أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - البشير والقضاء الدولي














المزيد.....

البشير والقضاء الدولي


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير ردود فعل قوية متباينة على الصعيدين العربي والدولي. فبينما نددت واستنكرت بشدة الحكومات العربية بالمذكرة واعتبرتها تدخلا في شئون السودان الداخلية وتعديا على سيادتها الوطنية ومن ثم أعلنت تضامنها مع الرئيس البشير في هذه القضية وسارعت أيضاً إلى عقد اجتماع استثنائي طارئ على مستوى وزراء الخارجية في إطار الجامعة العربية، فإن هذا القرار القضائي الدولي أثار انقساماً في الموقف حوله فيما بين قوى المعارضة العربية، وبضمنها المنظمات الحقوقية، أما على الصعيد السوداني فقد نددت بعض قوى المعارضة على نحو عابر وعلى استحياء بالقرار فيما التزم بعضها الآخر بالصمت في حين لقي ترحيباً من بعض القوى الدارفورية والجنوبية. وبالمثل فقد لقي إعلان اوكامبو على الصعيد الدولي ترحيبا قويا لدى المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها منظمتا «امينستي« و«هيومن رايتس ووتش« أما على المستوى الرسمي فقد تفاوتت درجات ردود الفعل الرسمية المرحبة بقرار المحكمة، وأبرز موقف مؤيد للقرار تمثله غربياً فرنسا فيما عارضته بعض الدول الكبرى الأخرى كروسيا والصين. أما الموقف الأمريكي فقد تميز بالترحيب الضمني المخفف وذلك لما هو معروف عن واشنطن من موقف متحفظ لنظام المحكمة الجنائية الدولية حيث لم توقع على اتفاقية نظام المحكمة التي بلغ عدد الدول الموقعة عليها 107 دول، فضلاً عن ان الولايات المتحدة نفسها منذ دخول اتفاقية إنشاء المحكمة حيز التنفيذ سعت إلى عقد سلسلة من الاتفاقيات مع مجموعة كبيرة من الدول (90 دولة) من ضمنها إسرائيل والأردن، لحمل هذه الدول على الالتفاف ونفض اليد من الالتزامات المترتبة عليها في حال سعت المحكمة إلى ملاحقة مواطنين أمريكيين متهمين في قضايا انتهاكات وجرائم انسانية. واللافت في الموقف الرسمي العربي على مستوى الجامعة العربية هو سرعة تحرك الدول العربية للتصدي لهذا القرار الذي أصدره المدعي العام أوكامبو على نحو غير مسبوق في القضايا والأحداث العربية الجسيمة الطارئة ولاسيما تلك المتعلقة منها بالقضايا المصيرية كما في فلسطين والعراق ولبنان. علما بأن الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية إلى الرئيس البشير، كما هو معروف، تتعلق بتورطه في حرب إبادة جماعية في إقليم دارفور المضطرب، وخمس جرائم ضد الانسانية وجريمتي اغتيال. وإذا كانت دول العالم الثالث التي تحكمها أنظمة شمولية، ومن ضمنها معظم دولنا العربية قد اعتادت منذ سنوات بعيدة أن تتعرض لانتقادات شديدة دولية من قبل المنظمات الحقوقية الدولية لسجلها في حقوق الإنسان ومع ذلك فإن هذه الانتقادات تثير انزعاجها وسخطها وتسعى بكل السبل إلى نفيها والتنديد بها فمن باب أولى أن يثير سخطها وقلقها بشدة إعلان صدور مذكرة دولية لإلقاء القبض على رئيس أو قائد دولة من رؤسائها وقادتها بناء على اتهامه شخصياً بارتكاب انتهاكات وجرائم أو إبادة بحق شريحة كبيرة من أبناء شعبه. وهكذا فلئن كان بالامكان بصورة أو بأخرى إخلاء مسئولية أي رئيس أو قائد دولة عن ارتكاب جرائم بحقوق الانسان على أيدي أجهزة دولته الأمنية والعسكرية على اعتبار يمكن القول في أسوأ الأحوال دفاعاً عن سجل الدولة في حقوق الإنسان انها مجرد تجاوزات فردية لا علم للرئيس أو القيادات التنفيذية بها فإنها في الحالة الجديدة المستجدة التي استحدثتها محكمة الجنايات الدولية يواجه فيها الرئيس الاتهامات مهما كانت دقتها أو درجة صحتها وجهاً لوجه أمام القضاء الدولي ويتحمل المسئولية الأولى عن وقوعها. وهنا يمكن فهم سر الانزعاج الشديد الذي بدا عليه الرئيس السوداني على نحو لم يكن عليه البتة في كل الاتهامات الدولية السابقة التي طاولت حكومته بارتكابها انتهاكات لحقوق الانسان، لا بل حتى لدى اتهام المحكمة لاثنين من كبار المسئولين في حكومته الا هما علي كوتشيب (أو القشيب) وأحمد هارون بارتكاب جرائم حرب في دارفور وطلبها من الحكومة السودانية تسليمهما وهو ما رفضه البشير وحكومته بشدة وأدى إلى تعقيد الموقف بعدئذ. فمع ان الرئيس البشير يدرك جيداً استحالة مقدرة محكمة الجنايات الدولية على المضي قدماً في ملاحقته واعتقاله وذلك لما لهذا القرار من أبعاد وتعقيدات سودانية ودولية خطيرة غير مسبوقة ولما يمثله القرار من تعدٍ فعلي على سيادة السودان، أيا تكن السلطة الحاكمة فيه، فإن مغزى القرار انما يتمثل في قوته المعنوية التي تلحق أشد الضرر بهيبة وسمعة رئيس أي دولة يتعرض لمثل هذا الاتهام المباشر الصريح كمجرم حرب أو سفاح مستبد تطارده «العدالة الدولية«. والتنديد بالقرار ورفضه بشدة أو طرح حلول بديلة للملاحقة القضائية لا يحول البتة في واقع الحال من الآثار المعنوية والنفسية التي لحقت بأي رئيس دولة تطاوله اتهامات محكمة الجنايات الدولية بعد أن وقعت الفأس في الرأس، وهنا بالضبط مكمن انزعاج البشير الشديد وسائر الأقطاب العرب.





#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعات التركية والحجاب
- العرب وعقوبة الإعدام
- المعاهدة الأمريكية - العراقية ومقاومة الاحتلال
- من قضايا حقوق الإنسان المحلية
- البحرين ومجلس حقوق الإنسان
- خواطر عن التاريخ المجيد للحركة الطلابية
- السينما وحقوق الإنسان
- دور الفضائيات في تأجيج الأزمة اللبنانية
- بين الكاريكاتير.. والنكتة السياسية
- العرب والرئاسة القبرصية الجديدة
- الأردن ومكافحة الغلاء
- عيد العمال العالمي والتأمين ضد التعطل
- الوفاق« بين الأداءَين الانتخابي والبرلماني
- المساعدة الإيرانية لحماس
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته


المزيد.....




- مدن الإمارات تتصدر عربيا.. إليكم أفضل المدن للوافدين في 2024 ...
- لغز مازال غامضا لليوم.. أشهر هروب بتاريخ سجن ألكاتراز يبرز م ...
- باكستان تعترف بالعواقب الكارثية لأي تصعيد مع الهند
- بيسكوف: غاية المفاوضات المقترحة مع أوكرانيا إزالة أسباب النز ...
- هواوي تعلن عن هاتف مجهز بمعالج Snapdragon
- في مستشفيات غزة لا دواء ولا غذاء.. المرضى يصارعون الجوع في ظ ...
- ترامب يعتزم مواصلة جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا
- الإعلام العبري: القاهرة ترفض تعيين سفير إسرائيلي جديد
- مصر ترد الجنسية لـ21 شخصا
- ترامب يعد بحل أزمة كشمير -بعد ألف عام-.. وباكستان تعلق


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - البشير والقضاء الدولي