أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد صبيح - ألترهيب الإسلامي














المزيد.....

ألترهيب الإسلامي


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 732 - 2004 / 2 / 2 - 04:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد لايمكن العثور بسهولة في وقائع التاريخ المعاصر على صورة مشابهة للمفارقة الغريبة التي وقع فيها المجتمع العراقي حينما صار التدخل الخارجي هو المفتاح لحل ألازمة الوطنية التي عاشها هذا المجتمع بفعل تسلط النظام ألبعثي الفاشي المنهار الذي أدى،  فيما أدى إليه، إلى عجز بيّن في قدرة المعارضة الوطنية العراقية على حل تلك ألازمة والتفاعل مع تداعيات الموقف أثناءها ولما بعد سقوط النظام الفاشي. والملفت للنظر أن دور العامل الخارجي لم ينحصر في فتح بوابات الحل للازمة الوطنية بإسقاطه للنظام المنهار وإنما امتد أثره إلى تحقيق مستوى ضروري من التوازن السياسي بين القوى السياسية داخل وخارج مجلس الحكم وكذلك بين مكونات المجتمع العراقي المتعددة من قومية ومذهبية ودينية الخ مما أعاق ممكنات الفوضى السياسية والأمنية المطلقة أو هيمنة طرف سياسي أو حزبي بالقوة على مجريات الحياة السياسية. ورغم أن القوى السياسية المختلفة قد أدت أدوارا مختلفة ومتباينة في القوة والتأثير على النظام إلا أن هذا النظام، أيام جبروته، بدا عصيا على الانهيار أو حتى التأثر بهذه الأعمال والفعاليات سواء ألعنفي (العسكري) منها أو السياسي التعبوي ولا سباب باتت معروفة وطال شرحها حول ما كان للنظام من قدرة على التكيف مع الظروف الصعبة وتحصين نفسه إزاء كل ممكنات إسقاطه أو تحويله عن نهجه الاستبدادي الدموي.  ومن هذه الخلفية صارت عملية إسقاطه بقوة العامل الخارجي ضرورية موضوعيا لأنها أدت ليس فقط إلى حلحلة ألازمة الوطنية ووضعتها في طريق الحل وإنما ألغت أو أبعدت اي محاولة للهيمنة السياسية من قبل اي طرف تدفعه أوهامه لمحاولة الاستيلاء أو السطو على مقدرات الشارع السياسي ومحاولة الانفراد في الساحة السياسية وفي القرار السياسي- وهو الجانب الآخر المهم جدا في معادلة إسقاط النظام - كما هي ميول القوى الإسلامية ألان في محاولتها تجيير عملية سقوط النظام لصالحها لاجل فرض مشروعها السياسي ونموذجها في الحكم وإدارة المجتمع وهو ما يصرحون به بصراحة وعلانية متخذين من ضجيجهم المرتفع في الشارع ومسايرة بعض المواطنين وبعض الأحزاب السياسية لهم، خوفا أو تزلفا أو ترقبا أو مجرد قوة العادة، دليلا أو معيارا لرسم صورة الواقع الوهمي في خطابهم المتنافر إلى حد بعيد مع معطيات الواقع الفعلية. فرغم إنهم يدركون، كما الجميع،  من أن لا دور مباشر وخاص لهم ولالأي طرف سياسي أخر في عملية إسقاط النظام ( فلا فضل لاحد بهذا) إلا إنهم يسعون لتضخيم وجودهم وحضورهم السياسي خالطين بشكل مقصود بين مزاج التدين الشعبي الإيماني البسيط عند الناس وحبهم والتزامهم بالطقوس الدينية و بين معنى التأييد السياسي. ومن هذا المنطلق وهذه المقاييس العرجاء يسعون بشكل حثيث لإقصاء الإطراف السياسية والاجتماعية الأخرى متخذين من لغة التهديد والترهيب في خطابهم السياسي وسيلة لهذا الإقصاء والمصادرة ( يتبجح احدهم بانفعال واضح في مقال له في موقع إيلاف الالكتروني من أن لديه ردود ستوجع خصومه العلمانيين !!).  وما أن يعثر هؤلاء المتشددون على رؤية مختلفة لاتجاههم الفكري والسياسي أو نقدا موجها لممارسة سياسية لتيارهم أو لاحد رموزهم( المقدسة بطبيعة الحال ومااكثر مقدساتهم) إلا وانبروا للرد أو بالا حرى محاولة تدمير الخصم بلغة تهديدية وفظة في غالب الأحيان لمن تجرأ ووضع مواقفهم وسلوكهم موضع النظر والنقد( والأمثلة كثيرة وتمتلأ بها منابر النشر.) . أما إذا كان عاثر الحظ المنتقد لهم شيوعيا، من اي مشرب من مشارب الشيوعية، وهي كثيرة، فالويل والثبور له وسيتخطى الشتم شخصه وذويه وحزبه وتياره ليغور في التاريخ بعيدا وصولا إلى العبد المتمرد سبارتكوس. مذ كريننا بسلوكهم هذا بخطاب البعث الفاشي الاستعلائي عند فرضه لتصور أن وجود اي طرف سياسي في الساحة وممارسته لبقاء ه وحضوره هو منية وتفضل من جانبه في قبوله. ويتناسى الإسلاميون هنا ما يستوجب تذكيرهم به دائما، وهو ما يعكس جوهر تفكيرهم الفعلي وميولهم الاستبدادية، هو أن هذا الوطن مفتوح للجميع وان التعددية وممارسة الحوار وقبول واحترام الآخر هي مقدمات واولويات وأساليب لايمكن لأي قوى تريد البقاء أن لا تمارسها أو تقف ضدها، وان عليهم أن لا يستغرقوا كثيرا في أوهامهم- وليس هناك ما يحطم صاحبه كما هي الأوهام- لكي لا يصطدموا بجدار الواقع الصلب فيتهشمون كما هو مصير الواهمين والمستبدين دائما.

السويد
 
 29 كانون الثاني 04



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الصنم
- الموقع المهذب
- وحدة الراي واقعها ودورها
- البعث يضع النقاط على الحروف
- نبوءة الخراب وتجلياته
- النقد نقاش وحوار وليس عنفصة إفهام لفريد بن ايار
- مسيحيو العراق الحجاب الاسلامي والمشروع الوطني
- قرارالغاء عقوبة الاعدام وسؤال المشروعية والجدوى
- الاجتثاث بالحوار
- المسالة الكردية الفدرالية والديمقراطية وحق تقرير المصير
- جريمة قتل في شارع عام - قصة مقتل اولوف بالمة
- عالم صدام حسين بين حضور التاريخ وغياب المؤلف مدى شاسع من الذ ...
- غياب المنهج وسطحية المعايير رد على الدكتور احمد البغدادي
- علاقات العراق بمحيطه ضرورية ومشروطة
- في تشريح المقاومة العراقية
- المثقفون لعراقيون تشوش الرؤية في تقييم التجربة الذاتية
- راي في فتوى هدر دماء البعثيين
- الاحزاب السياسية العراقية ودورها في بناء مستقبل العراق
- اعتذار صريح للشعب الكردي
- تحكيم القراء في شتائم علاء اللامي


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد صبيح - ألترهيب الإسلامي