحايا الشعب الكردي, التي تبقى رمزية.
ومثل هذا الموقف من جانب العرب يتطلب وعياً بطبيعة الجرائم التي ارتكبت في كردستان العراق والذهنية العنصرية المقيتة التي كانت وراء ذلك والعواقب الوخيمة التي ترتبت عليها. إذ بتلك الجرائم البشعة, وجَّه النظام العراقي بقيادة المستبد بأمره والعنصري المقيت صدام حسين أكبر إساءة للأخوة العربية الكردية والقوميات الأخرى في العراق وللوحدة الوطنية العراقية وحقوق الشعب الكردي المشروعة والعادلة. ويتطلب هذا الموقف منّا جميعاً المشاركة فيما يلي:
1. الاتفاق على تأسيس مركز علمي موحد في كردستان العراق لجمع وتصنيف وترتيب وحفظ الوثائق الخاصة بما ارتكب بحق الشعب الكردي من جرائم خلال العهود المنصرمة, ولكن بشكل خاص خلال الفترة التي أعقبت مجيء البعث إلى الحكم في العراق.
2. تشكيل لجنة دولية تنفيذية دائمة يكون مقرها في إحدى المدن الأوروبية المهمة سياسياً وتشكيل فروع لها في بعض مدن العالم وحيثما أمكن, إضافة إلى مقر مركزي آخر في كردستان تضم إلى مجلسها الموسع شخصيات علمية وثقافية واجتماعية وسياسية عراقية مستقلة وحزبية ومن مختلف القوميات, إضافة إلى شخصيات عربية ودولية يكون بمقدورها تحريك العمل للنهوض بحملة عالمية مستمرة للانتصار لضحايا الأنفال في كردستان العراق.
3. تقديم طلب رسمي باسم اللجنة الدولية الدائمة والمسئولين في كردستان العراق إلى الأمم المتحدة من أجل اعتماد تنظيم ندوة دولية خلال العقد الجاري تبحث في أسباب وعواقب مجازر عمليات الأنفال التي مارسها النظام العراقي, باعتبارها أعمالاً عنصرية استهدفت التطهير والإبادة الجماعية للشعب الكردي في كردستان العراق, واستخلاص الدروس والسياسات والإجراءات الممكن اتخاذها لمعاقبة النظام ومن أجل منع تكررها في كردستان العراق أو في أي مكان من العالم, وهي بمثابة تحذير لكل الحكومات والقوى والسياسات العنصرية في المنطقة, وخاصة في تلك الدول التي تعيش فيها بقية أجزاء الأمة الكردية.
4. تهيئة وثائق اتهام رسمية ضد قادة الحكومة العراقية, باعتبارهم قاموا بالتفكير والتخطيط والتنظيم والتنفيذ الفعلي لمجازر الأنفال في كردستان العراق والعمل على إخفاء معالمها عن الرأي العام العالمي والعربي والعراقي, إلى المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والتجاوز على حقوق الإنسان وخاصة حقه في الحياة. ويتطلب هذا الأمر إصدار أوامر دولية من المحكمة باعتقال قادة النظام وتقديمهم لهذه المحكمة الدولية.
5. فتح صفحة خاصة على الإنترنيت باسم حملة الأنفال الدولية وإصدار نشرة خاصة بها بلغات مختلفة.
6. قيام اللجنة الدولية بتنظيم ندوات أو مؤتمرات سنوية تعقد في كردستان العراق من أجل مواصلة فضح هذه السياسات والكشف عن السبل والأساليب والأدوات التي أستخدمها النظام في قتل هذا العدد الهائل من السكان الأكراد في كردستان العراق وعن بقية جرائم النظام بحق الشعب الكردي وبنات وأبناء القوميات الأخرى.
7. قيام اللجنة الدولية الدائمة بالتعاون مع القوى والأحزاب السياسية العراقية, سواء العربية منها أم الكردية أم غيرها, بعقد ندوات خارج العراق, سواء كان ذلك في البلدان العربية أم الدول ذات الأكثرية المسلمة, أم في الدول الأوروبية أم في بلدان أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا وغيرها من الدول حول موضوع الأنفال والواقع العراقي الراهن. ويمكن أن يعتمد يوم محدد في السنة ليكون يوم تخليد لذكرى شهداء الأنفال في كردستان العراق وعلى صعيد العراق كله.
8. اعتماد مجلة الأنفال من قبل المركز العلمي لوثائق الأنفال لتصبح الأداة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية الفعالة في الكشف عن الجرائم التي ارتكبت وفضح خلفياتها وعواقبها للمجتمع الدولي, إذ يفترض أن تنشر بلغات عدة إلى جانب اللغة الكردية والعربية, وتوزيعها على نطاق واسع في الدول العربية أيضاً.
9. تأمين إقامة معارض فنية تشكيلية حول الواقع العراقي ومجازر الأنفال, ومنها حول جريمة حلبجة, ونضال الشعب الكردي وإصدار البوم خاص بتلك اللوحات ونشرها على نطاق واسع, على أن يدعى لها أوسع عدد ممكن من الفنانين العراقيين من مختلف القوميات, إذ في ذلك إدانة فعلية للعنصريين من العرب بسبب المجازر التي ارتكبوها بحق الشعب في كردستان, وفي مقدمتهم قادة الحكم القائم في العراق وعلى رأسهم صدام حسين وعلي حسن المجيد.
10. إيلاء اهتمام كبير بالناس المتبقين والفالتين من عمليات الأنفال لضمان استكتابهم أو إجراء المقابلات معهم للحصول على أوسع وأدق التفاصيل عن هذه العمليات العنصرية وتسجيلها صورة وصوتاً ونشرها بشكل منظم ومبرمج.
11. كما يفترض إيلاء اهتمام خاص من جانب الأحزاب الوطنية الحاكمة في كردستان العراق, وفي العراق الديمقراطي القادم بالناس الذين نجوا من المذابح, ورعاية أطفال وعائلات شهداء مذابح الأنفال.
12. بناء متحف في كردستان لضحايا الشعب الكردي وخاصة ضحايا مجازر الأنفال ليكون موقعاً ومعلماً يزوره الناس ليتعرفوا على طبيعة الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في كردستان العراق من جانب النظام والذهنية التي حكمت ذلك, كما يمكن أن يتحول إلى مزار لكافة سائحي كردستان أيضاً.
13. إقامة نصب تذكاري مركزي ونصب أخرى لضحايا الأنفال تقام في مواقع مناسبة من كردستان.
14. عناية الحكم الفدرالي وكذلك الحكم الديمقراطي المركزي بعد التغيير في العراق بدعم الكتب التي تبحث في المجازر والمحن التي تعرض لها الشعب الكردي وبقية القوميات في كردستان العراق من أجل فهم العوامل الكامنة وراء ما حدث واستيعاب دروسها ومنع حصولها مستقبلاً.
برلين في 13/9/2002 كاظم حبيب