|
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....9
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:53
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
إلى
الطبقة العاملة في عيدها ألأممي فاتح مايو
اليسار والطبقة العاملة:.....4
والحزب المدعى لليسارية، إذا لم يعتنق صراحة إيديولوجية الطبقة العاملة، فإنه يصير إما: 1) حزبا للبورجوازية الصغرى المعتنقة لخليط من الإيديولوجيات الإقطاعية، والبورجوازية، والعمالية، واليسارية المتطرفة، واليمينية المتطرفة، بسبب توفيقية البورجوازية الصغرى، وتلفيقيتها التي اقتضت ذلك المسخ الإيديولوجي الذي يمكنها من اللعب على جميع الحبال، في أفق تحقيق التطلعات الطبقية لنخبة البورجوازية الصغرى.
2) أو حزبا يساريا متطرفا، يزايد على حزب الطبقة العاملة، ويشوش عليه، ويجعل الطبقة العاملة نفسها لا تدرى ماذا تفعل. وهذا الحزب اليساري المتطرف، لا يتجاوز أن يصير حزبا للبورجوازية الصغرى. ولذلك فهو مرشح للتراجع عن يساريته إلى ما لا نهاية، حتى يتمكن من تحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى المتياسرة.
3) أو حزبا يمينيا متطرفا، قائما على أساس أدلجة الدين الإسلامي، سعيا إلى تعميق تضليل الطبقة العاملة، وتوهيمها بتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، عن طريق الاستغراق في التدين، كما يراه مؤد لجو الدين الإسلامي، من اجل تأبيد الاستبداد القائم، أو من اجل فرض استبداد بديل، سعيا إلى تحقيق التطلعات الطبقية لنخبة البورجوازية الصغرى المتيامنة.
ولذلك فحماية الحزب اليساري من التحريف يقتضي:
1)الحرص على سيادة إيديولوجية اليسار في المجتمع بكل الوسائل، بما فيها الوسائل السمعية البصرية، والمقروءة، وإقامة العروض، والندوات، لتعميق إيديولوجية اليسار، وتطويرها، تبعا للتطور الحاصل في قوانين الاشتراكية العلمية الجدلية، والتاريخية، وانطلاقا من تطور العلوم الدقيقة، والتقنيات الحديثة، والعلوم الاجتماعية، والنفسية، والفلسفة، والآداب، حتى تصير إيديولوجية اليسار تستمد قوتها من ذلك التطور، مما يساهم بشكل كبير في تسييد إيديولوجية اليسار في صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
2) الحرص على انسجام التنظيم اليساري مع إيديولوجية اليسار، حتى لا يقوم هناك أي تناقض، ومهما كان، بين التنظيم، والإيديولوجية؛ لأنه إذا لم يكن التنظيم اليساري ثوريا تبعا لثورية الإيديولوجية، فان الانسجام بين التنظيم، والإيديولوجية، يصير مستحيلا.
ونحن نعرف أن الانسجام بين التنظيم والإيديولوجية شرط لوجود التنظيم. وإلا فإن ذلك التنظيم قد يصير بورجوازيا، أو يساريا مغامرا، أو مرشحا لأن يصير يمينيا. وهو ما يجب الاحتياط من الانحراف في اتجاهه.
3) الحرص على أن يكون التنظيم اليساري منتجا لبرامج اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، قائمة على أساس التحليل الملموس للواقع الملموس، باعتماد القوانين الاشتراكية العلمية، كما هي في المادية الجدلية، والمادية التاريخية في تطورهما، حتى تصير تلك البرامج موحية بنظرية الحزب المعتمدة في التعامل مع الواقع، والساعية الى تغييره تغييرا جذريا، بما فيه مصلحة الطبقة العاملة، وسائر الكادحين.
الحرص على أن تصير المواقف السياسية الصادرة عن التنظيم اليساري العمالي منسجمة مع طبيعة التنظيم، ومع الاقتناع بإيديولوجية الطبقة العاملة، ومع البرنامج النضالي القائم على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، ومستجيبة لطموحات الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، معبرة عن رأي الحزب اليساري العمالي من:
ا ـ الاختيارات الرأسمالية التبعية، أو الرأسمالية، أو الإقطاعية، أو البورجوازية الصغرى، أو اختيارات اليمين المتطرف القائمة على أساس تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، وكيف يجب التعامل مع كل نوع من هذه الاختيارات الاقتصادية، سعيا إلى إقامة اختيارات اقتصادية بديلة، تقوم على أساس تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية، وعلى التوزيع العادل للثروة الوطنية في كل بلد من البلدان الرأسمالية، أو الرأسمالية التابعة.
ب ـ الاختيارات الاجتماعية القائمة على تسليع الخدمات الاجتماعية، وتردي ما تبقى منها، والعمل على صيرورة الخدمات الاجتماعية عمومية، وجيدة، وفي متنازل جميع المواطنين، وبدون مقابل.
ج ـ الاختيارات الثقافية القاضية بالعمل على ترسيخ القيم الثقافية الرجعية المتخلفة، والنضال من أجل قيم ثقافية تقدمية متطورة، سعي إلى الانتقال بقيم المجتمعات البشرية إلى مستوى أرقى.
د ـ الاختيارات السياسية المكرسة للاستبداد السياسي الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، والعمل على إقامة ديمقراطية حقيقية، انطلاقا من دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب، حتى يتمكن من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
وهكذا يتبين أن حماية الحزب اليساري من التحريف، يجب ان يصير هما يوميا لمناضلي الحزب اليساري، المقتنعين بأيدلوجية الطبقة العاملة، وفي جميع تحركاتهم الحزبية، والجماهيرية، سعيا إلى فرض قوة الحزب، باعتباره أداة، ووسيلة لتطوير أداء المناضلين الحزبيين، وعلى جميع المستويات الإيديولوجية، والتنظيمية، والبرنامجية.
وبهذا التحول المستمر، يصير الحزب اليساري مشكلا لوعي الطبقة العاملة، ومطورا لذلك الوعي، وللطبقة العاملة في نفس الوقت، كما تصير الطبقة العاملة أكثر ارتباط بالحزب، وأكثر انتظاما فيه، وتطويرا له.
وللوصول إلى الارتباط العضوي بين الحزب اليساري، وبين الطبقة العاملة، وإلى تجسيد العلاقة الجدلية، نجد أنه لا بد من الحرص على وعي الطبقة العاملة بذاتها عن طريق.
1) العمل على بناء التنظيمات الحقوقية، والنقابية، والثقافية المناضلة، من اجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى لها التقليص من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي الممارس عليها.
2) تمكينها من إدراك القيمة التي تنتجها، وماذا تحصل عليه على شكل أجور، وماذا يذهب من فائض القيمة إلى أرباب العمل، بسبب ملكيتهم لوسائل الإنتاج. 3) تمكينها من إدراك طبيعة التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية الرأسمالية، التي يمارس في إطارها الاستغلال الهمجي للطبقة العاملة.
4) تمكينها من استيعاب إيديولوجيتها "الاشتراكية العلمية" بقوانينها المادية الجدلية، والمادية التاريخية، حتى تتمكن من التعامل مع واقعها تعاملا علميا.
5) قيام الحزب اليساري بدوره التاريخي، المتمثل في قيادة الطبقة العاملة، وانطلاقا من البرنامج الآني، والمرحلي، والإستراتيجي، في أفق تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، التي تتوج جميعها بتحقيق الحرية، والديمقراطية، وبناء الدولة الاشتراكية.
وبوعي الطبقة العاملة بهذه الخطوات، ذات الأهمية الكبيرة بالنسبة إليها، تستطيع أن تدرك أهميتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن طريق الوعي بأهمية إيديولوجيتها، وأهمية انتظامها في حزبها اليساري، وأهمية خوض النضالات المطلبية، التي تمكنها من الوصول الى تحقيق المجتمع الاشتراكي، الذي ينتفي فيه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، بالوصول إلى تحقيق الانتقال من التشكيلة الرأسمالية، الى التشكيلة الاشتراكية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
اليسار العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدو
...
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....40
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....39
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....38
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....37
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....36
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....35
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....34
-
هل حان الوقت لمساءلة ومحاكمة حميدو لعنيكري وكل المسئولين عن
...
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....33
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....32
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....31
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....30
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|