أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غازي الجبوري - من سيقرر مصير كركوك؟














المزيد.....

من سيقرر مصير كركوك؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 01:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبرز اليوم قضية كركوك لتقف عقبة أخرى أمام تشكيل التوافق المنشود بين الكتل السياسية العراقية الرئيسية حيث تمتحن الإرادات والنوايا وحيث لايقبل أي طرف بغير الحلول التي تتفق ورؤيته ومصالحه حتى ولو لم تكن قائمة على الحق والعدل ليس لأهمية المدينة اقتصاديا وجغرافيا فحسب بل لإحساس كل طرف أنها جزء من أرضه القومية أو الوطنية بصرف النظر عن مساحتها وقيمتها وأهميتها ولعدم قبول أي طرف بأي مقترح لايؤدي إلى ضمان وقوع المدينة إن لم يكن المحافظة بأكملها ضمن إقليمه ، مع انعدام وجود حلول وسط فأما أن تكون ضمن هذا الإقليم أو ذاك ولا توجد حالة أخرى سوى إبقاء الوضع على ماهو عليه .
فلا الأكراد يمكن أن يفرطوا بأي شبر منها بإرادتهم ولا العرب والتركمان يفعلون ذلك ولكل منهم تبريراته وحججه القانونية والسياسية .
كيف إذن يمكن أن نحل هذه الإشكالية وفق معايير لايعترض عليها احد من المعنيين المباشرين (الأكراد - التركمان والعرب) في الأقل لأنهم كما قلنا لايرضى أي منهم بأقل من كركوك ؟فضلا على تركيا والإدارة الأميركية . فانضمامها إلى إقليم كردستان يعني أن عراقيتها مؤقتة عاجلا أم آجلا لان استقلال الإقليم وقيام دولة كردية احتمال قائم حتى ولو بعد حين عندما تتوفر الأرضية السياسية المناسبة إقليميا ودوليا ولذلك فان القول بان انضمامها للإقليم الكردي لايخل بعراقيتها أمر غير واقعي بل انه يعرض مصالح القوميات الأخرى للخطر أو القلق في الأقل لأسباب معروفة وسيعني فقدانها وانسلاخها إلى الأبد كما أن انضمامها إلى الإقليم العربي سيعرض مصالح الأكراد لنفس الشيء وهو مايعده طرفا القضية خسارة فادحة لهما لذا فان أي حل لابد أن يتمحور حول انتماء كركوك وان بقائها كما يدعو الكثيرون لجميع العراقيين لايعد حلا بل مجرد تأجيل للحل الحاسم فعند استقلال إقليم كردستان إذا ماحدث ذلك- وقد لايحدث- يجب وضع حدود للدولة الجديدة شئنا أم أبينا ولكن هل سيصبر المعنيون إلى ذلك الحين ؟ الجواب بالتأكيد سيكون بالنفي لان كل منهم يعتقد أن الظروف الحالية قد تكون الأفضل من اللاحقة لتحقيق أهدافه محليا وإقليميا ودوليا.
نخلص من ذلك أن الجولة الحالية ستكون حاسمة في تقرير مصير مدينة الذهب الأسود طالما طفت القضية على السطح الآن ولاسيما بعد تحسن الأوضاع الأمنية في عموم محافظات العراق وسيضع الجميع كل إمكانياتهم في هذه المعركة التي قد تكون حاسمة بنسبة كبيرة...ولكن لصالح من ستنتهي ومن سيقرر ذلك؟هذا هو التساؤل القائم...
إننا نعتقد أن الحل العادل هو الذي يقوم على إجراء استفتاء وفق إحصاء سابق لعام 1968 موثق لدى الأمم المتحدة وغير قابل للتزوير والعبث وإذا ما تقرر ضمها لإقليم كردستان طبقا لهذا الاستفتاء يخير الآخرون بين البقاء فيها أو تركها مع تعويض مناسب وبالعكس ويسري ذلك على جميع أقضية ونواحي وقرى المحافظة فضلا على مركزها بشرط أن تعتمد مناطق السكن وفق لما مثبت في الإحصاء المعتمد أما الحدود الإدارية لإقليم كردستان فتحدد وفقا لمنتصف المسافة الفاصلة بين المناطق ذات الأغلبية الكردية والمناطق ذات الأغلبية العربية والتركمانية وإذا ماكانت هناك إحدى القرى أو النواحي أو الاقضية تضم عدد متساوي من المواطنين من كلا الطرفين أو بفارق قليل فيتم تقسيمها بين الطرفين .أما إذا كان القول الفصل للقوة فإننا نعتقد أن الجهة التي ستقرر ذلك هي القوة التي تمسك بالملفات العراقية الآن والى اجل غير مسمى وهي بالتأكيد ليست المكونات العراقية المعنية بقضية كركوك وإنما هي الجهة التي تمثلها الإدارة الأميركية وقواتها المحتلة في العراق بصرف النظر عما يحدث على مستوى المؤسسات العراقية الرسمية أو على ارض كركوك وما قد يحدث . ولكي نعرف أي الحلول تتفق أو تخدم مصالح تلك الجهة لابد لنا من أن نخمن ولو باحتمال خطا كبير فوائد وأضرار انضمام كركوك إلى أي من الجهتين للجهة التي تمثلها الإدارة الأميركية.
فلو انضمت إلى إقليم كردستان فان تركيا أهم حليفة للإدارة الأميركية في المنطقة ستتضرر مصالحها لأنها ستشكل سابقة سياسية وقانونية تضع تركيا في موقف حرج وهو مالا ترغب به أميركا بدليل أنها تصنف مقاتلي حزب العمال الكردستاني (أكراد تركيا) من التنظيمات المسلحة المحظورة دوليا وهو مالم تفعله مع أكراد العراق أو دول المنطقة الأخرى ناهيك على قلقها على مصالح تركمان العراق . ولو انضمت إلى الإقليم الآخر فان غضب الأكراد لايشكل مشكلة للإدارة الأميركية بقدر ما يشكله غضب تركيا العضوة في حلفي بغداد والأطلسي برغم المصالح المشتركة والخدمات المتبادلة بين القيادات الكردية العراقية والإدارة الأميركية وفي كل الأحوال فلن يكون نفط كركوك بعيدا عن أميركا بصرف النظر عن الإقليم الذي ستلتحق به على قول هارون الرشيد عندما نظر إلى السماء فوجد سحابه ثم قال لها " شرقي غربي فأي الأماكن تمطريها سوف يأتيني خراجك !!!". وهو مايعيد إلى الأذهان أيضا المقولة العراقية الشعبية"مسعدة يالبيتك على الشط منين ماملتي غرفتي".
إلا أن المعروف عن الإدارة الأميركية أنها تدفع بالأمور باتجاه الحل الذي تريده من خلال تحريك الأوضاع السياسية أو الأمنية أو الاثنين معا من وراء الستار وبطرق غير مرئية . وأكثر مانخشاه في هذا الأمر كله هو أن تعقب جولات العنف الطائفي التي أرخت سدولها على العراق طيلة السنوات المنصرمة جولات عنف جديدة في كركوك وقد تمتد إلى جميع الحدود الإدارية لإقليم كردستان المحاذية للداخل على أساس عرقي بين الأكراد من جهة وبين العرب والتركمان من الجهة الأخرى تزهق أرواح بريئة وتهجر أخرى وبالنتيجة لايحدث سوى ماخططت له الإدارة الأميركية. نسال الله تعالى أن يرشد عقلاء البلاد إلى مايحبه ويرضاه من حلول تحقن دماء العراقيين الصابرين وتضمن حقوقهم جميعا انه على ذلك لقدير وبالاستجابة لجدير.





#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي الآراء أقرب إلى الصواب في تعدد الزوجات؟
- جميع المتدينين سلفيون وان لم يشعروا
- معاناة إنسانية عراقية : ازمة الكهرباء من الألف إلى الياء
- أسبقيات إعادة الأعمار المنشودة في العراق
- هل يجوز للمرأة أن تتولى مناصب عامة في المجتمع الإسلامي؟
- كيف نخفف الأضرار التي قد تلحق بالعراق من جراء الاتفاقية الأم ...
- هل هناك من مكاسب يحققها التفاوض مع الخصم القوي؟
- إلى سادتي المعلمين والمدرسين : ياعجوز ألم تكوني كنة؟
- إيجابيات وسلبيات قانون رواتب الموظفين في العراق
- ابرز مآخذ مشروع قانون النفط والغاز العراقي
- قضية للمناقشة : بماذا يشعر المميزون ونظرائهم وكيف ينظرون إلى ...
- كيف نعالج الاضرار الناجمة عن اجازة الامومة
- كبار السن والأرامل والأيتام والمعوقين بحاجة عاجلة إلى دور رع ...
- الدعاية الانتخابية الأميركية بين الحقيقة والخيال
- نقول للمرأة في عيدها:ماحك جلدك مثل ظفرك
- كيف نكافح نشر الايدز والملوثات الأخرى في العراق؟
- مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟
- أليس هناك من ينتشل نسائنا من الضياع ؟
- هل لم تبقى اشكالية في العراق بدون حل سوى تغيير العلم ؟
- هل يتحقق حكم الشعب بالتعددية والاقتراع فقط ؟


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غازي الجبوري - من سيقرر مصير كركوك؟