أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق!!














المزيد.....

من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 05:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا أريد أن أحكم على التجربة العراقية متسرعا بأنها "فشلت" كديمقراطية و كمحاولة لخلق عراق جديد، و لا ننسى أن نؤشر على نقطة مفادها أننا نحن العراقيين خرجنا من دكتاتورية المركز إلى صراع الدكتاتوريات الجانبية التي تحاول الآن ابتلاع ما تستطيع ابتلاعه مدعومة بعمائم من شتى الألوان و الانتماءات و التي ستؤدي في المستقبل إلى نشوء دكتاتورية جديدة في بغداد كرد فعل على "تمرد" و "عصيان" الفدراليات المستقلة ـ التي ينقصها إعلان هذا الاستقلال ـ و هو عودة طبعا إلى عصر ما قبل 9 نيسان 2003.
و المؤسف أن السيد رايان كروكر سفير الولايات المتحدة التي لا ينكر تضحيات أبناءها و مساهمتها الأساسية في تغيير المعادلة العراقية لصالح الشعب العراقي، هذا السفير و بعد أن كان يتفضل يوميا بتصريحات توضح موقف الولايات المتحدة من كل مستجد على الساحة العراقية، أصبح صامتا لا يتكلم و مثيرا بهذا الصمت زوبعة من الإشاعات التي يستغلها هذا الطرف و ذاك، و هو ما قد يؤدي ـ في حال حصل انهيار للعراق بسبب صراعات النفوذ القومي ـ إلى ضياع و هدر لدماء طاهرة قدمها عراقيون و أمريكيون في سبيل إنقاذ الإنسان على هذه الأرض، و بالتالي فإن هذه الدماء الطاهرة ليست ملكا لإدارة الحكومتين العراقية أو الأمريكية المتغيرتين لأن الشعبين العراقي و الأمريكي هما من يقدم التضحيات لإقامة وطن الإنسان و الإنسان وحده.
من المؤسف حقا أن ما سعينا لأجله ـ و هو عراق يتوازن بين فدرالياته و مركزه ـ أصبح مهددا الآن بأن ينهار لصالح الأطراف أو الفدراليات و هذا الانهيار و إن كان على المدى القصير لصالح الفدراليات إلا أنه في النهاية سيضر بها لأن مركز العراق "بغداد" غالبا، و هو ما نملك له شواهد تاريخية امتدادا من العصور العباسية و حتى قيام العراق كدولة، ما يعود ليهيمن و لو بالقوة و الحرب على أراضيه شمالا و جنوبا، إن الفدرالية كنظام ديمقراطي لا يمكن أن يكون هو هذا المسخ الذي نشهده الآن، لأن أي فدرالية لا بد أن تقوم على أساس جغرافي لا يدخل فيه أي وصف قومي أو طائفي.
كمثال على كلامنا فإن إقليم الجنوب لو وجد طريقه إلى الوجود فسيكون الخطوة الأولى لفرض دكتاتورية "معممة" طائفية لا تختلف عن الدكتاتورية القومية، لأن تسعة محافظات جنوبية لو امتلكت كل منها إدارتها الذاتية هو ما سيمثل الفدرالية الحقيقية، أما لو دمجنا الجنوب المترامي الأطراف في "إقـــــــليم" واحد أحد موحد، فهو لن يختلف عن "المركزية" البائدة على عهد البعث المقبور، لأن هذا الإقليم الجنوبي سيكون مرتبطا مرة أخرى بعاصمة "إقليمية" تحتكر الثروة و القرار و التعيينات و التوظيف و خطط البناء و ما إلى ذلك، و لن يكون لهذه المحافظات الغنية جدا كالبصرة و العمارة أي فرصة لإبداء اعتراض أو تململ.
الأكيد أن الإدارة تكون أسهل كلما كانت منطقة الإدارة أصغر و أكثر تركيزا على نفسها بحيث أن البصرة كإقليم مستقل سيكون أسهل في التوجيه و البناء مما لو ربطناه بمسخ نطلق عليه كلمة "إقليم" أو "فدرالية، فعلى أهالي كل مدينة أن يبدأوا بالاهتمام بمدينتهم "لن أقول بالغيرة على مدينتهم كون الغيرة كلمة ماتت مع العصر القبلي و لأن مردودها سيء في الذهن العراقي" و بأن لا يتركوا مجالا مجالا للمدن الأخرى أن تتدخل في شؤونهم بغير قانون ينظم هذه العملية.
إن الفدرالية الجغرافية ـ التي تتيح لكل مدينة و أقضيتها أن تحكم نفسها بنفسها ـ هي نعمة لو تم تطبيقها بعيدا عن أهواء الزعماء و مافيا النفط و الفساد الإداري، و كلما ضاقت الفدرالية كلما كان الإعلام و النزاهة و كشف المفسدين أسهل خصوصا حينما يكون هناك أيضا مركز قوي ذو نفوذ قوي "واضح عبر صلاحياته القانونية"، و إذا كنا نريد إقامة نظام إداري مثالي فهو و إن كان مستحيلا إلا أن لنا الحق في أن نحلم بنظام إداري قانوني ممتاز يكون هو أفضل الموجود، مثل الديمقراطية تماما، فالديمقراطية رغم كل عيوبها هي أفضل من الدكتاتورية.
العراق الآن و هو على أعتاب الانتقال من النظام المركزي إلى مركزية أخرى "مقنعة" أو لنقل "مركزيات" ستكون أشبه بأنظمة أسبارطية "نسبة إلى أسبارطة اليونانية التي عُرفت بنظامها العسكري الصارم" تركز الثروة و السلطة في يدها و تكون مرة أخرى مرحلة طويلة من الأزمات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية، و لربما تكون مواجهة مجموعة الدكتاتوريات هذه أصعب من مواجهة دكتاتور واحد شمولي كان يحكم العراق و كان باستطاعة المرء أن يخدع هذا النظام عبر معرفته لأساليبه الخبيثة، لكن دكتاتوريات متعددة مختلفة الطرق و الحيل "الشرعية و القانونية" سيكون كارثة الكوارث على العراق.
النقطة المهمة أو لنقل أنها الأهمّ من كلّ ما ذكرناه، هو أن لا تقوم هذه الفدراليات على أي هوية جانبية كون أي هوية (غير الانتماء العراقي) سيعرض البلد إلى تهديد مستمر بالتدخلات الإقليمية و الدولية و تسيير العراق حسب رغبة هذه الدولة أو تلك و تعرض مصالحه الجيوسياسية لخطر دائم و سيبقى العراق كجسم عديم المناعة سهل الاختراق و بالتالي تختلط مصالحه مع مصالح الجوار الإقليمي سلبيا و يكون العراق هو الطفل الذي سيدعي كل "عمّ ٍ" أنه الأحق بالوصاية عليه، و حينها سنكتشف أن كل حديثنا عن السيدة و الاستقلال هو محض لغوٍ و هراء و عبث، لن أدفع باتجاه التشائم و لكن ينبغي للعراقيين أن لا ينخدعوا بعد الآن بشعارات بعض المعمّمين الذين يرددون شعارات آل البيت (ع) بينما هم يتوارثون الرئاسة على طريقة بني أمية، هم و من يتعاطف و يتعاون معهم.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!
- العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام
- -الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!
- الخروج من تنور الطين
- هزيمة المنتخب العراقي... و الحرس القديم
- الحرية و -الأحزاب الشعاراتية-
- علي و الديمقراطية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق!!