|
مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية في برلين / العراق أولا ..العراق أبدا
النصير ئاشتي
الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 10:50
المحور:
الصحافة والاعلام
( مازال هذا المنفى فتى قاصرا فكفي عن إغوائه أيتها المدن الحكيمة )*
تداخل في الروح ، وجع المنفى وزهو الجمال ، حين حط رحالك لخمسة أيام في برلين ،خمسة أيام أتى فيها العراق بكل مدنه ، أتى العراق حاملا نهريه ، شمسه ، نخيله ، جباله ، حضارته ، وجلس في مآقي العيون ، بكل الحب الذي تحمله تلك العيون له . خمسة أيام تنفستَ فيها صدق الكلمة ، وجمال اللوحة الفنية ، وعذوبة القصيدة ، وروعة العمل المسرحي ، وصفاء العدسة السينمائية ، وشجن الغناء ، كل هذا الجمال كان عراقيا . تصل في اليوم السابق للمهرجان ، الرحلة ليست طويلة بين كوبنهاكن وبرلين ، تدخل مقر النادي ، تلتقي بوجوه فارقتها لأكثر من عام ، وأخرى لم ترها من قبل ُ ، تحاول أن تتذكر أحدهم أين رأيته ؟ ومنذ متى ؟ يا للعنة الذاكرة حين يتكلس الصدأ عليها. منذ اللحظة الأولى تجاوزت َ حواجز التكلف ، تُصغي لأرشادات مسؤول النادي عن كيفية الوصول الى مكان الأقامة ، وعن بطاقة النقل ، في وسائط النقل العامة ، لأنها الأرخص ، فالضيوف والمشاركون يتحملون أجور نقلهم من والى بلدانهم ، مثلما يتحملونها داخل برلين ، لضعف الأمكانيات المالية للنادي ، حينها رأيتَ العراق ينتحي جانبا ، ويبكي بكل المرارة ، يبكي جماله ، مثلما يبكي نفطه الذي يتسرب الى جيوب كل السفالات . لقد سبقك َالعديد من الاحبة الى مكان الأقامة ،تجمعت ْهناك ، قامات الشعر العراقي ، مسرحيون بـُني المسرح العراقي على أكتافهم ، فنانون تشكيليون أصبحوا مدارس لهذا الفن في العراق ، سينمائيون ينقلون الصورة والحلم بكل الفرح العراقي ،صحفيون ومفكرون ، فنانون موسيقيون ، نساء ورجال ، كل هؤلاء منحوا العراق حبهم ، لهذا أنتقل العراق الى هناك . موقد النار وتوفر الحطب ، يغري الجميع لأشعال النار ، سبقهم الأنصار بذلك ، كنا أربعة أنصار ونصيرة ، الغناء رفيق النار ، مثلما هو التأمل ، والغناء عراقي بكل شجنه ، يشترك به الجميع . بدفء النار ، وحميمية اللقاء ، عانق السهر جفون الجميع, إلا العراق ، فقد نام مبكرا في العيون . ألة الناي ، تلك التي يروي بها الرعاة في العراق أحزانهم ، كانت حاضرة في اليوم الأول، مثلما حضرت الألوان التي جسدت العراق بكل أطيافه ،فكانت كلمات وألوان عراقية متألقة، حيث تأريخ المسرح العراقي ، وتاريخ فنه التشكيلي . ينفتح الجرح عميقا ، وينزف دم العراق النقي ، حين يتم أستحضار دستوره ، في اليوم الثاني ، او حين تم تناول وضعه السياسي ، سال الدم العراقي ، وفاض وخرج من النوافذ ، رغم جمال الصورة في الأفلام السينمائية التي عرضت ، ورغم عذوبة القصائد التي تسربت الى أرواحنا ، بمفتاحها السحري والذي هو العراق . ( أنا أول القصائد وأخر الحكايا جيئتكم من أرض تأكل أبنائها ، وتذرهم في أتون البيانات )* هكذا كانت مسرحية أطفال الحرب ، وهي تروي لنا حكايات أبناء العراق ، ورغم حزنها المتأتي من حزن أبنائها ،إلا أن أبتسامة العراق فيها ، منحتنا ألامل ، مثلما هو الحديث الذي دار حول دور المثقف العراقي ، كان ذلك في اليوم الثالث ، حيث أنتقلنا مساءا الى مكان الاقامة ، لنشاهد هناك مسرحية عاشق الظلام . أستمعت الى نحيب عراقي من خلفي ، ظننته العراق ، وحين ألتفت كانت شاعرة عراقية ، أبكتها جملة من مسرحية الهنا والهناك ، حين قالها الممثل بصوته المتهدج ،من أنه يجمع المال كي يرسله لأطفاله هناك . كان ذلك في اليوم الرابع ، حيث بعد ذلك جاءت كلمات المودة والأعتزاز ، حين تم تكريم فنان عراقي ، غنى للعراق كثيرا ، متانين شمس الفرح تعله ويه صوت الغنه وتزهر أماني العمر طيب وموده وغنه من تنتشي الروح ما تستمع بس للغنه والغنه إيصير أشكثر أحله بلحن سامي لله درك ياعراق ، كم كان الحزن عميقا بروحك ،حين رأيت أحد أبنائك يُكرم خارج أرضك ، كانت دموعك تنساب عبر عينيّ سامي كمال .بعدها كانت فرقة ترانيم ،خاتمة يومنا الرابع في اليوم الخامس ،رأيتك ياعراق تحدق مليا ًفي العيوان ، تضحك تبكي ، أجل بكيت ، حين بكت سلام طه وهي تشاهد بوابة عشتار في برلين ، كان ذلك عبر الفلم الذي شاهدناه ، وهي تمثل فيه ..رأيتك ياعراق تدور بين الجميع ، تحتسي فرحك وحزنك من بين شفاه الأحبة . ثم رأيتك تطبع قبلة حب ،على جباه أبنائك أعضاء الهيئة الأدارية في نادي الرافدين الثقافي العراقي . لأنك أنت الأول ..وانت أبدا .................................................................................................. • قصيدة للشاعر العراقي فاضل السلطاني • من مسرحية أطفال الحرب
#النصير_ئاشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزن بعمق الحزن ...لرحيل مفاجئ
-
شهيد بحجم وطن ... وطن بحجم شارع
-
ينابيع العراق ...وردة الحلم ....زيتونة الطموح
-
صباحات الوطن ... صباحات الأنترنيت
-
بشت آشان....أعلان مجاني لذاكرة التاريخ
المزيد.....
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
-
ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|