أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حامد الحمداني - حول الديمقراطية والحياة الحزبية في العالم العربي















المزيد.....

حول الديمقراطية والحياة الحزبية في العالم العربي


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما زال العالم العربي متخلفاً عن ركب العالم المتقدم في مجال الديمقراطية ، وإن كل ما نشهده من ادعاءات الحكام عن الالتزام بالديمقراطية بعيد جداً عن الواقع، ربما باستثناء لبنان إلى حد ما .
ففي كل الأنظمة العربية لم نشهد انتخاباً حقيقياً لرئيس الدولة، بل على العكس من ذلك نجد استئثار معظم القادة بالسلطة لدورات متتالية امتدت لعشرين وثلاثين وحتى أربعين عاماً، وغالباً ما تعدل الدساتير ليتمكن الحاكم من تجديد ولايته . هذا بالنسبة للأنظمة الجمهورية التي باتت وراثية في بعض الأحيان فالرئيس باقٍ حتى وفاته ، وقد أعد إبنه لتولي الرئاسة من بعده .
أما في الأنظمة الملكية فالسلطة كلها بيد الملك حتى اللحظة الأخيرة من حياته ، ولا شك أن ارتباط الدول العربية بعجلة السياسة الأمريكية لا يخفى على أحد، ولنا من العراق المثال الصارخ على الهيمنة الأمريكية على مقدراته لدرجة أن الحاكم الأمريكي بريمر هو من وضع الدستور العراقي المؤقت، والذي اتخذ فيما بعد أساساً للدستور الدائم ، وهو الذي عين رئيس الجمهورية ونوابه وعين رئيس الحكومة ، ووزع المناصب الوزارية، فأية ديمقراطية يمكن أن نتحدث عنها في عالمنا العربي ، أنها ليست سوى ضحك على الذقون .
أما الصحافة التي أُطلقَ عليها السلطة الرابعة فهي في عالمنا العربي ليست حرة فيما تكتب، وتتعرض للغلق والمحاكمة إذا ما وجهت أي انتقاد للسلطة الحاكمة ، وفي كثير من الأحيان تصبح الصحف وعاظ للسلاطين.

إن الديمقراطية ليست رداء نلبسه لنصبح ديمقراطيين ، إنها تربية تبدأ من الطفولة ، فلا يمكن أن نكون ديمقراطيين بين عشية وضحاها والديمقراطية التي نشهدها في أوربا لم تأتي وتتجذر في المجتمع الأوربي إلا خلال مرحلة طويلة، حيث نجد تداول السلطة يجري بشكل سلس ، وحيث احترام الرأي الآخر دون أي انفعال أو صراع عنيف ، وحيث احترام مبدأ الديمقراطية والدفاع عنها ، وحيث احترام حقوق الإنسان.

كما أن الأحزاب في العالم العربي مع الأسف لا تمتلك هذه التراث المتراكم الذي يؤهلها لقيام حياة حزبية ديمقراطية ، وكثيراً ما نجد حياة حزبية مشوهة ،حيث تستأثر أحزاب السلطة بالحكم ، وحيث تزييف الانتخابات على المكشوف لصالح حزب السلطة ، ولذلك نجد أن أحزاب المعارضة غالبا ما يجري حلها أو تقزيمها ، وقد تضطر بعضها إلى اللجوء للعمل السري وإلى العنف لمحاولة قلب الأنظمة القائمة ، كما أن عدم نضوج الحياة الديمقراطية في العالم العربي يؤدي بالعديد من الأحزاب السياسية إلى منزلقات خطيرة تؤدي إلى نتائج كارثية حول مستقبل الديمقراطية عندما يستطيع حزب ما ، خاصة عندما ما يكون مدعوماً من قوى دولية، من السطو على السلطة من خلال انقلاب عسكري حيث يجري قمع كل مظاهر الديمقراطية، و حكم البلاد حكما ديكتاتوريا دمويا كما حدث في العديد من الدول العربية.

كما إن الأحزاب السياسية في العالم العربي لها توجهات وارتباطات مختلفة ، فقسم ذو توجه ديني متطرف يستهدف استخدام الديمقراطية للوثوب إلى السلطة فقط ، وعندما يتمكن من ذلك يتجاهل الديمقراطية ويسعى لفرض أجندته الدينية المتخلفة عن روح العصر، وقسم آخر يرتبط بأنظمة خارجية ودول أجنبية، ويسعى لتنفيذ أجندتها، وقسم آخر من هذه الأحزاب هو عبارة عن تجمع لشخصيات لا يجمعها مع بعضها سوى المصالح الذاتية بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن.

فالأخوان المسلمين على سبيل المثال هي بالأساس أمريكية المنشأ والدعم منذ عدة عقود عندما كان الصراع قائماً بين المعسكرين الشرقي والغربي، بدعوى مكافحة الأفكار الهدامة والإلحاد!.
كما أن الأحزاب الدينية الطائفية الشيعية في العراق مرتبطة بنظام ملالي طهران وتسعى لتنفيد الأجندة الإيرانية ، وقد وجدنا هذه الظاهرة في أجلى مظاهرها في دعوة الخميني في أول عهد ما سمي بالثورة الإسلامية في إيران إلى امتداد الثورة إلى العالم العربي في السعي للهيمنة على العراق ومنطقة الخليج، كما نجد أن أجندة حزبي الطالباني والبارزاني بعيدة كل البعد عن الأيمان بالوطنية العراقية، ويسعى الحزبان في نهاية المطاف إلى تمزيق العراق ، وإقامة كيان قومي عنصري في شمال العراق.

لكن هذا لا يعني أن كل الأحزاب على هذه الشاكلة، فهناك قوى وأحزاب وطنية حقيقية تسعى لتعزيز الديمقراطية ، والنهوض الشامل بالمجتمع العربي، إذا ما أُتيح لها المجال للعمل بحرية دون تدخل الأنظمة الحاكمة، لكنها مع شديد الأسف محاصرة، ويجري تقزيمها باستمرار.
ويتهم البعض من الكتاب الشعوب العربية بأن إنتماءتها لبعض الأحزاب الإقليمية قد أصبحت أقوى من انتمائها لوطنها، لكن إذا أخذنا هذا الأمر بصفة الجمع نكون قد ظلمنا شعوبنا.

غير أن هذا لا يعني أن هناك جانب ، قد يكون كبيراً أو صغيراً، يسير في هذا الاتجاه ، وهذا يعود بكل تأكيد إلى التخلف السائد في المجتمع العربي من جهة ، والتعصب الطائفي والديني والقومي من جهة أخرى ، وهذا ما نشهده بكل وضوح ، وبشكل صارخ، في العراق اليوم حيث تأثير الأحزاب الدينية الطائفية والعرقية يلعب دوراً خطيراً في دفع جماهير الشعب نحو التعصب للطائفة أو العرقية، وخاصة في صفوف الجماهير التي لا تتمتع بمستوى ثقافي مناسب، مما يجعلها سريعة الانقياد بشكل أعمى لأجندة قيادات هذه الأحزاب.

وهكذا نجد أن الثقافة وشيوع الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان هي السبيل للوقوف أمام تلك الأجندات اللا وطنية ، وتعزيز الشعور بالإنتماء للوطن، والحرص على الروابط المتينة بين أبناء الوطن الواحد .

كما أن إبعاد الدين عن السياسة هو السبيل للنهوض بالعالم العربي ، واللحاق بركب الإنسانية المتقدمة ، وأن زج الدين في السياسة قد افسد الدين والسياسة معاً، وإذا كنا حريصين على نقاء الدين وقدسيته فينبغي أن نبعده عن سوق النخاسة للسياسيين الذي يستخدمون الدين لتحقيق أهداف سياسية .
إن فصل الدين عن الدولة، ورفض قيام حياة حزبية قائمة على أساس ديني أو طائفي ، أو عرقي شوفيني يتنافى ومبدأ الديمقراطية ، فالأحزاب من هذا النوع لا تؤمن بالديمقراطية ، بل تريدها وسيلة للصعود للسلطة ، والتنكر لها فيما بعد ، والاستئثار بالسلطة .

إن سيادة الديمقراطية الحقيقية هي السبيل القويم للحرية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق وحريات المواطن بصرف النظر عن قوميته وجنسه ودينه وطائفته ، ففي المجتمع الديمقراطي ينال كل ذي حق حقه دون تمييز في ظل سيادة القانون ، واحترام الحريات العامة والخاصة بما لا يتعارض مع مصلحة الجميع.






#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدمات الخاطئة لن تعطِ إلا نتائج خاطئة وقد تؤدي إلى نتائج ...
- العراق يواجه خطر داهم ، وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بيده قبل فو ...
- أحزاب الإسلام السياسي الطائفي تتاجر بأرواح المواطنين
- الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والخيارات المرة
- إلى الذين طعنوا بثورة 14 تموز وقائدها الشهيد قاسم :هكذا وقع ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة الأخيرة ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 29 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 28 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 27 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 26 / 30
- دروس وعبر من ثورة 14 تموز المجيدة
- في الذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة الشيوعيين ضد نظام انقلا ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 25 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 24
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 23
- حرب الخليج الثالثةوالكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 22
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 21
- المعاهدة الأمريكية المقترحة ومحنة العراقيين
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 20
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 19


المزيد.....




- تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم ...
- النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت ...
- -سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال ...
- برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع ...
- وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك ...
- المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب ...
- شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ ...
- حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
- أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة ...
- خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حامد الحمداني - حول الديمقراطية والحياة الحزبية في العالم العربي