عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 02:27
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما إستولى البعث خلسةً على السلطة عام 1968 ، كان يفتقر حينذاك إلى الكفاءات العلمية لإدارة الدولة ، إذ إعتمَدَ في بداية مرحلة حكمه على الشرائح المنبوذة والفاشلة في المجتمع ، مما جعله يسارع بإرسال إعداد غفيرة من الطلبة في بعثات دراسية ، إعتماداً على الولاء الحزبي وليس التفوق العلمي . وهنا نطرح التساؤلات التالية حول عشرة آلاف بعثة دراسية : -
1 - هل أنّ الواقع العلمي العراقي الحالي المتدهور يسمح بترشيح طلبة للبعثات الدراسية الخارجية ، والذي سببه تدهور واقع التعليم المدرسي والجامعي منذُ حقبة النظام البائد ؟
2 - إنّ الكادر الوظيفي في وزارات الدولة حالياً هو مِن الأحزاب الطائفية والعرقية ، وعلى الصعيد العملي أثبتت تلك الأحزاب ، أنها تفتقر إلى الأكاديميين ، وهذا يعني أنّ الزمالات الدراسية المخصصة للوزارات ستذهب وستُمنح لأعضاء تلك الأحزاب المسيطرة على مختلف وزارات الدولة ، معتمدةً على الإنتماء الحزبي الطائفي والعرقي ، كماحصَلَ في عهد النظام البائد ، أي التاريخ يعيد نفسه .
3 - إذا كان الواقع العلمي في العراق يعاني من نقص في الكوادر العلمية ، فلماذا لا تقوم الحكومة العراقية بتوجيه دعوة جادّة لكل الأكاديميين ذوي الخبرات والكفاءات العالية ، المتواجدين في أوربا وأمريكا ، من خلال توفير كافة المستلزمات العلمية والمعيشية والإجتماعية الإعتبارية ؟ وليس بتوجيه نداءات فضفاضة مهلهلة فارغة من أية إمتيازات وإهتمامات بتلك العقول الثمينة . أعتقد أنّ أكاديميي الخارج غير مرغوب بهم ، لكونهم لا يدينون بالولاء لأحزاب الإسلام الطائفي ولا للعرقية ، وإنما ولاؤهم للهوية الوطنية العراقية فقط .
4 - لايمكن الشروع بالبناء على أساس رملي رخو ، وأعني أنّ المائة مليون دولار المخصصة لتلك البعثات ، من الأفضل تحويل قسم منها لشراء أجهزة مختبرية بحثية لتزويد الكليات العلمية بها ، والقسم الآخر يخصَص لتأسيس ( أكاديمية علوم ) مع معاهد بحوث علمية وليست تدريسية خاصة بها ، وهذه الأكاديمية هي التي يجب أن تُعنى بتطوير الواقع العلمي وليست وزارة التعليم العالي أو الوزارات الأخرى .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟