الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق (المعلن والمبطن)
الفضائيات العربية من حيث نشأتها , أهدافها , مدى وعيها , تأثيرها على المواطن
العربي , من يقف ورائها ودور الاعلام الموجه بشكل عام على المواطن العربي
للخوض في موضوع الفضائيات العربية لا بد اولا من اخذ شريحة بسيطة منها كمحور للنقاش
فلو اخذنا مثلا المحطات الاكثر تاثيرا على المواطن العربي والتي تعتبر من المحطات الأكثر تعلقا ومدى ثقة المواطن العربي فيها
فعلى الصعيد السياسي مثلا : نرى تصدر قناة الجزيرة والعربية ويليها ابو ظبي ...... الخ
على الصعيد الثقافي : يمكن اخذ أقرأ كمثال المتخصصة بالافلام الاجنبية وكشريحة عامة البرامج الثقافية في غالبية الفضائيات كاللبنانيات مثلا وام بي سي التي تمولها السعودية
على صعيد التسلية والترويج : يمكن اخذ روتانا واللبنانيات و قناة (2) المتخصصة بالافلام الامريكية والقنوات الرياضية
للناظر بعين الواقع فان اكثر ما يلفت نظر المواطن العربي على الفضائيات المواضيع السياسية ومواضيع التسلية فالجزيرة والعربية التي تنطق بلسان من يقف ورائها تعتبر الابز في هذا المجال , فالجزيرة مثلا التي تحظى بكم هائل من المشاهدين العرب من عشاق السياسة ونشرات الاخبار وبالذات في فترات الحدث الذي يشد المشاهد العربي مثل احداث انتفاضة الاقصى الفلسطينية واحتلال العراق واسقاط نظام صدام وحزبه , ومن الامثلة الواضحة كانت في بداية انتفاضة الاقصى لفت انتباهي انها بدات بعرض برنامج يتحدث عن احداث حرب ايلول 1970 في الاردن ومن بعده حرب لبنان حتى عام 1982 اي الاجتياح في حلقات للمدقق فيها يرى انها بالفعل تريد ابراز طرفي النزاع فيها على انها الشعوب وليست القيادات في لحظة كان الشعب الفلسطيني بحاجة لتعاطف عربي عالمي من اشقائه العرب ومن شعوب العالم , فقامت بتصوير الفدائيين الفلسطينيين على انهم مجرد هواه ليس لهم هم سوى العبث في الشعوب والتدخل في سياسات الدول ومحاولات اسقاط الانظمة ومن ثم سلسلة طويلة من البرامج الموجهة من الداخل لمحاولة لتشكيل العقل العربي والتلاعب بالاحداث على اهواء المخرج. ,
فضائية الجزيرة هي بلا شك صوت الاستخبارات البريطانية الناطق في الوطن العربي الموجه من قبل زمرة من الاخوان المسلمين امثال القرضاوي واحمد منصور بأدلة واضحة وصريحة , فلا احد يستطيع انكار سطوة الاخوان المسلمين عليها وتنفذهم في داخلها من ناحية ومن ناحية اخرى لا يوجد سياسي مطلع او مثقف عادي يستطيع انكار مدى العلاقة الوطيدة التي تقوم بين الاخوان المسلمين وبريطانيا الام التي اوجدت حركات الاسلام السياسي ودربت رجالها امثال حسن البنا والهضيبي ذوي العلاقات الواضحة مع الانظمة العربية الرجعية مثل نظام الملك فاروق في مصر في داخل المجتمعات العربية برعايتها .
مؤخرا صدر من دبي تقرير يشير الى ان المخابرات الامريكية طلبت من قطر ان تكون اكثر سيطرة على قناة الجزيرة من هيمنة الاخوان عليها وبالفعل تم تنفيذ المطلب فقد تم اقالة العديد من الموظفين فيها عدا المتنفذين امثال القرضاوي وغيره وحتى ان ادارة الفضائية نفسها اوكلت الى احد شيوخ قطر لادراتها بنفسه .
ان تضارب المصالح بين الولايات المتحدة وبريطانيا فضح بعضا من سياسات هذه الفضائيات وتحديدا الجزيرة فقبل الهجوم على العراق وفي مرحلة الاستعداد بدأت تسقط اوراق التوت فبريطانيا التي ترى في نفسها المؤسس لكثير من حركات الاسلام السياسي وبعض الانظمة العربية كالنظام الاردني الهاشمي لا ترضى بان تقوم امريكا بابتلاع حصتها من هذا الغزو فمثلا خطاب الملك عبدالله الثاني في نيويورك قبل الحرب الذي قال فيه (ان العالم قد غدا امريكيا وعلى العالم ان يسير بركب امريكا ) هذا الكلام اغضب بريطانيا فوجهت له رسالة عبر فضائية الجزيرة تريد تذكيره بماضيه وماضي اجداده ومن صنعهم ووضعهم على كرسي الحكم في امارة شرق الاردن فقامت الجزيرة بشن هجمة شرسة على النظام في الاردن وبدات بكشف اوراق النظام وتحديدا الملك حسين وزيارته لجولدمائير ابان حرب أكتوبر 1973 وتحذيرها بان مصر وسوريا تعدان لهجوم وشيك على اسرائيل وغيرها من الاوراق التي كشفتها , لا اظن ان ادارة الجزيرة قد علمت في تلك اللحظة فقط عن هذه الاوراق للملك حسين والنظام الاردني ولا اظن ان النظام الاردني وحده هو الذي كان متعاونا مع اسرائيل ويقيم معها علاقات سرية , ولكنها كانت رسالة واضحة للملك عبدالله من الاستخبارات البريطانية ( اعرف حجمك ولا تنسى من صنعك)
وكذلك قامت الولايات المتحدة بتمويل من طفلها المدلل في الخليج الوليد بن طلال بانشاء قناة العربية ولا اظن ان الاسم جاء مصادفة ليكون الجزيرة والعربية لكمل طرف الاسم الاخر طرفه الاخر ليشكل (الجزيرة العربية ) كرد للاولى على الثانية وبدأت العربية بثها في فترة كانت امريكا بامس الحاجة لتحسين صورتها امام العرب وارسال الرسائل لاعدائها عبر تلك القناه وقد تم هذا بالفعل عبر الكثير من الرسائل التي نشرت للرجل الكرتوني اسامة بن لادن وصدام حسين فاخذت العربية دورا كبيرا من ادوار الجزيرة لمحاولة وضعها على الهامش
عودة لبعض القنوات الثقافية كإقرأ مثلا التي تتميز بالبرامج الدينية لشيخ الاسلام القرضاوي الذي لا يتوانى كعادته عن اطلاق الفتاوي شمالا وجنوبا فتراة يكفر هذا وتارة تراه يطلق فتوى بتحريم العمليات الفدائية الفلسطينيةويعتبرها مخالفة للشرع وغيرها من خوازيق الفكر المنحط التي يدسها في داخل الامة العربية والتي تتميز ايضا بنشرها لسلسلة عن الاستيطان السرطاني في داخل الارض المحتلة وبما اني احد ابناء فلسطين المحتلة ويسكنون الداخل لا اعرف ما هي تلك السلطة التي يملكها اولائك الصحفيين في تلك المحطة لا يملكها غيرهم من حرية التنقل عبر المستوطنات وتصويرها من الداخل والخارج الا اذا كانوا يمتلكون الرجل الخفي او ما شابه .
في طرح اخر على نطاق ما تبثه الفضائيات اللبنانية مثلا من برامج فمثال تلك البرامج البرامج الهزلية السياسية التي تأخذ الطابع الكوميدي التي توصل افكار القائمين عليها عبرها فهي لا تختلف حالا عن البرامج الدينية التي يبثها القرضاوي عبر اقرأ انما يختلف الاسلوب فذاك يتخذ الدين ستار وهذه تتخذ اسلوب الكوميديا طريقة .
هذه البرامج كبرنامج السوبر ستار مثلا الذي كشف مدى الفراغ الفكري والسقوط الفكري والثقافي للشعوب العربية التي انساقت كالخراف خلف مجموعة من المهرجين على شاشات التفاز من خلال التصويت عبر الرسائل القصيرة للهاتف النقال حتى وصل الحد الى العداء الدولي بين الاقطار العربية حتى ظن البعض الى ان الامر سيصل الى حد حشد الجيوش على الحدود بين الاردن وسوريا لحسم النتيجة لصالح احد المهرجين وكشف مدى هشاشة مجتمعاتنا العربية وغيرها من البرامج الشبيهة .
اما بقية الفضائيات فهي بالغالب كالجماهيرية والسعودية واليمن وغيرها لا تغدو كونها بوق حكوماتها التي تزعق فيه تبجل الرئيس صباح مساء او تبث افكار الاحزاب .
ان مثل هذا السموم الذي يبث عبر فضائياتنا بحاجة لوقوف جاد عليه وليس مجرد التفكير هل يمكننا من خلال هذه الفضائيات ان ننشر افكارنا كما يقول البعض .
سؤال طرحه احدهم : العلمانيون العرب حظهم في المساحات التي توفرها هذه القنوات وفي الاعلام العربي
للاجابة على هذا السؤال اقول , هل جميع منظرين العلمانية بالرغم من صغر المساحة التي يظهرون فيها عبر الفضائيات هل هم فعلا من دعاة الحرية والديمقراطية العلمانية ؟؟
ومن يقف وراء اختيار من يتكلم باسم العلمانية وهل كل من ينطق باسم العلمانية هو رجل ديمقراطية هدفه نشر العلمانية ؟ وعلى أي اساس نقيم هذا الشخص ؟
اسئلة بحاجة لاجابة وعلى الاغلب اجابتها واضحة ؟ اي علمانية نحن نريد ؟ علمانية امريكا ام العلمانية الديمقراطية الحقيقية ؟
هناك دعوة اطلقها احدهم تدعو (هذه دعوه للمقتدريين ماديا من العلمانيين العرب لأطلاق قناة فضائيه عربيه علمانيةبحق وحقيقه ( يمكن أن تسمي قناة العلماني العربي ) ، تنشر ثقافة الفكر الحر وتعمل علي تنمية التفكير النقدي والعلمي بين العرب ) هذا الحلم كيف يمكن العمل على تحقيقه ومن اين يمكن ان يوجه ؟ أي دولة عربية يمكن ان ترضى بمثل هذا العمل الفاحش المنافي لاخلاق انظمتها وانظمة حركات الاسلام السياسي وتكشف زيفه والذي هو احدى ركائز الرجعية العربية والبديلالذي تعده الولايات المتحدة للانظمة الرجعيةالعربية التي صارت عبئا على سياسة امريكا التي لا هي بحاجة لجماهير ديمقراطية على الطريقة اللبنانية ؟
اما عن القنوات ذات الخطر الاخر مثل القنوات التجارية كميلودي وروتانا الا انها ايضا تحمل الخطر القذر الذي هو جزء من الغزو الفكري الرأسمالي للعالم العربي, فالاباحية القذرة التي تقدمها روتانا ليست وجها من اوجه التحرر او الديمقراطية , الديمقراطية ملتزمة بالحفاظ على الانسان وكرامته وليس تسويقه على طريقة روتانا بتسويق المرأة على انها مومس او كائن بشري لم يوجد الا ليستعرض اعضاء جسده وكان الرجل بنظرهم مجرد حيوان ليس له هم سوى التناسل واشياء اخرى .
ان الخطر الذي نتلقاه عبر تلك الفضائيات ليس بالبسيط وخطره على اطفالنا اكبر من الكبار ولقد لفت انتباهي كثيرا كتاب "المتلاعبون بالعقول" للكاتب الأمريكي هربرت شيللر لكونه ذو دلالات مدهشة رغم أن الكتاب قد صدر في السبعينات وقبل وقت طويل من أحداث 11 سبتمبر/ايلول حتى لا تأخذنا روح المؤامرة إلى التوقف لما بعد الحدث فقط.
يقول شيللر "كيف يجذب محركي الدمى الكبار في السياسة والإعلان وسائل الاتصال الجماهيري وخيوط الرأي العام" والكتاب يضع تصورا مدهشاً للمجتمع الأمريكي وللأجهزة التي تتحكم فيه بصورة علمية مثيرة
ويضيف هربرت شيللر بأنهم لا يلجأون إلى التضليل الإعلامي إلا عندما يبدأ الجمهور في الاستيقاظ والظهور على الساحة لكي يصحح مساره. أما عندما يكون الجمهور مضطهداً غارقاً في همومه وفقره المدقع ويعايش بؤس الواقع فهم يتركونه في غيبوبته دون تدخل.
هذا الكلام يبدو منطقيا كثيرا حين نرى بوضوح تاثير المناهج المدرسية التي وضعها الاخوان المسلمون في وطننا العربي للتناسب مع ادخال هذا الفكر وتمهد له بطريقة اكثر سلاسة وجعل الطفل يستوعب مثل هذه الافكار المسمومة لتسميم العقل العربي منذ بداية نشأته, والسؤال الذي يطرح نفسه ما حاجة مثل تلك الدول لدعم فضائياتنا لنشر سمومها
بأختصار لتكريس تميز من يملكون والإبقاء على الفئة التي لا تملك كما هي، وليس هناك حد فاصل يحدد الهوية لكلا الفئتين، فمن يناضل للحفاظ على موقعه حتى يظل و من لا يملك محتفظاً بهويته الدونية. ولكي تستطيع الطبقة التي تملك تنتج باستمرار وتضيف المزيد إلى رصيدها مما يمنحها قوة أكثر او بصيغة اخرى (الاستعمار ) الامبريالية وادواتها.
تضليل وبرمجة عقول البشر ما هو سوى تطويع الجماهير للأهداف والسياسات السائدة حتى يتم ضمان لتأييد النظام بغض النظر إذا ما كان هذا النظام يعمل من خلال المصلحة العامة أو ضد الصالح العام للشعوب.
التضليل الإعلامي لصالح الأجهزة الحاكمة، ولتظل هذه الأجهزة في وضع قابلاً لكسب وربح مزايا جديدة من الوضع الاقتصادي المتردي.
ولقد شعر الجمهور في وقت من الأوقات أن التضليل الإعلامي ما هو سوى أداة للهيمنة على العقول بالخداع والتحايل نجح في أن يجعل الجماهير منقادين ومقيدين ضمن أغلال أبواق الإعلام من تلفاز وإذاعة وصحف ومجلات رغم أنهم وفي أبسط الأمور في حياتهم اليومية يتصرفون ضد مصالحهم دون ما شعور بهذا العبء أو أدراك بأنهم مسيرون وليس مخيرون، أننا في أغلب الأحيان نجد أن هذا الجمهور الواعي بالمشكلة يختار ما هو ضد مصالحة وضد مستقبلة وإرادته
وتتفنن الأجهزة الحاكمة في حيلها فيتخذ البعض منها رجال الدين كأدوات لتسيير منطق الوضع كما يريدونه كما في برامج السيد القرضاوي وفتاويه, ويكون التفسير الديني لصالح أهداف المؤسسات الحاكمة كأن يقولوا هؤلاء للجماهير بأن طاعة الحاكم من طاعة الله وذلك ردة إلى مقولة أن الحاكم هو ظل الله في الأرض ويستمد منه سلطانه الذي لا ينافسه سلطان.. وعند الاعتراض على جزئية التفسير, سرعان ما ينبري هؤلاء المدججين بأبشع أدوات الردع بتكفير المعترضين من الجمهور حتى يستمر مسلسل التأثير على البسطاء وعلى عقولهم
لا أرى فارق كبيرا بين ما تفعله الولايات المتحدة وما تفعله حكومات العالم الثالث سوى أن تلك الحكومات دائما ما تتوخى الحذر من فتح باب المعلومات بل أنها تحجب معلومات صادقة عن أجهزتها الإعلامية، وفي كثير من الأوقات نجد أن هذه الحكومات تغلق تماماً باب المناقشة في إعطاء معلومة مهمة وللمثال عندما نسمع "صرح مصدر مسؤول" فذلك إنهاء للخبر لا للفت الانتباه إليه، ويبقى المصدر المسؤول مجهولا
من الواضح أن الخطر الذي يهدد الكيان الاجتماعي يكمن في الدافع التجاري الخالص والذي لا يستهدف سوى الربح والربح فقط، وبهذا أضيفت إلى الإعلانات التي تراها في كل لحظة تقطع البرامج عبر الفضائيات مواد وأشكال وألوان جعلت من السلعة المستهلكة صورة مغايرة للواقع وكأنها من ضرورات الحياة الأساسية وكأن لا غنى عنها فتشكل بذلك الخطر الذي اصبح يهدد استقرار كل أسرة.
ولا يردع صناع الإعلان أي رادع أخلاقي أو إنساني فهم يسعوا إلى جذب الجماهير من خلال مشاهد للعنف أو باللعب على الحس الجنسي لدى العامة من الجماهير مثل أن تظهر فتاة في ما دون العشرين من العمر وهي تمسك بقلم أحمر شفاه ثم تنفرج الشفتان بإثارة مفضوحة وتغمض العينين لتفوح بعض ذلك بصوت جنسي شره، ويقول الإعلان بأن الثمن فقط عدة دولارات ولكن من أين تأتي الفتيات بالدولارات في مجتمعات نامية مرهقة؟! وهل يكفي مرتب فتاة عاملة لاقتناء أحمر الشفاه.. هذا ناهيك عن الإثارة في الملبس والمأكل والمسكن الفاخر؟!.
كل هذا يتم من خلال الإعلان التليفزيوني وهو الذي حقق الكم من الإثارة الجنسية وخلق الرغبة الشديدة في الاقتناء.. وبالتالي تمت السيطرة على أفراد الأسرة الواحدة رغم أن المقومات الأساسية للنظام التجاري الامبريالي الذي يرى البشر مجرد مستهلكين لانتاجه بغض النظر عن نوعه هو الدافع الذاتي دون الرجوع للقيمة الحقيقية للسلعة المعروضة وما إذا كانت مطلباً أساسياً أو رفاهية فقط.
كما يؤثر الإعلان ويبرمج العقول، هناك ما هو أخطر من ذلك وهو برمجة عقول الأطفال من خلال برامج قد تبدو مسلية وممتعة ولكن الأمر يبدو أخطر بكثير من ذلك من خلال ما يعرض من أفلام الكرتونوغيرها من برامج معدة للاطفال بدقة ولو لاحظت كم العنف الموجود في أفلام "توم وجيري" على سبيل المثال لتعجبت كيف سيتعامل هذا الطفل مع ابناء مجتمعه ومدى تأثير هذا العنف في داخل الطفل وكيف تخلق منه بداية لطاغية مستقبلية متعطشة للبطش والضرب والقمع.. الأمر أخطر مما نتصور فالطفل يدرك ولكن لا يميز وبالتالي فهو سهل التكيف والتشبع بالمعروض.. وهذا الطفل هو نفسه الشاب الذي يبرمج على وتيرة عشق كرة القدم أو الموسيقى إلى درجة تكريسها كأولويات على مبادئ أساسية مثل الحقوق الوطنية وحقوق الإنسان والعمل الاجتماعي وحقوقه تجاه الوطن والمجتمع في حياة أفضل وحقوقه كشاب في أن يجد مكاناً له في جامعات وطنه وأن يجد عملاُ وسكناً الخ من القضايا الأساسية
هذا باختصار ما تقوم به الفضائيات العربية الى جانب الفضائيات العالمية الاخرى ووسائل الاعلام الموجه من الخارج والتي غدت مؤسسة استعمارية مروجة للفكر الرأسمالي ليس الا والتي ترى المواطن مجرد اداه مستهلكة للسلعة في السوق ومهمة تلك الالية الرأسمالية صياغة العقل بما يناسبها
وهذه الفضائيات جزء من اداة السوق الرأسمالية سواء كانت بالبرامج الدينية التي تفقد العقل العربي محتواه الفكري او من خلال القنوات الاباحية كروتانا التي تسعى لاستبدال الفكر الحر والديمقراطي الذي يمكن للانسان ان يحمله ليوصله الىديمقراطيته وحريته
نحن بحاجة للوقوف الجاد امام تلك الفضائيات وردعها وايجاد البديل الحقيقي لها والا فالخسارة الفادحة ستكون في جيل المستقبل الذي نرى فيه الامل في اقامة المجتمع الحر المثالي