أشرف بيدس
الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 07:50
المحور:
الادب والفن
الليلة جميلة جدا، بلل الماء أرصفة الشوارع الإسفلتية ففضضه. وأمطرت السماء أمنياتا وأحلاما للمعذبين والمحرومين، طافت البشرة علي الناس تدق أبوابهم حاملة لهم الزغاريد والأخبار السارة. تقضي حاجة السائل. وتلبي نداء المحتاجين. وتمسح الدمعة من عيون البائسين.
الليلة جميلة صافية كصفاء قلبك الذي علمني أن الحب تواصل إنساني ورغبة في الرضا. والذي منحني الحلم كله. ولم يقطر علي بالفتات.
ضوء القمر الهادئ الحالم السابح يغمر السماء بالطمأنينة وينشر في رحابة أصداء الحكايات القديمة. ينسج بين النجوم أشعته التي تتلاقي وتتشابك وتختلط فتبرز من بين ثناياها وخطوطها ملامح وجهك الملائكي. تحرك مشاعري المشلولة، فتدب فيه الحركة من جديد. وتبعث النضارة والبشاشة والتأمل.
لن أدع الشجاعة. ولم اخف حيرتي التي شطرتني نصفين. سأظل واقفا في مواجهة الريح. فهذا قدري اللذيذ. لكني سأحاول أن أقيم ما حدث تقييما موضوعيا، إنسانيا أو حتى جنونيا.
ينسلخ الليل من عينيك ليرتمي في مقلتي، يسكرني. يهزمني. يسحقني. أتوه في سراديب حروفك. وتتملكني التأتأة والسأسأة والفأفأة. أفقد وعيي. لكني لا أفقد عشقي. ينقلب القارب بي في عمق المحيط. وعندما تواتيني ساعتي تتبدي لي عروس البحر. تصطحبني إلي جزيرتها. تطيبني. تدملني وتعصرني فنحتسي سويا حلاوة الدنيا.
تبدو الأشياء في مواكب جماعية. أري الزهور تحتضن براعمها وتطوق الحياة بالياسمين والبنفسج. لن أدع الشجاعة فقد حطمت كل نواقيسي وتماثيلي النحاسية وتكشفت الحقيقة علي ترانيم غناؤك.
من أنا؟
من أنت؟
ولماذا اكتمل نصف الدائرة في حدقة عينيك. واتسعت الدنيا؟؟
#أشرف_بيدس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟