أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - الهروب إلى إسرائيل














المزيد.....


الهروب إلى إسرائيل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 10:57
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ظلت إسرائيل، في المخيال والوجدان الشعبي العام في عموم المنظومة الاستبدادية الشرق أوسطية، رمزاً للشر والبغي والإثم والعدوان والطغيان. وظلت ماكينات الدعاية والتلفيق والكذب البدوي الرخيص تصور هذا الكيان "السرطاني" على أنه السبب الرئيس في كل ما يتعرض له المواطن العربي من مآس وشرور وطعنات كثيرة أفقدته توازنه وسلبت منه كل قيمة، وأي معنى كريم لوجوده وحياته.

ولكن، ومع تراكم حقب الاضمحلال والضمور والانهيار العربي الشامل خلقياً وسلوكياً وحضارياً، فإن أحداً لم يعد يقبض كلام ماكينات الإعلام البدوية تلك، وربما كانت الصورة معكوسة تماماً، فأصبح الخروج من الجحيم العربي هو الهمّ الأول والمشترك لكل أشباه الكائنات الآدمية التي تهيم على وجهها بدون أي هدف على أديم الأرض العربية الملغومة بشتى أنواع المتناقضات والصراعات والخلافات والإشكاليات التي لا يبدو أن حلاً قريباً لها في الأفق على الإطلاق. ولم تعد مدن وممالك القهر والبؤس العربي قاطبة تبعث في نفوس مواطنيها( هل قلنا مواطنين؟ عذراً)، بل رعاياها وعبيدها المساكين أي شعور بالطمأنينة والراحة والأمان، وأصبح الفرار، والخروج من السعير، حتى إلى "الكيان السرطاني" المخيف، هو الحل والأمان. فمن كان يتصور، من فلول ما تبقـّى من بلاشفة وثوريي وقومجيي العرب المهزومين، أن يتحول حلم الدولة الفلسطينية العتيد إلى مجرد صراع رخيص على "مربعات" أمنية وعائلية، ومناطق نفوذ مافياوية، بين مجموعات من القبضايات والشبـّيحة والزعران والميليشيات التي لا تخاف الله، لم يجد معها، من ليس له ناقة ولا جمل سوى الفرار واللجوء إلى إسرائيل لكي ينفذ بجلده من صراع الأخوة الأعداء؟ نعم إسرائيل، وليس غيرها من ديار العرب والمسلمين (حيث العدل والتراحم والبنيان المرصوص والمرصوف كما يرطن جيوش الفقهاء الذين تناسلوا، وبأكثر من "الهم على القلب"، في فضائيات البترودولار)، صارت هي وجهة وقبلة ومقصد من هم لا في عير ولا نفير حكوماتهم، وساقطون من كل الحسابات في مزايدات الأوطان، ولاسيما بعد أن أغلق الأشقاء مؤازرة لإسرائيل ودعماً فقط لسياسة الفصل العنصري ليس إلا، جميع المنافذ والبوابات، التي لا تسمح حتى للجني الأزرق والأوكسجين ونسمات الهواء بالعبور والتنقل فيما بين الأشقاء.

وفي الحقيقة فإن زعران العرب الكبار، من نجوم الرذيلة والفساد والاستهتار المصابين بحمى ونهم اليورو والدولار، والذين لا تطيب لهم الحياة والاستقرار سوى في بلاد المشركين والكفار، وممن لا يتورعون عن فعل أي شيء مهما بدا صادماً، ومتناقضاً مع كل ما تتعارف عليه أبسط معايير السلوك البشري السوي، قد صاروا هم أيضاً، وبالفعل مصدر قلق وكابوس مؤرق ومزمن، وعامل طرد وتهجير للناس، استبدل فيه الدور القديم الذي كانت تلعبه إسرائيل في المخيلة والوجدان العام ليقوم به هؤلاء الأشقياء. ورغم أن أولئك المهجرين البؤساء يعلمون الحقيقة القاتلة والقائلة بأن " من خرج من داره قل مقداره"، و" خيركم خيركم لأهله"، فقد خرجوا من دارهم لأنهم يعلموا تمام العلم بأنه لم يعد لهم أي "قيمة ومقدار"، على أي شبر هذا الكون الفسيح، وليس فيهم أي خير لا لأهلهم ولا لسوى أهلهم على الإطلاق،( في الحقيقة لم يتركوا فيهم أولهم أي خير)، وصاروا يستجدون حتى دقيقة الأمان، و تصرفوا على مبدأ المتنبي القائل أنا الغريق فما خوفي من البلل. نعم لقد ضاقت الأرض العربية التاريخية بالعرب الفقراء، ولم تعد تقبل أن يتعايش فيها أخوة الدم والأشقاء.

والأنكى والأشد إيلاماً ووقعاً على النفس من كل ذلك، أن إسرائيل نفسها رفضتهم ولم تتقبل هؤلاء، وأعادتهم على أعقابهم إلى ديار الإسلام الحبيبة. فإسرائيل صارت وبرغم معاهدات السلام والدجل الفارغ، وبالاحتلال وبدونه، هي التي تتحكم بوضع ومصير العربان. ولكنها ، في نفس الوقت، وتأكيداً "لحياديتها ونزاهتها" ليست مستعدة أن تتولى مسؤوليتهم فـ"جحا أولى بلحم ثوره"، أو أن " تحمل الهم عن قلب صاحبو". لقد تحول العربي الرخيص، إلى هم وعالة على نفسه وعلى الجميع، ولم يعد يجد من يتقبله، لا في الشرق ولا في الغرب، ولا حتى في دولة العدوان الخارجة عن القانون الدولي كما يتفلسف سحرة الإعلام العربي الدجـّال. وإذا ما استمرت فضائح ومخازي ومهازل العرب فلن يبقى عربي واحد، بمشيئة وفضل الله ، في هذه الأرض القحط اليباب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراصنة الخلف الطالح
- فضائية خدّام
- الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه
- التطبيع العربي العربي أولاً
- نعم لاتحاد من أجل المتوسط
- اعتقال البشير: ومن البترول ما قتل
- العربان دوت كوم
- حول تغطية أحداث سجن صيدنايا
- غسان الإمام: والشياطين البترولية الخرساء
- الحجاب كهوية عنصرية
- سوريا:موضة الخادمات الآسيويات
- تهنئة للإخوان السوريين
- التّمثيلُ بالأحياءِ: ضرورةُ تجْريمِ ِأُمراءِ وأشياخِ الوهابي ...
- الوهابيّة أم ِالنازيّة؟
- أنقذوا السوريين من العنصرية والاستعباد
- تَجْريمُ الفِكر القَوْمي
- لا لعودة سوريا للصف العربي
- برقية تعزية ومواساة
- همجية الوهّابية
- فرسان رفعت الأسد


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - الهروب إلى إسرائيل