أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سهر العامري - ما يجمع أوسيتيا الجنوبية بكركوك الشمالية















المزيد.....

ما يجمع أوسيتيا الجنوبية بكركوك الشمالية


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يكن رئيس الحكومة الإيطالية سلفيو برلسكوني عبقريا حين أعلن قبل اسبوعين من التاريخ الذي اندلعت فيه حرب ساكاشفيلي القوفازية ما بين جورجيا ، الجمهورية السوفيتية السابقة ، وبين روسيا الإتحادية ، وذلك حين شنت دبابات الرئيس الجورجي ، ميخائيل ساكاشفيلي هجوما كاسحا على مقاطعة أوسيتيا الجنوبية ، واحتلت عاصمتها ، تسخينفالي ، ومن دون أن تأخذ بنظر الأعتبار تواجد قوات السلام الروسية في ذلك الإقليم ، ولا النظر بعين الأعتبار للمواطنين الأوسيتين المتحدرين من أصل روسي ، خاصة وأن أوسيتيا مشطورة الى شطرين ، أحدهما وهو الشمالي الذي يقع ضمن الأراضي الروسية ، ويسمى أوسيتيا الشمالية ، والثاني هو الذي يقع ضمن الأراضي الجورجية ويسمى أوسيتيا الجنوبية والتي يطمح سكانها الى نوع من الحكم الذاتي،وعلاقات حسنة مع الجار الأكبر روسيا الإتحادية .
ولكن دمية الغرب ، رئيس جورجيا ، ساكاشفيلي ، اندفع نحو الحرب بأمل من أن أمريكا ، وحلف شمال الأطلسي ، وكذلك إسرائيل الطامح في أن تكون هي المحطة التي تعبر عليها أنابيب نفوط القوقاز في اذربيجان ونفط الشرق الأوسط خاصة نفط مدينة كركوك العراقية التي يراد ضمها بالقوة الى إقليم مسعود .
أقول : لقد اندفع ساكاشفيلي الى تلك الحرب ، التي لن يخرج منها سالما ، بعد أن سمع تصريحا أدلى به الأمين العام لحلف الناتو في مؤتمر بوخارست قبل أشهر عن ثقته بأن جورجيا وأوكرانيا ستنضمان في النهاية إلى الحلف الأطلسي . مثلما جاء ذلك على صفحات جريدة الأوبزرفر البريطانية ، ولكن هذا ليس كل الحقيقة التي تقول : إن الدولة العبرية ( إسرائيل ) قد قدمت وبمباركة أمريكية مساعدات سخية في المجال العسكري للجيش الجورجي ، تمثلت بإرسال أكثر من ألف خبير عسكري عملوا على تدريب القوات الجورجية وإعدادها من أجل شن حرب خاسرة انقلب فيها السحر على الساحر بعد الرد الروسي الذي أثبت لإسرائيل وللغرب ولأمريكا على وجه الخصوص أن روسيا ليست روسيا سنوات التسعينيات من القرن المنصرم ، خاصة بعد تنامي اقتصادها ، وتخلصها من الديون الإتحاد السوفيتي السابق ، ودخولها الى أسواق ما كانت قد دخلتها من قبل مثل السوق السعودية الكبيرة. كما أنها عادت تسبح في مياه الخليج الدافئة ، وإن جيش شاه إيران الذي سلحته أمريكا حتى أسنانه صار اليوم يتسلح بالسلاح الروسي على مختلف أشكاله وصنوفه .
لقد كانت إسرائيل تطمح في أن يتم نقل الغاز من تركمانستان ، والنفط من اذربيجان عبر جورجيا الى ميناء شيحان التركي بدلا من شبكة الأنانبيب الروسية التي تغذي الكثير من الأقطار الأوربية ، وثم من تركيا الى إسرائيل حيث يتم تخزين النفط في ميناء عسقلان ومن هناك الى ميناء ايلات على البحر الأحمر ثم الى أسواق النفط العالمية خاصة تلك الواقع منها في الشرق الأقصى .
ولكن الطموح الإسرائيلي هذا قد تحطم بقوة الرد الروسي السريع والحاسم مثلما تحطم بالون الاختبار الذي أطلقه الرئيس الجورجي ، ميخائيل ساكاشفيلي ، بدلا عن أمريكا والغرب في معرفة نوايا روسيا ، وردودها المحتملة اتجاه المخططات الأمريكية التي صنفتها في الآونة الأخيرة ، وقبيل إندلاع حرب ساكاشفيلي هذه ، من أنها عدو محتمل للغرب ، ويبدو أن الاستعدادات لاطلاق هذا البالون الإختباري هو الذي جعل رئيس الحكومة الإيطالية سلفيو برلسكوني يتنبأ بحرب ساكاشفيلي القوقازية عن علم ، وليس عن غيب بل عن وحي موحى به من أرباب رأس المال الذي لهم القدرة على شم روائح نفوط الدول وهي لما تزل في أحشاء الأرض ، ولهذا تجدهم يضعون هذه الدمية في هذا البلد أو ذاك من أجل الاستحواذ على خيرات الشعوب ، وبشتى الوسائل القذرة حتى لو كانت تلك الوسائل حروبا يهلك فيها الآلاف من البشر مثلما هي عليه الحال في العراق اليوم.
على أية حال لم يقدر دمية الغرب ، الرئيس الجورجي ، ميخائيل ساكاشفيلي ، الموقف الروسي تقديرا صحيحا حين أقدم على مغامرته الطائشة في ضم أوسيتيا الجنوبية بالقوة ، وبمشاركة من خبراء حرب إسرائيليين وكذلك خبراء من الحلف الأطلسي الذين تتشكل غالبيتهم من الأمريكان ، وها هو الآن يقف وحده بعد أن أمرت أمريكا بسحب عسكرييها من جورجيا ، وبعد أن أعلن رجال الحلف الأطلسي من أنهم لن يدخلوا الحرب بحجة أن جورجيا ليس عضوا في الحلف المذكور ، كما أعلنت إسرائيل من أنها أوقفت جميع شحنات الأسلحة الى جورجيا بعد أن كانت تتحجج من أن الأسلحة التي ترسلها لها كانت أسلحة دفاعية فقط .
والسؤال الوجيه الذي يأتي بعد ذلك هو : ماذا أبقوا هؤلاء لدميتهم الناطقة باللغة الانجليزية غير إعلان طلب الهدنة التي رفضتها روسيا حالا ، وطالبت بسحب القوات الجورجية الى المواقع التي كانت فيها قبل شنها للحرب ، ولهذا اضطر ميخائيل ساكاشفيلي أن يعلن الانسحاب التكتيكي ! مدحورا مذموما ، وربما ستكلفه فعلته هذه مستقبله السياسي ، فروسيا أعلنت أنها ستطالب بقيام محكمة دولية تكون مهمتها محاكمة مجرمي الحرب الجورجيين ، وفي المقدمة منهم ساكاشفيلي ، هؤلاء المجرمون الذين أزهقوا أرواح أكثر من 1500 ضحية من المدنيين في اليوم الأول للحرب فقط ، مثلما شردوا أكثر من ثلاثين ألف مواطن من بيوتهم ومدنهم في نفس ذلك اليوم.
إن ضم أوسيتيا الجنوبية بالقوة يشابه دعوة نفر من القادة الأكراد بضم كركوك بالقوة الى إقليمهم تحت هذه الذريعة أو تلك ، ويبدو لي أن الضم هذا يتشابه في دوافعه ونتائجه في الحالتين ، فمثلما لعب النفط واسرائيل دورا في الحرب التي انهزم فيها مشعلوها في جورجيا ستلعب إسرائيل والنفط كذلك دورا في الحرب التي يراد إشعالها بين الأكراد في العراق من جهة ، وبين تركيا من جهة أخرى ، فبغض النظر عن الدوافع الأخرى فقد رفعت روسيا شعار الدفاع عن الروس القاطنين في أوسيتيا الجنوبية ، وهو نفس الشعار الذي سترفعه تركيا دفاعا عن تركمان كركوك في حالة ضمها بالقوة واندلاع الحرب فيها ، وليس شرطا أن تحتل تركيا كركوك ذاتها ، وإنما قد تحتل مدن من مثل دهوك أو أربيل ومن ثم تساوم على كركوك ، وقد يراهن الطرف الكردي على حلفائهم الأمريكان في هذه الحرب ! لكنهم سيكونون على خطأ فاحش هذه المرة كذلك ، فهم أعلم منا بمقدار التحالفات التي عقدوها من قبل مع الأمريكان ، والى اية نهاية انتهت تلك التحالفات ، زد على ذلك أن تركيا عضو فاعل في الحلف الأطلسي ولا يمكن لأمريكا أن تفرط بحليف كبير مثل تركيا .
وعلى أساس مما تقدم تكون الحرب في القوقاز ، والتي سيخمد أوارها في الساعات القادمة ، درسا بليغا لكافة الأطراف العراقية ، وفي المقدمة من هذا الأطراف القادة الكرد . درسا يجب أن يستخلصوا منه العبر في المحافظة على أرواح المواطنين العراقيين الذين سالت دماء كثير منهم على مر سنوات خمس قاسية ، هؤلاء المواطنون الذي تسعى إسرائيل ومن ورائها أمريكا الى ضربهم البعض بالبعض الآخر بعد أن تبين لهما أن ضرب الشيعة بالسنة لم يعد كافيا ، ولا بد من ضرب العرب بالأكراد ، وبدلا من أوسيتيا الجنوبية ، ستكون كركوك الشمالية هذه المرة .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الكردية ترفع شعار البعث: من ليس معنا فهو ضدنا !
- الوزير ملا خضير يطلق النار على الطلاب
- مشاريع ذي قار
- احتجاج الموتى* !
- علموا أولادكم الخط والنط والشط !
- سطور عن أصوات نساء العراق العالية
- واقع التعليم في العراق والوزير ملا خضير
- ريكس الكلب الذي شمّ الحكومة*
- الإخفاق الأمريكي في مؤتمر الجوار العراقي بالكويت
- بعد أن وضعت صولة الخرفان أوزارها
- بوش وصولة الخرفان
- هبة فقراء العراق
- رحلة في السياسة والأدب (2)
- في الذكرى الخامسة للحرب على العراق : مجزرة ويأس
- رحلة في السياسة والأدب(1)
- من نوادر التراث (3)
- من نوادر التراث (2)
- من نوادر التراث ( 1 )
- الجواهري وسقط المتاع !
- سيد هادي


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سهر العامري - ما يجمع أوسيتيا الجنوبية بكركوك الشمالية