|
أسبوع المصالحة الثقافية العراقية !
محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 07:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حكومة العراق، تبدأ بملامسة قضية العراق الوطنية الكبرى، عبر وزارة الثقافة العراقية، عراب مصالحة بضعة العراق الحضاري العريق، وعرقه الدساس، مثقفو الداخل والخارج العراقي في جوار الجنب العراقي وفي جواره الشمالي الغربي"الإتحاد الأوربي" وكافة دول العالم، وصولا لعودة صفوة وطليعة الشتات العراقي المليوني، على شتى مشاربهم، وقوامهم 60% من أطياف، شريحة المثقفين العراقيين الأحرار، صناع إبداع النثر والشعر، كتاب أكاديميون وأدباء اليراع و"السيد الحر الحرف" في رحاب بلاط صاحبة الجلالة"الملكة الكلمة"، كسلطة رابعة، وحملة الريشة وأبناء أب الفنون المسرح والمجتمع المدني، كسلطة خامسة، سلطتان كانتا مهمشتين في عقدين من زمن حزب الحرب وحرب الحزب/ الردىء، وقد عومتا في الأعوام الخمسة الأخيرة(1983-2008م)، كسيف بحديه: الحد بين العراق والعدو الطامع المستتر !. وكان أسبوع المصالحة الثقافية العراقية هذا قد أجل، نظرا لتسنم وزير الثقافة العراقي منصبه وتسلم مهام وزارته، ولإقامة مهرجان الحبوبي في العراق وإعلان "بابل" عاصمة للثقافة العراقية و"دمشق" عاصمة للثقافة العربية لهذا العام، ليعقد هذا الأسبوع في(دمشق الشآم) منتصف شهر آب الجاري 2008م، وقد شهد على ذلك من أهل الثقافة، شاهدان: الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية"جابر الجابري" والمسؤول في دائرة السينما والمسرح العراقي"جهاد زاير"، فصرح الأول متفائلا: هناك حاجة لإعادة مثقفي العراق لبلادهم، بعد أن يتم تحقيق المصالحة بينهم وبين مثقفي الداخل. وأن آخر الاحصائيات المتوفرة لدى وزارته تؤكد وجود ما يقرب الـ60% من شريحة المثقفين العراقيين في الخارج ويمثلون نخبة الشعراء والرسامين والمسرحيين والممثـــلين والأكاديميـــين والكتاب والصحافيين ومن مختلف أنواع الثقافات الأخرى، وان اغلبهم غادر العراق بعد عام 2003 وتوزعوا بين مختلف الدول، وخاصة أوروبا وسورية والأردن. وخلال عودتي من صربيا التقيت بعدد منهم واغلبهم أبدى رغبته بالعودة للعراق، وهذا ما شجعني على إطلاق مشروع جديد يمهد لهذا الأمر. وأن الوزارة انتهت من الإعداد لإقامة الأسبوع الثقافي للمصالحة الثقافية، ستتم فيه دعوة جميع المثقفين العراقيين ومن كافة دول العالم، مؤكدا «سيكون لقاء مهما بين مثقفي الداخل والخارج، وسيعلن خلال اللقاء عن آليات جديدة لإعادتهــم، مثل تخصيص مبلغ 500 ألف دينار عراقي، أي ما يعادل 450 دولارا، لكل مثقف عائد وتنظيم رحلات مجانية لهم من البلدان الموجودين فيها للعراق، إضافة إلى تسهيل دخولهم من خلال التنسيق مع الجهات المعنية».
وأن الوزارة وجهت دعوات لجميع المثقفين، بغض النظر عن توجهاتهم السابقة أو الحالية، لان الهدف«الثقافة وليس شيئا آخر، ولهذا ستحضر للأسبوع الثقافي شخصيات معروفة من أبرزها الشاعر العراقي الكبير(عبدالرزاق عبدالواحد)، وسيكون من بين المدعوين للعودة لبلده لان العراق هو بلد الجميع وشريحة المثقفين تختلف عن بقية الشرائح، فهي الأقدر والأقرب على نسيان الماضي والبدء من جديد في عراق جديد تسوده المحبة».
وصرح الثاني قائلا أن الأسبوع سيتضمن إقامة معرض للكتاب وعرض مسرحية وفلم وثائقي ومعرض للرسم والصور الفوتوغرافية وتقديم عروض للفنون الشعبية وعرض للأزياء وغيرها، وان الاسبوع الثقافي سيكون«أشبه بالفعاليات المشجعة على إعادة المثقف للعراق، والاهم من ذلك ستعقد ندوات نشرح من خلالها الوضع العراقي الحالي، وكيفية تحوله من وضع خطر إلى آمن، وان الحياة عادت لسابق عهدها وليس هناك داع للتخوف من العودة وأن وضع القطاع الفني في العراق اختلف تماما عن الأعوام القليلة الماضية، فهناك فرص فنية ضخمة جدا أمام الفنانين، وهناك دعم تقدمه الوزارة للمثقف في مختلف تخصصاته، وسيصار الى تقديم رواتب للمثقفين والفنانين لتحسين واقعهم الاقتصادي والمعيشي، وان فرص العيش داخل العراق أصبحت أفضل بكثير من الخارج. وقيام دائرة السينما والمشرح أخيرا بتوقيع اتفاقية عمل مع شبكة الاعلام العراقي والمتمثلة بقناة("العراقية" الفضائية)، يقضي بان تمول الأخيرة أعمالا فنية على أن تكون دائرة السينما والمسرح المنتج المنفذ لها. وقريبا سيعلن عن البدء بإنتاج أعمال درامية وتلفزيونية ومسرحيات وأفلام قصيرة وغيرها، وهناك مذكرات تفاهم أخرى ستوقع مع فضائيات أخرى سيعلن عنها قريبا وبذات الاتجاه وجميعها تصب في مصلحة الفن العراقي وتقدمه والعودة بقوة للساحة الفنية العربية والعالمية، وأيضا هي فرص متاحة أمام الفنانين والمسرحيين للعمل داخل بلدهم وتحسين مستواهم المعيشي». فأي إنباء أصدق، بين الحد الأول والحد الأخير: بين طبع لعب الساسة وجد المثقف المطبوع، المتبوع ؟!، بين نبض الشارع الواعي ووجدان الشاعر الذي يتبعه الغاوون ومعه، لا في وادي الرافدين، بل قل في وادي عبقر، بما يعبر ويعرب، يهطعون ويعمهون ويهيمون!!!.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل,أتاك, حديث ATTAC ؟!
-
طائر الراين، غريد !
-
حجب الحقيقة العنيدة
-
مهرجان إيران بعنوان ديوان
-
بابل في أمستل !
-
طائر غريب
-
في مولد فرانس كافكا Frans Kafka *
-
الثقافة في عام؛ بابل عاصمة الثقافة العراقية
-
البستاني، قرن وربع القرن من الزمن
-
الموت يغيب بطل البطالة الطويلة قصيري
-
بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
-
نص الإتفاقية الأمنية طويلة الأمد المزمع عقدها بين العراق وال
...
-
مذكرة تفاهم أقل من إتفاقية !
-
إتفاقية أقل من معاهدة !
-
الإنتخابات تيار الإصلاح الوطني
-
العراق قمر صناعي مداري !
-
أحزاب أطفال الأنابيب !
-
كذبة 28 نيسان
-
التائه والتوّاب والبعثي المرتد
-
* مقاومة الثالوث الأسود الحر
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|