أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم البهرزي - وحدة تيارات اليسار العراقي ...الاستحالة والامكان















المزيد.....

وحدة تيارات اليسار العراقي ...الاستحالة والامكان


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 10:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تتنادى دعوات غزيرة لاجل بلورة مشروع شعبي وطني يلبي حاجة الظرف العراقي الراهن الى تشكيل حركة يسار عراقي موحد فاعلة تمتلك الشروط الموضوعية والذاتية لمواجهة :
1_ المشروع الاستعماري الامريكي الذي يسعى لشرعنة الهيمنة الاقتصادية على موارد الشعب العراقي من خلال اتفاقية ستراتيجية بعيدة المدى تصمم لتكون مليئة بالثغور والمصائد والاشراك الممهدة لاستثمار ثروات الشعب العراقي استثمارا لصوصيا لقرن قابل (أي حتى استنزافها تماما ) على اقل تقدير ...
2_ هيمنة الفكر الطائفي على الساحة الشعبية الوطنية مستغلا غيبوبة الوعي الوطني بفعل الضربات المتلاحقة التي طالت الطبقات الشعبية الفاعلة في المجتمع العراقي من حروب وعقوبات اقتصادية واذلال واحتلال عسكري ممهد لمشروع سياسي طائفي يضع البلاد في حالة عدم الاستقرار والفوضى لبضعة عقود اتية....
3_ تشرذم نخب اليسار العراقي الى تيارات متنابزة في المنافي تتوكا على انشقاقات الحركة اليسارية الدولية (والتي توقف التفكير ببعضها منذ عقود ) وبين افراد مستفردين في الداخل يتم اقصاءهم والتشهير بهم بشكل معلن وخفي من قبل القيادة الرسمية للحزب الشيوعي الحالي المتحالفة مع التيارات الطائفية والعنصرية القومية في ضفيرة العملية السياسية المتارجحة في العراق المحتل .......


عليه , ومن خلال التحديق في مجمل تفاصيل هذه الدعوات , يمكن ملاحظة خلل شديد الوضوح ,لا يعرف المرء كيف يتصور مروره عبر متون وحواشي هذه الاسهامات التي تمتلك نية الصدق بحق.......ومن هذه الاخطاء على سبيل المثال :

1_ عدم الجلاء الفكري لنخب اليسار الفردي في المنفى بحقيقة الواقع السياسي والاجتماعي والطبقي داخل الوطن وعدم التنسيق بل عدم الدراية اصلا بخطوط وتيارات الافكار السياسية المتبرعمة في ظل فوضى التبرعم الحزبي – السرطاني (بسبب الفوضى والياس اكثر مما هو نتيجة للديمقراطية , فقد قارب مثلا عدد الكيانات المسجلة رسميا للمشاركة في العملية السياسية قرابة الستمائة كيان !!!) وللمفارقة والتاكيد على هذه الجهالة والفوضى فقد ورد في وثيقة منشورة تدعوا الى لقاء تشاوري ليساريي المنفى ...اسم العبد كاتب هذه السطور وهو الذي لم يغا در بلده حتى اللحظة !!

2_ تكاثر واجهات التنظيمات اليسارية التي تضع هدف ( تخوين ) التنظيمات اليسارية المخالفة غاية لها مستبعدة اية امكانية للحوار , حتى ليشعر المرء بان هنالك ماكنة خفية تسعى (لتكسير ) عظام اليسار برمته من خلال ارتطامه ببعض او ( رطمه )بالبعض.....مع غياب الدعوات اللازمة للحوار المخصص حول جوهر عناصر الخلاف من اجل وضع خطوط الحدود الدنيا لتشكيل تجمع يساري من اجل تاسيس زخم القوة المادية فقط على الاقل اولا , اسوة بتجمعات اليمين الطائفي التي تحقق اهدافها على الارض في اشد المراحل حساسية ,بالرغم من ثقل اختلافاتها الفكرية ,في الحين الذي تنحسر فيه قوى اليسار الى متاحف الذكرى ....

3_ امتناع اكبر (جالية ) علمانية عراقية (بل ان قرابة 75% من علمانيي العراق ومثقفيه هم في المنفى ) امتناعها عن الحضور الى واقع الحياة السياسية (لاسباب لم يزل الكثير منها مبررا باعتقادي الشخصي )..مع وفود كل الجاليات العراقية الطائفية التي كانت في المنفى بقوة تشكل عماد الحياة السياسية العراقية حاليا ( ومن حق الحاضر في الميدان بقوة ان يغلب ..وللغائب الخسران , وهذه شروط كل لعبة !) وهو الامر الذي يخذل معنويا كل السعاة الى تشكيل تجمعات اليسار او نويات لذلك (الا اذا كانت النية تتجه للجوء الى التنظيم السري وهو محل نظر متخالف في واقع الحياة السياسية الحالية ).....

عند توافر هكذا تحديات , مقترنة بثغرات كالتي ذكرت اعلاه ستكون المعادلة غير منصفة , والحوارات غير متصادية ,والخسارات متوقعة , واعادة النظر جذريا بمسيرة حركة اليسار العراقي منذ 14 تموز 1958 حتى اليوم واجبة وضرورية لاعادة التقييم والتقويم
فبعد قرابة نصف قرن من تحريم وتجريم اليسار العراقي (مع الاحتفاظ بسخريتنا المبكية على فترة النصف الثاني من سبعينيات القرن المنصرم التي يعدها صناع وتباع الجبهة الوطنية فترة لرخاء اليسار ) وحين ازالت قوات الاحتلال الامريكية بقوة الغزو نظاما شموليا شكل الحياة السياسية والاجتماعية للعراق اغلب سنوات الزمن المذكور اندفع الكثير من المتضررين من قسوة النظام المذكور (وما اكثرهم وما اشد القسوة !) اندفعوا زرافاتا ووحدانا من القمقم الصديء باحثين عن كعبة ما ..
وبسبب من خواء الحياة السياسية طوال العقود الاربع الخوالي .. وحيث لا منجى الا ذلك النداء الباطني الدفين في ذاكرة الجموع ...وحيث وجد من يهلل لاجله من القادمين الجدد فقد ربحت الطائفية بكل اطيافها لعبة الهيمنة الجديدة ...
كان الدخول السعودي والايراني مبرزا بالطبع (لنتذكر مثلا ان قناة العالم الايرانية قد بدات بثها الارضي المستلم بسهولة في كل ارجاء العراق في يوم 20_3_2003 وهو نفس يوم بدا الغزو الامريكي للعراق !!!...وان هذه القناة وكانما بترتيب امريكي ايراني قد سيطرت على عموم توجهات الراي العام داخل العراق لغياب اية وسيلة اعلامية بديلة حتى الوسائل الاعلامية الرسمية التي قصفت وصار استقبال بثها صعبا جدا !!!
في الحين الذي كان بامكان طائرة امريكية مسيرة ان تبث برامجا اخرى مهدئة للروع غير البرامج الميئسة والمحرضة على الفوضى التي كانت تبثها هذه القناة ....
ولا ابالغ اذ اقول كوني شاهد عيان بان بث شريط اسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس من قناة العالم الايرانية الارضية (حيث لم يكن متاحا للعراقيين على الاطلاق التقاط اية قناة فضائية في الكون ) كان بث هذه المشاهد المباشرة من ساحة الفردوس ايذانا بانطلاق فوضى النهب والسلب والانتقام .....
ختاما:
فان القوى الطائفية المعادية بالكينونة والتكوين لكل قوى اليسار , وهي مدعومة بقوة المال والسلاح من اكبر جارين منتجين للايديولوجيا الطائفية الاصولية...
في الحين الذي يظهر اليسار الرسمي القديم بصورة الحليف لهذه القوى ليوهم القواعد الشعبية بوجود صيغ ديمقراطية ,ونحت وطاة الاحتلال , تتيح التعايش بين الذئاب والحملان !!!
لا نريد ان نحبط احدا اذ نؤشرعلى ان حركة اليسار العراقي تعيش اشد ازماتها في الداخل بل انها توشك ان تنحسر تماما للاسباب التي ذكرت اعلاه وسواها مما لا مجال لذكره ...
ولا ادري ماهي قيمة ان تتشكل وتتحاور وتتكاثر تنظيمات يسارية شتى في المنافي !!
قد يصح احيانا ان _( الحقيقة ...تولد في المنفى )..ولكن السؤال هو : ان كبرت ونمت ونضجت في المنفى ....
كيف ستؤكل ثمارها في الداخل ...وهل يملك الفقراء الذين زرعت لاجلهم ثمن استيراد ثمارها ؟؟

سؤال اطرحه واتمنى ان يساعدني احد على تلمس الحلول الممكنة لمعضلة اليسار العراقي الحالي ..
وان كنت محبطا , فان مع الاحباط تبقى ثمة خميرة صغيرة من الامل ..لاجل الامل !!!





#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة من داخل العراق وديمومة التواصل.......انها لمحنة حقا ...
- قصائد الى مايا ......(2)
- قصائد الى مايا .....(1)
- بغداد -بيروت .......جرحان وخنجر واحد
- اطردوا (قمي ) من بغداد ...تعجلوا باستقلال واستقرار البلاد
- تطييف الثقافة العراقية ...يبدا بالمربد ...فاغسلوا اياديكم من ...
- عن بشتآشان .......الصامتان : الذئب والنعجة !!!
- فضاء متسخ .....فضاء انيق ....2)مواجهات الدكتو حميد عبد الله ...
- عِطرها الغامضُ في دروبِ التوتِ البَرّي ٍ
- فضاء متسخ ...فضاء انيق 1-(فواصل) بخار سعودي عفن في الفضاء
- وردة النيك
- انه واد غير ذي زرع..
- رسالة المعمار الفرد....الى المهندسة الرسولة في عيد الشهوة ال ...
- النظر المباشر لعيون الموت .....على مسافة عشرين خطوة من الجحي ...
- اليسار والطبقة العاملة في العراق المحتل ...الراسمالية تراود ...
- ان كان كل مثقفينا ملائكة مثلك يا سيد ( ميري )....فمن اذن خلف ...
- من فواجع الهجرة والتهجير ...الحنين طير يحوم فوق مزابل الطفول ...
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة .......(الرسالةالرابعة)
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة ....(الرسالة الثالثة )
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة !...(الرسالة الثانية )


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم البهرزي - وحدة تيارات اليسار العراقي ...الاستحالة والامكان