أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الشطري - التوافق السياسي ومبدآ الديمقراطية في عراق اليوم















المزيد.....

التوافق السياسي ومبدآ الديمقراطية في عراق اليوم


كامل الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 10:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحديث عن مبدأ الديمقراطية في عراق اليوم امرُ سابق لأوانهِ ، لأن الارضية العراقية لم تكن في يوم من الايام واحة للديمقراطية على طول تاريخ العراق الطويل والذي يروي لنا ان تاريخ الانظمة المتعاقبة على حكم العراق كان تاريخ دماء وبطش وتقتيل ومؤامرات وانقلابات وتفرد بالسلطة وكوارث وطنية ومآسي انسانية، هذا جانب.

اما الجانب ألآخر فان العقليات التي تتحكم في سير العملية السياسية وتقود دفة الحكم في العراق هي قوى واحزاب و مكونات وشخصيات اغلبها تدعي الديمقراطية و احترام الرأي والرأي الاخر و تعمل من اجل حقوق كل مكونات مكونات الشعب العراقي دون تحيز او تمييز وانها تسعى لتحقيق وحدة العراق ارضآ وشعبآ وتعمل على بكل طاقاتها لتعزيز الوحدة الوطنية وابراز الهوية العراقية لكل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية و القومية والدينية والمذهبية والمناطقية واحترام كل مكونات الشعب العراقي و طوائفه مهما كانت ،من صغيرها الىكبيرها ، ومن قويها الى ضعيفها هذا على الصعيد النظري.

ولكن في حقيقة الامر نجد على انهُ على صعيد الواقع العملي (وهو المحك الحقيقي لمصداقية الانسان ، مهما كان هذا الانسان سواء كان قائدآ سياسيآ متمكنآ اوفلاحآ بسيطآ ) ان الوضع يختلف هنا تمامآ ، ففي عقلية كل قائد سياسي عراقي دكتاتورآ متجبرآ و متسلطآ متعصآ لقوميته ومذهبه اوحزبة لايؤمن ولا يصدق إلا بما يملية علية حزبه والمقربون منهُ وما يفكر به هو نفسهُ ويراهُ من وجهة نظره هو ميزان العدل ومقياس الحقيقة وانهُ صاحب الحق بعينه وان آراء الاخرين مجرد مغالطات وافتراءآت واكاذب وهواء في شبك.

وبالتالي فان حل اشكاليات العراق المصيرية القائمة حاليآ لا يمكن ان تحلها هذه العقليات وبروح ديمقراطية من خلال مبدأ الحوار الاخوي البناء والشفاف والحرص الشديد على حقوق كل مكونات الشعب العراقي والعمل على تعزيز مبدأ المكاشفة والمصارحة من اجل التوصل الى حلول حقيقية وعملية ناجحة ومنصفة تظهر الحق وتعيدهُ الى اصحابه الحقيقين بغض النظر عن انتماءآتهم القومية والدينية والفكرية وحجمهم في محيط العراق الواحد و مهما كانت هذه الحلول قاسية و مؤلمة على البعض ولا تحقق رغباتهم وامنياتهم واحلامهم ومن هذا المنطلق .

اريدُ القول ان الديمقراطية التي يتشدقُ بها البعض من قادة العراق الجدد هي فعلا نظام حكم ديمقراطي يستند ُ الى ارادة غالبية الشعب الواعي و المنفتح فكريآ وسياسيآ واثنيآ ودينآ وعرقيآ ،بعيدآ عن العواطف اللاواعية والمواقف الضيقة و النعرات الشوفينة والتعصب القومي والفكري والديني والمذهبي. ومن هنا علينا التفكير بجد للبحث في حل قضايا العراق العقدية ومنها قضية كركوك وقانون مجالس المحافظات وقانون النفط والغاز واعادة بناء العراق على اسس ديمقراطية وقانونية سليمة بعيدة عن الابتزاز والارتزاق وفرض الارادات الثانوية الضيقة بالقوة والاعتما د على العوامل الخارجية واستغلال ضعف الدولة العراقية وانهيار بناها التحتية .

نعم ايها القاريء الكريم ،الحقوق لا يمكن لها ان تحل في إطار مبدأ التوافق السياسي من اجل ارضاء الجميع وانما بالوسائل الديمقراطية المتاحة وبالبحث والتدقيق والادلة والبراهين الدامغة والاحتكام الى الطرق الشرعية والقانونية والمراجع الدستورية والاحتكام الى العقل والعدالة والانصاف في اظهار الحق و الارتكان الى ارادة الشعب وان استعصى الامر فيمكن الاستعانة بالمنظمات والهيئات الدولية التي تمتلك الخبرة والتجربة من اجل المساعدة على ايجاد الحلول الناجعة للاشكاليات القائمة بين الدول والشعوب على اساس القانون الدولي واحترام مبدآ حقوق الانسان و كذلك اللجوء الى التحكيم الدولي الذي يلزم الاطراف المتصارعة بقراراته ويوفرلها الحماية القانونية والضمانات الدولية اللازمة وألأكيدة.

عراقنا اليوم بحاجة الى تمهيد وتعبيد الطريق امام الديمقراطية السياسية الحقيقة وترسيخ مباديء واسس العدالة الاجتماعية والمساواة والقيم الانسانية واحترام ارادة الشعب العراقي وضمان وحدته وحماية ثرواته من العابثين والمفسدين والحفاظ على تجربته الديمقراطية الوليدة بعد ان تجاوز شبح الحرب الاهلية والقتل على الهوية والى حد ما الاحتقان الطائفي.

اما مبدآ التوافق السياسي فانهُ وباء طائفي خطير واذا لم يحسن توظيفهُ لصالح الشعب وقضاياة العادلة فسوف يعرض العملية السياسية الحالية الى الخطر وسيؤدي الى تمزيق وتقسيم العراق وسيكون له التأثير السلبي على مستقبل العراق وسيساعد على تعزيز دور القوى الطائفية في العراق والاحزاب والمكونات السياسية العراقية الاقوى والاكبر وهي اما قومية او دينية مذهبية على استغلاله لسلب حقوق الضعفاء من الاقليات الاخرى من ابناء الشعب العراقي وكذلك القوى والاحزاب السياسية الصغيرة والمهمشه وخصوصآ القوى والاحزاب الوطنية واليسارية الديمقراطية.

وفي الختام لا بدً أن اثبت إنهُ لا يمكن اعطاء مجال اكبر في الظرف الحالي في العراق للتوافق السياسي خصوصآ في القضايا المصيرية لطبيعة الاحزاب والكتل والقوى السياسية الحالية الحاكمة لانها لاتملك النفس الديمقراطي الحقيقي ولا تحترم ارادة الشعب العراقي وتنهج نهجآ ضيقآ وتمارس اسلوب التوافقات وعقد الصفقات المشبوهة والمساومات الرخيصة من اجل الحصول على منافع ومصالح ذاتية ضيقة على حساب مصالح العراق العليا وايضآ لقلة خبرتها في ادارة الحكم الديمقراطي و ادراك آلياته الديمقراطية والانسانية وايضآ لأشكاليات العراق الكثيره والمتنوعة والتي تنتظر الحل العاجل.

و يمكن التأكيد على ان مبدآ الانسجام السياسي وفهم الواقع العراقي والتفاهمات السياسية وعلى اسس ديمقراطية حقيقية هو المبدأ الاسلم كبديل للتوافق السياسي الذي يتناقض ومبدآ الديمقراطية والذي سيؤدي الى انصاف الحلول البركانية وبالتالي زرع العقبات والعبوات الناسفة والقنابل الموقوتة في طريق العملية السياسية الديمقراطية وتعريضها الى مخاطر الانتكاسات والمطبات الخطيرة والتي نحن في غنى عنها .

وفي كل ألأحوال سيبقى مشروع العملية السياسية الديمقراطية في العراق و على الرغم من كل الاشكاليات والسلبيات والنواقص وما شابها من عثرات ودماء ،سيبقى قدر العراقيين الذي لابد من مجاراته وتجاوزه والوصول الى فضاء الحرية والديمقراطية وبناء مجتمع الرفاة الاجتماعي و العمل على خلق مناخات وفضاءآت إيجابية من اجل ترسيخ وحدة العراق والعراقيين وتعزيز هويته المواطنة الحقة وعلى اسس ديمقراطية ودستورية سليمةُ ومتينة وان يأخذ دورة الطبيعي في حظيرة المجتمع الدولي المتحضر لانهُ ليس هناك بديل ايجابي نتجاوز من خلالة اشكاليات العملية السياسية القائمة حاليآ والتي قطع الشعب العراقي من خلالها اشواط طويلة نحو الامن والاستقرار واعادة البناء.



#كامل_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البند السابع .... والموقف من ألاتفاقية العراقية الامريكية
- الحزب الشيوعي العراقي صمام ألأمان لعراق حر موحد وديمقراطي.. ...
- الكويت وفكرة اسقاط الديون العراقية مقابل الفائض من مياة شط ا ...
- البرلمان الكوردي الفيلي العراقي المستقل..إنطلاقة موفقة وآمال ...
- الدكتورة نزيهة الدليمي شمس اشرقت لأنارة عتمة الظلام
- الجيش التركي ... الهجوم المرتقب وإنتهاك السيادة العراقية
- مؤتمرعمّان للثقافة العراقية..... آراء و أفكار
- الحلم السعيد .... الى اخي وصدقي عدنان الشاطي
- تهانٍ ومحبة وإمتنان الى الحزب الشيوعي العراقي
- من اجل عينيك كسّرت القيود
- الذكرى الثانية والستون لانتصار قوى السلم والاشتراكية على الف ...
- عرس انصاري بالتوكي وحفل زفاف عالمي
- الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ... الواقع و الطموح
- الحزب الشيوعي العراقي... البرنامج السياسي و قطاع البناء و ال ...
- المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي و آفاق التطور
- طريق الشعب: حضور متميز و نشاطات متنوعة في مهرجان اللومانتية ...
- مآثر الانصار الشيوعيين في ذرى كوردستان حصانة لحزبهم الشيوعي ...
- الحزب الشيوعي العراقي....موقف مشرّف الى جانب الشعب اللبناني
- حكومة الانقاذ الوطني العراقية..... امكانية تشكيلها و فرص نجا ...
- الانفتاح الفكري ثورة على التعصب و التخلف و الجمود العقائدي


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الشطري - التوافق السياسي ومبدآ الديمقراطية في عراق اليوم