|
هذه هي نتائج الفيدرالية المتسرعة !!!
عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
** هدف تأسيس حكومة المؤسسات يتنا قض مع اقامة الفيدراليات على اساس خاطئ . ** التـسرع في اقامة الفيدراليات ــــ خطأ فاضح . و لا بد ان يـؤدي الى كارثة ادارية في الدولة ** اقامة الفيدرالية القــومـيـة او الطائفية ـــ تـعـني انـهـيـا ر الـد ولة . ** ينبغي انقاذ العراق من التمزق . لذا نرى اتخاذ قرار استثتائي في البرلمان في حل الفيدرالية وارجاعها الى نظام المحافظات القــد يـم ريثما يعدل الـد سـتور و توضع تعليمات في وقت لاحق عندما يسود السلم في البلاد . ** الدفاع عن وحدة العراق ودفع خطر التمزق عنه هي المهمة الانية اما م كافة القوى السياسية الوطنية وكذلك امام العشائر العراقية والطلاب وكافة منظمات المجتمع المدني وابناء الشعب . لقد اعلنت الفيدرالية في شمال العراق في ظرف غير مستقر ، كما يعلم الجميع . وعندما سقط نظام الطاغية 2003 اعتبرت الفيدرالية واقع حال فرض نفسه على الساحـة السياسية . وقد تنبأ بعض السياسيين فشل هذا النظام الجديد ( من حيث الشكل والمحتوى ) سـواء بالنسبة للعراق او المنطقة . والسبب واضح تمام الوضوح . ذلك ان القاعدة المتبعة في تأسيس الانظمة الفيدرالية تتطلب ان تكون مسبوقة بقوا نين وتعليمات تتعلق بمجموعة كبيرة من المبادئ والشروط ، وبالذات ترتبط بالادارة والمحاسبة والصلاحيات الـرسـمـية ثـــم علا قــة الفيدرالية بالمركز والمحافظات العادية اوذات الادارة المحلية . ناهيك عن ضرورة توفير الكادر القيادي عـا لي المستوى ، القادر على ادارة هذا النظام الحكومي الجديد بدون انتكاسات وبروز اخطار تقسيمية او اضطرابات داخلية . وبهذه الشروط فقط يمكن ان تكون الفيدرالية مفيدة للعراق , بينما الذي حدث في فيدرالية كردستان هو تشكيلة حكومية روتينية بقيادات محلية وغالبا ما تكون عشائرية جبلية كانت مقطوعة عن المدن والمواصلات المدنية لفترة طويلة . والشئ الخطر فيها ان شبابها خاصة معبأين با لتزمت القومي وهم لا يعرفون شيئا ً من تاريخ الاخوة العربية ـــ الكردية والتآخي الوطني . وقد عملت الفضائية الكردية وو سائل الاعلام المحلية على احشاء رؤوس الشباب بثقافة التناحر القومي بما في ذلك افكار الانفصال عن الوطن العراقي . ثـم يبدو ان اخواننا المثقفين الاكراد لم تتح لهم الفرصة بالتأ ثير على ا لساحة الثقافية والاجتماعية والرسمية . اما القيادات الحزبية فهي الاخرى اختارت توجها انفصاليا وانقساميا منذ بداية العمل الفيدرالي الرسمي ، والادلة على ذلك كثيرة . فحكومة الفيدرالية تتصرف بدون الرجوع الى المركزفي كافة الشؤون الحكومية والاجتماعية عدا ان اهتمامها محصور في سحب الاموال من الخزينة العراقية في بغداد . ثم لم تعتبر نفسها مسؤولة عن تقديم اي كشف عن اوجه الصرف للمليارات الطائلة امام وزارة المالية والتخطيط والوزارات الاخرى في المركز . في حين ان الفيدراليات المتحضرة تدير كافة شؤونها ا لصناعية والتجارية وعمليات الاستيراد والتصدير والاتصال بالشركات الاجنبية و والحصول على التكنولوجيا .....الخ مــن خلال المركز ، ومن خلال وزارة التخطيط تحديدا ً. وبالمناسبة نعتقد ان الاحزاب والسياسيين في وسط وجنوب العـراق قد انتبهوا الان الى تسرعهم عندما طالبوا بفيدراليات لمحافظات الجنوب قبل الاوان . لقد تصوروا ــ هم الاخرون ــ ان الامر سهل . ولكنهم عندما شاهدوا اخواننا الاكراد كيف تصرفوا بالفيدرالية واموالها لابد وانهم ادركوا الان الحقيقة المرة حيث ان تأسيس الفيدراليات بصورة عشوائية وبدون ضوابط قانونية وادارية يؤدي بدون ادنى شك الى تمزيق العراق وتدمير شعبه وتبذير ثرواته على ايدي الاحزاب التي كانت بالامس تبدو وديعة وتتحدث عن مصلحة العراق . وهذه امامنا فيدرالية كردستان عندما وصلت الامور الى لحظة من اللحظات رأت قيادة الاقليم فيها فرصة للتمرد بعد ان كانت تمارس الابتزاز . واخيرا ً قلبوا ا لطاولة وهددوا الشعب العراقي وحكومته الوطنية حتى لو ادى ذلك الى بعثرة العراق !!!! . نعم ... بهذه البساطة اخذوا الامور . انهـم اسقطوا من حسابهم ان في العراق شعب لا يقهر . ولم ياخذوا عبرة حتى من الحرب الجارية ، حرب الشعب ضد اقسى شكل من اشكال الارهاب في تاريخه وقد انتصر والحمد لله . انهم لم يفهموا التاريخ الذي تجري احداثه امامهم و الذي يشهد على ان العراق العظيم اذا ما وقع في مصيبة فانه سرعان ما ينهض منها ؟ هذا عدا انهم اسقطوا من الحساب ان جزء كبيرا ً من شعبنا الكردي ليس معهم في هذا ، بل وفي كل ما اقترفوه من اثام ضد العراق وضد قسم كبير من الشعب الكردي الكادح الذي يقبع تحت جورهم ونظامهم التعسفي . فهم لا يمثلون كل الشعب . حكومتهم حكومة ملوك المال الجد د . اما الكرد الفقراء فهم مع الشعب العراقي . انهم تنكروا للحقيقة الناصعة وهي ان حياة الشعب العراقي مؤلفة من حياة العرب والاكراد والتركمان والكلداشوريين والاخوة الاخرين . وهم كانوا وسيبقون معا ً في بيتهم العراق . ان قيادة الفيدرالية اقترفت خطـأة العمــر ..والطالباني ( رئيس الجمهورية ) معهــم في كل هذا عندما ربط مصيره بالعناصر المتزمتة وكان عليه ان يترفع عن هذه الخطيــئة . العراقيون آمــنوا به . امــا هو ......؟ وفي ضوء هذا ـــ باعتقادنا ــ ان الحكومة العراقية تجد نفسها مضطرة ان تدافع عن العراق وتراب العراق ليس فقط من عصابات القاعدة بل ومن الخطر الداخلي الذي يتهددها من جانب الفيدرالـية . ان هذا الوليد الطارئ والذي جاء في غير وقته يستعمل الان كأ داة بـيـد قومـيـيـن انـفصالـيـيـن يريدون تـنفيذ " ضربتهم " قبل ان ينتهي امــر الارهاب وقبل ان تأتي الشركات الاجنبية وتحول البلاد الى ورشة صناعية واسعة والى مركز تجاري كبير في الشرق الاوسط ( كما خططت له الحكومة الوطنية ) وقبل ان يحتل العراق مكانه الطبيعي بين الامم . وربما ستتخد القوى الانفصالية خطوات تفتح الابواب الى الارهابيين الاكراد القادمين من الجارة تركيا لاستخدامهم لاغراض جنونية ضد سكان العراق وحتى ضد ذلك القسم من الشعب الكردي الذي لا يؤيدهم وقد تضطر جهات مجاورة لنا للتدخل وتفرض على العراق حالة لا يرضاها . وهكذا نعتقد آ ن الاوان ان يتخذ البرلمان العراقي قرارا اسـتثنائيا للحفاظ على وحدة العراق وامنه يقضي بتأجيل اقامة الفيدراليات الى اشعار آخر وارجاع المحافظات الشمالية الى سابق عهدها مع نقديم الحقوق الثقافية والاجتماعية للاخوة الكرد كما هو الحال للعرب . وبهذا تدخل المحافظات الشمالية في خطط وزارة التخطيط العراقية . وقد ترى الحكومة الطلب من الد وائر الرسمية في كردستان تقديم كشوف حسابية للمليارات التي قبضوها من المركز من البداية حتى الان . انها اموال الشعب ، اموال المهجرين والمهاجرين وهم بدون مأوى ولا اية وسيلة للعيش عندهم بينما يتمتع بها بحرية من يريد تخريب البلاد !!!!. ** ان هذا التمرد يعتبر نداء لكافة الكيانات السياسية العراقية لكي تتحد . الوطن في خطر . اليوم الخطر باسم كركوك وغدا ً ربما اشد وادهى . الدكتور عبد الزهرة العيفاري موسكو ـــ 2/8/2008
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيدرالية في عراق اليوم ومقولة : رب - نافعة - ضا رة !!
-
بمناسبة انحسا ر الارهاب في العراق
-
رسائل الى المثقفين والاعلاميين العرب
-
السيد حسقيل قوجمان يدخل على الخط !!!
-
ايران لن تهدأ في حالة أن العراق يتفدم !!!
-
العصابات البعثية والميليشيات الصدرية والايرانية تستبيح العرا
...
-
العصابات البعثية والميليشيات الصدرية والايرانية تستبيح العرا
...
-
خمسة اعوام على سقوط نظام البعث في العراق
-
تعليق على مقالة - مد نيون والضحك على الذ قون -
-
رسالة عراقية ..الى متى تبقى الدماء تجري في العراق ؟؟؟!!!
-
- مثقفون - ولكنهم يعزفون على آلات قديمة .
-
رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي
-
مجلس النواب والعلم العراقي!!!
-
هل بدأت مرحلة البناءالاقتصادي في العراق ؟ !
-
الثقافة في العراق تتقدم رغم الارهاب والمتصالحين معه
-
الدستور العراقي ومشكلة قتل النساء
-
الاخطاء ذات التاريخ الطويل
-
الاقتصاد في النظام الفيدرالي وسجناء الدستور
-
المؤامرة الكبرى على العراق الجريح
-
المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|