أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - حتمية الحل العلماني














المزيد.....


حتمية الحل العلماني


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موكب البشرية السابح مع تيار الزمن يحيا ألفيته الثالثة، وشعبنا يكاد بأفكاره يكون قابعاً هناك في مجاهل القرون الغابرة، فيما نعيش بأجسادنا في الزمن الراهن، فكيف يمكن والحالة هذه أن يتحقق الحد الأدنى من التواصل، بين العقل والجسد؟

الحل إما أن يرتد العالم كله في مسيرة حضارته، حتى يصل إلى لحظة الماضي الذي يأسرنا ونعشقه، وهذا ما تحاوله الآن طلائعنا المجاهدة بقيادة بن لادن والظواهري وحسن نصر الله وخالد مشعل ومهدي عاكف، وإما أن نستطيع مغادرة محطة الزمن المنسي، ونجد لأنفسنا طريقاً نعود به مسرعين الخطى إلى العصر.

ولأننا نزعم أن أي عاقل لابد وأن يتجه بحزم نحو الخيار الثاني، يتحتم علينا أن نبحث كيف يمكن أن يتم هذا، ما يتطلب أولاً أن نحدد المحطة التي توقفنا عندها لنتخلف عن مسيرة الحضارة، ثم نعرف كيف نتخلص من إسار الماضي، ونجد طريقاً يعود بنا إلى العصر.

بدأت مسيرة الحضارة وعقل الإنسان صفحة بيضاء، ليبدأ باكتساب الخبرات العملية من واقع ممارساته الحياتية، وليبدأ مع هذا تكاثر تساؤلاته عن الوجود والحياة، وقد أتاحت له خبراته المستمدة من ممارساته العملية إجابات بسيطة عن النزر اليسير من الأسئلة، تاركة فجوة تتسع مع الأيام، نتيجة زيادة معدلات التساؤل الناتجة عن تفجر الوعي الإنساني، على المعدلات المتواضعة للإجابات المكتسبة من الخبرات العلمية، وهنا تصدى الخيال الإنساني لسد تلك الفجوة، فافترض افتراضات وأساطير، تحاول حل أكبر عدد من الإشكاليات، واختلفت تلك الاجتهادات وتطورت باختلاف الشعوب، وصارت مع الوقت بمثابة حقائق مقدسة، اختلطت مع المعارف العملية المكتسبة، ليحتويها جميعاً وعاء واحد، يصح تسميته "بالفكر الديني".

استغرقت هذه المرحلة الجزء الأطول من مسيرة الحضارة الإنسانية، ورغم أن المليارات من البشر آمنوا بأديان أتى وحيها من السماء، إلا أن ما نصطلح على تسميته "الفكر الديني" كان دائماً فكراً وفهماً بشرياً، ويشمل الجزء المتعلق بالدين ذاته، كما يشمل الجزء المتعلق بالخبرات البشرية، وقد انصهر الجزءان ليبدوان كمنظومة واحدة، تعتقد الغالبية من العوام أنها بكاملها وحي سماوي مقدس، وهو التصور الذي صادف هوى رجال الدين، لأنه يجعلهم مصدر كل المعارف والسلطات.

جاءت اللحظة المفصلية في تاريخ البشرية، مع عصر النهضة في أوروبا، حين عرفنا الأسلوب العلمي التجريبي في البحث، للوصول إلى إجابات على أسئلة الإنسان، وقد أدى تطور هذا الأسلوب إلى تحقيق طفرة هائلة في حجم المعارف الإنسانية، ما استدعى انفصاله واستقلاله التام عن حزمة "الفكر الديني".

عند هذه النقطة بالتحديد انفصلت الشعوب التي عجزت عن استيعاب وإنتاج المناهج العلمية الحديثة عن باقي الشعوب، وبينما سارت الأخيرة في طريقها في صنع الحضارة وإبداعها، دخلت الأولى في حالة غيبوبة، لتعيش أسيرة "الفكر الديني الشامل"، والذي يدعي امتلاك مفاتيح كل ما يعترض الإنسانية من إشكاليات.

لابد أن يكون النهوض من ذات نقطة السقوط ، التي هي تبني المنهج العلمي في البحث عن حلول لإشكاليات حياتنا، بتدريب أبنائنا على التفكير العلمي الحر، والمستقل عن كل ما ورثناه من تراث، ولن نستطيع هذا إلا إذا امتلكنا ما يكفي من الشجاعة والثقة بالذات، الأمر الذي لن يتحقق بمواعظ تنويرية، بل سيأتي تلقائياً متى امتلكنا ناصية العلم وأساليبه، واغتنينا بمعارفه المنتجة محلياً وذاتياً، وليست المنقولة عن الغرب نقلاً آلياً، دون فهم أو قناعة حقيقية، لكن كيف تتحقق لنا تلك النقلة التي عجزنا عنها عصوراً طويلة؟!

الأمر رهن بتصرف الصفوة من حكام ومفكرين ونشطاء مجتمع، فقد كان هؤلاء بالنسبة لجميع الشعوب بمثابة القاطرة، أن يسيروا بعزم وحزم باتجاه إنتاج أجيال تمتلك التفكير العلمي، وتثق بالعلم وتعتمد عليه في حل مشاكلها، وفي المقابل تُختصر حزمة "الفكر الديني" التقليدية، لتقتصر على معالجة الروحانيات التي تحتاج إليها النفس البشرية بالسليقة، وأن لا يُسمح لرجال الدين بادعاء ما لا شأن لهم به ولا علم، إن فعلت الصفوة ذلك ونجحت فيه، عندها فقط يمكن أن تعود شعوبنا من غيابها.

هل يتحتم علينا تقديم اقتراحات محددة؟

· التغيير الشامل والجذري لمناهج وأساليب التعليم، لتنمية القدرة على البحث والنقد والتفكير الإبداعي الحر، وليس على الاستظهار والنقل.

· إغلاق جميع مدارس التعليم الديني، وقصر الالتحاق بالمعاهد العليا للتعليم الديني على المتخصصين، بعد مرورهم على مراحل التعليم الأساسي والثانوي العام، لضمان تشكل عقولهم وفقاً للمنهج العلمي السليم.

· مراجعة جميع النظم والعلاقات المجتمعية في كافة مناهج الحياة، لتتواءم مع العلم، عوضاً عن الفوضوية والعشوائية السائدة، التي من أهم معالمها تسييس الدين وتديين السياسة، لنخلق واقعاً يحفز الشباب على الثقة في جدوى العلم وأهميته لتحقيق حياة أفضل.

لا نزعم أن هذه النقاط الثلاث من قبيل الحلول للإشكاليات، لأنها ربما كانت في ذاتها إشكاليات أكثر حدة من حيث كيفية تحقيقها، بعد تلك العصور الطويلة من الثبات والتحجر والغياب، ومع ذلك فهي جديرة بالبحث، إن كنا معنيين بمصير أولادنا وأحفادنا.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصل والصورة
- رواية: ينابيع وادى حوران
- الإخوان المسلمون والدولة المحظورة
- الرفض العنتري الرث
- مسألة الصلح – تساؤلات بريئة
- في زمن الغيبوبة والجنون
- الحوار المتمدن قصة نجاح
- مصر مصرية يا د. أبو المجد
- الأقباط ومصيدة الفاشية
- المظلوم ينقذ ظالمه
- تهمة ازدراء الأديان
- هذا يحدث في مصر
- فسيولوجيا القيم المجتمعية
- يوم الحداد الوطني
- ثقافة الهيمنة
- العقل والميتافيزيقا والوجود
- الشرق وفلسفة التواطؤ
- وداعاً عمرو موسى
- البابا شنوده والانقلاب على الذات
- تساؤلات قبطي ساذج


المزيد.....




- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - حتمية الحل العلماني