أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..














المزيد.....

سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 03:04
المحور: حقوق الانسان
    


يقول مسؤول أمريكي رفيع المقام/..صنعنا دكتاتوريات وفق مقتضيات كل عصر،آن أن نغير منهجنا السياسي لمواكبة عصرنا الراهن/..
ما هو مشاع في الشارع العام يتداوله الجاهل قبل العالم،أن أمريكا وراء كل تغير حكومي على وجه البسيطة،وهي من تأتي برجال من خلف الكواليس وتؤطرهم بهالات قدسية وتواريخ ممجدة مما يغدون أصناماً لا تمحى من البال بعد زوالهم،يحفرون القلوب بثقافة العنف وسوداوية اليقين وينحتون في العقول صورهم وأصواتهم الصارخة،ولو قلّبنا أوراق التاريخ نكتشف أن كل طاغية هو يتيم أو متشرد أو أبن زنا،شرب ويلات الزمن قبل أن تتناوشه أيدي تتربص به من مكان خفي وتنقله في لحظة حاسمة إلى رف الحياة بعد سلسلة عمليات تغيرية تمهد ضرورته كمخلص ومنقذ لشعبه الذي أختاره أسياده من باب تقديم الإحسان وإنقاذهم من براثن الغطرسة والفتك،يمكننا أن نعلن أن كل طاغية هو مصغر لدولة صانعه،ولنا في حجتنا جملة أقوال لمشاهير أدلوا في كل محفل دلاء الحكمة،يقول ـ أفلاطون ـ /أن الطاغية منهمك دائماً في إشعال نار حروب جديدة،أنه بهذه الوسيلة فقط يستطيع إحياء شعور الناس بالحاجة إلى قائد مثله/..
ألا نجد في يومنا هذا أن ـ أمريكا ـ هي الدولة الوحيدة التي لا تغمض لها عين،تمد عيونها صوب كل رقعة ستراتيجية حيوية بخزينها من سوق تصريف أو طاقة مضمونة من وقود ومياه أو مكان يحادد كل عدو مستهدف،لها مخالب تحفر لتفتعل أزمات سياسية قبل إنضاجها داخل فرن الأمم المتحدة طالما لديها مناصرين لسان حالهم (لا حول ولا قوة إلاّ بالله)،فهي من تشعل نيران الحروب كما حصل في /يوغسلافيا والصومال وأفغانستان والعراق/ وما تزال تفرش بسط الحرب تحت أقدام /كوريا الشمالية وإيران وسوريا/ أو ما أطلقت عليهم (محور الشر)مع توفير مناخات إعلامية تدفع مشاعر الناس نحو حاجتهم الماسة لهذه الدولة الماشية بقوة السلاح لا بقوة الأخلاق لتطبيق الديموقراطية والحرية والمساواة،هل ثمة فرق بين طاغية يشغل شعبه بحروب تدميرية تحت أبواق البطولة والمجد لترسيخ كيانه في العقول وبين دولة تفعل ذلك في وضح النهار،ولا يذهب ـ أرسطوـ بعيداً عن نظرية معلمه،فهو يقول /أن سبب إشعال الحروب من قبل القادة،هو جعل الناس يشعرون بالحاجة إلى زعماء/..واقع الحال يكشف لنا عمق هذه النظرية،نجد الجموع الهائجة كيف كانت تندفع كالثيران إلى الشوارع وهي مشحونة بخطابات نيرانية تهدر بأصوات غاضبة وعيون عمياء لتفعيل الحماس وترصيص الأساس لكرسي(القائد المفدى)،ولنعد لكلام الأمريكي الصريح بخصوص متطلبات الزمن الراهن من نوعية الرجل المؤهل لقيادة الشعوب المختارة،نجد أن ما يجري في العراق هو خير جواب،فتوزيع الأدوار على رهط رجالات لقيام ما قامت بها أفراد هي نظرية(أمريكاوية) بحتة،وهي وسيلة ليست بجديدة،لقد فعلتها ـ قريش ـ يوم اختارت من كل قبيلة واحد كي يضيعوا دم ـ الرسول الكريم ـ (صلعم)بين القبائل جميعاً،ها هو العراقي لا يعرف أية جهة صاحبة السيادة الأمنية،لا أحد يعترف أو ينفذ أوامر الأعلى منه،وكل جهة تنفذ ما يحلو لها دون وجود من يوقفه،وصار القانون لقمة سائغة تتناولها أسنان تكشر ومخالب لا ترحم،وصرنا نمتلك أفراداً لديهم من القسوة ما لم يبدها الطغاة،ولا يخفى مغزى هذه النظرية من لدن المواطن العراقي الذي خبر كل دروب السياسات ومتاهاتها جراء اكتوائه بنيران العوز والحرمان والغزو عبر العصور،فالتصادم بين الرموز هي توفير موجبات تواجد أصحاب النظريات الإصلاحية للشعوب المتداعية من جهة ومن جهة أخرى تضعيف هذه الشعوب ونزف طاقاته وتوليد تنافرات وتناحرات الغرض منها إنهاض الخلافات العرقية والطائفية،لقد تم تحويل (القائد الضرورة)إلى قادة يعملون متضادين علناً من باب اللامركزية يمارسون سلطاتهم واسعة المدى ومن أبواب عدة والهدف واحد في نهاية المطاف/..لقد أنقرض آكلو لحوم البشر على أرضنا هذه،لقد أكلهم آكلو لحوم البشر الإصلاحيين/كما يذهب ـ ألكساندر فيالات ـ في معرض تفسيره لما يجري في عالمنا المسكين..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق
- لا تلعنوا آب رجاء..
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر
- لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات
- أصل الكورد والبحث عن الهوية


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..