أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد اللطيف المنيّر - البوصلة السياسية التركية














المزيد.....

البوصلة السياسية التركية


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 04:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو أن الأمل التركي للحاق بالقافلة الأوروبية، بات مستحيلا، بعد سلسلة الطلبات، وقائمة الإملاءات، والتي لم ولن تنتهي من أصحاب القرار الأوروبي، والتي نَفذت تركيا مُعظمها، إلا واحدة التي كانت من اعقد المشكلات والتحديات، التي واجهت سياسيّي تركيا، عندما جاءت التوصية من منظمة هيومان رايتس ووتش
Human Rights Watch للإتحاد الأوروبي بتاريخ أيار/مايو من هذا العام، مفادها: " إن على تركيا أن تغير على نحو عاجل من تشريعاتها وسياساتها لصالح حماية المثليات والمثليين وذوي التفضيل الجنسي المزدوج والمتحولين جنسياً، من المضايقات الكثيرة والقسوة في التعامل بالطرقات والمنازل والمؤسسات التي تديرها الدولة. كما دعت هيومن رايتس ووتش الإتحاد الأوروبي إلى الربط بين طموح تركيا في العضوية بالإتحاد والكف عن الإساءات المُزمنة وضمان المساواة في الحقوق والحماية للمثليات والمثليين وذوي التفضيل الجنسي المزدوج والمتحولين جنسياً "!

هذه التوصية، التي رأت بها تركيا أنها لن تستطع أن تكون أوروبية، بقبولها مبدأ الجنوسة والشذوذ، للحالة الإسلامية المتأصلة فيها. ويبدو ايضا أنها أدركت تماما ولو بعد حين، أن الخطر القادم من الخلف بشقيه الكوردي، المتمثل بإنشاء دولة كوردية في شمال العراق من جهه، والمد الإيراني الشيعي لمنطقة الشرق الأوسط من جهة اخرى، بات على تركيا حتمياً أن تبدأ بتحويل البوصلة السياسية، وتلجأ إلى المجموعة العربية، للحاجة الملحة لكلا الطرفين، وإيماناً من النخبة السياسية التركية في الحزب الحاكم، بأن رياح التغيير يجب أن تأتي بما تشتهي المصلحة التركية والإقليمية في آن، وايضاً للحيلولة من أن تفقد مقعدها الآخير، لتكون دولة شرق أوسطية بإمتياز قبل فوات الآوان.

رأت تركيا أن النحت على الماء الأوروبية هدر وضياع، لذا جاء سعيها لإعادة تموضعها السياسي في اتجاه مصالحها، ومصالح الدول العربية على السواء بما فيهم سوريا. لتكون أنقرة لاعب أساس في قضايا الشرق الأوسط، ومد جسور إعادة الثقة بين العرب، الذين انكشف ظهرهم، بُعيد الغزو الأميركي للعراق، وسقوط نظام صدام، وحاجتهم إلى تركيا، لما تتمتع به الأخيرة من قوة عسكرية وسياسية، وإسلامية سُنية، حتى يتحقق التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط.

بيد أن مصلحة تركيا في تبني سياسات جديدة داخليا واقليميا، على حساب الغاية المرجوة من لحاقها بالركب الأوروبي، هو ما تتطلع إلية انقرة حاليا حتى تكون دولة إسلامية-علمانية الأولى في المنطقة، لكن على الطريقة الذاتية وبشكلها العقلاني المنطقي والإنساني الفطري.

حكومة أردوغان الحالية، ومن خلال قراءتها المتأنية للتاريخ عن العقد الأخير، رفعت القبعة بيد احتراما للدستور العلماني، وباليد الاخرى تسعى لسلسلة اصلاحات تبدئها من القضاء، وبمراجعة حساباتها نحو الشرق الأوسط. فهل تستطيع تركيا أن تعيد الحرف العربي إلى ابجديتها السياسية، ويصلح حزبها الحاكم ما أفسده أتاتورك، بقطعه الجسور الإسلامية بين العرب وتركيا. وتكشف جوهر الإسلام المدفون من قبل علمائه المتشددين! وتُأسس لخطاب ديني اصلاحي لتحقيق السلم الأهلي في تركيا خاصة، والدول المنطقة عموما؟.

- رابط توصية هيومان رايتس ووتش:
http://hrw.org/arabic/docs/2008/05/22/turkey18902.htm



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية العلاقات اللبنانية السورية
- الرهان السياسي
- -رغيف- الدمار الشامل
- ثمانية أخطاء سياسية
- العودة إلى الجذور
- الحس المعرفي لمفاتيح اللعبة الدولية
- الانفصاليون الجدد: مائة عام من العزلة
- المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى ...
- التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل
- الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ
- بين فكيّ الترسانتين: المائية والنووية
- بيت المال- والتسّول السياسي
- -صح النوم- ياعرب !
- تعديل الدستور أم إعادة كتابته؟
- موت أمّة وفرار يقظة
- الأموال العربية هل تُستثمر سياسيا؟
- بلقيس.. والمسافة من المرأة اليوم
- إعلان دمشق وخطوطه الحمراء
- أسئلة الإنتخابات الأميركية وغياب ال -لا - النقدية
- مناضلو الجبهة: الإخوان كارامازوف


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد اللطيف المنيّر - البوصلة السياسية التركية