أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبتهال بليبل - الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً















المزيد.....

الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يقال أن النعامة عُرفت بسذاجتها حين تدفن رأسها في الرمال حتى لايراها أحد!! على الرغم من ضخامة جثتها، وطول قامتها. ماذا يمكن أن يُقال عن نعام البشر حين يتوهمون أن لا أحد يكتشف نقائصهم وعيوبهم رغم أنها مفضوحة ...
علموا الصياد كي يصطاد من بحار الغرب الفكرية ، ورموا بها لمياه أسنة ، هي سمكة غريبة في مياه ليست مياهها. لم تكبر كما أرادوا لها ، وقالو أن هذه السمكة لن تعيش وسط اسماك من غير فصيلتها ، سيجوا هذه المياه بجدار ، وأقتلعوا كل الاشجار والنخيل الذي يحيطها ، وأغلقوا أي منفذ لمنابعها عن كل ماسواها ، وعقدوا أتفاقية مع السماء ، لتوفير المناخ الملائم والاجواء المريحة ، كسمكة مدللة محمية ..
وعَدونا بأنها ستكبر وتلد الآف الأسماك ، وعندها نصطاد ونأكل ، وعدونا بالمتعة والفائدة عندما نتناولها ، والصحة والتخمة برخاء ، خصصوا لكل منا حصة برميل من هذه المياه مشبعة بأسماك متنوعة فريدة ، وقالوا لنا تمتعوا في ظل هذه الأجواء وتشمسوا بشمس الديمقراطية ، نسوا أنهم عقدوا أتفاقية مع السماء ، وتجاهلوا الجدار الذي يحجب نور الشمس عنا ، توهموا أن عملية التشمس لا تحتاج إلى الأشجار والنخيل لذا اقتلعوها. ... هكذا وعدونا ....
ودارت الايام وتدور وأذا بالسمكة الغربية تكبر وتكبر و تطعمها أسماك شرقية ، وإذا هي تكبر وتكبر حتى استحالت حوتاً متُخم بالرخاء و بطوننا متخمة بالفقر والحرمان ، وإذا بنا نحترق تحت شمس تحرق رؤوسنا وعقولنا قمعاً وغدراً وقهراً ... ، رغم أن ضياءها بات كسوفاً يغشى بصيرتنا وهمًا وسرابًا.. !.
ونادى كبيرهم الذي علمهم السحر : صبراً ! فلا بد من الصبر والتحمل حتى نصل لغاياتنا ، اقتلو ضعفاءكم وفقراءكم وقدموهم قرابين للتقدم والازدهار في ظل الديمقراطية ، ولا بد من تحمل ألم المخاض والولادة ، كما أن من سار على الدرب وصل .. ،
عجباً من أمركم !!
فكل أحاديثكم صادقة وكلامكم حق ... لكن لكم أنتم فقط ، فأنتم من سرتم على الدرب أما نحن فوجدنا أنفسنا في متاهات دروب لانجيد السير فيها ، وغيرنا جلس في هذه الدروب على أحجار زجاجية لا تحتمل جلوس أحدهم عليها أكثر من دهر واحد ، فهي خلقت في أرض رخوة أزيزه ، وعند جلوسهم ، طقوس يمارسونها ، يجمعون أوراقهم التي تسقط على أثر هبوب رياح سماءهم ....
وضيقوا علينا الخناق بشدة لقولهم أنتم تعيشون السعادة وتنكرونها ، هذه هي حكاية الديمقراطية عندنا ، هي كمزحة باهت لونها ، صقيعة تهطل على رؤوس محمومة بالقهر ، إلى الذين ما زالوا يشكُّون في هذه المزحة، ويضحكون ملىء أفواههم ، ويتحيرون كيف يصمتوا هذه الضحكات ..
عندما تُذكَرُ الديمقراطية ، تتقافز إلى أذهاننا صور حادة عن قانون بلون الشريعة وقد تذهب الأنظار بهم إلى بقعة (أو بقاع) معينة من عالمنا فالديمقراطية فكر له أساس ، تنبثق منه تصورات تشمل الحياة كلها، وتبنى على قاعدة هذه التصورات والأفكار هياكل ومؤسسات ونظم وتكتلات تتغلغل في حياة الأفراد والجماعات لتصبغهم بصبغتها، وتسيرهم وفق فلسفتها. ومع نهاية الحرب الباردة ، دفعت التحولات الجغرافية السياسية الرئيسية في جنوب أوروبا لإعادة توجيه ألاستراتيجيه في اتجاه جنوب البحر الأبيض المتوسط. في وجهة نظر أوروبيه ، وذلك لأهمية موقعهُ ألاستراتيجي للسيطرة عليه ، والاعتماد على الطاقة ، والأمن ومكافحة الإرهاب ، والتجارة ، فأنشأت في تشرين الثاني 1995 الشراكة الأوروبية المتوسطية ، التي كان يراد منها أن يكون في أوروبا ردا على تزايد القلق إزاء عدم الاستقرار. وقدمت إطارا للتعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبى والشركاء المتوسطيين ألاثني عشر. وتتألف الشراكة من سلسلة من اتفاقيات الشراكة الثنائية التي تغطي التجارة والتنمية ، وقضايا الإصلاح. وحتى ألان ، من جميع الشركاء في البحر الأبيض المتوسط باستثناء بعض الدول العربية التي وقعت اتفاقيات الشراكة. فان الاتحاد الأوروبي (مثل الولايات المتحدة) لم تترجم دعواتها من اجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى عمل ملموس. وهناك مجموعة متنوعة من ألأسباب لهذا الفشل ، بما فيها المصالح المتباينة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، والواقع أن القصد الأصلي من هذه العملية لم يكن لتشجيع الإصلاح السياسي.
وبدءا من عام 2000 ، تركزت الجهود على تنشيط هذه العملية عن طريق توفير ركيزة اكبر للقوة الإستراتيجية لتعزيز الديمقراطية. كما أن الإستراتيجية الأوروبية سعت إلى ربط السياسة الأوروبية في منطقة البحر الأبيض المتوسط على نطاق واسع في الشرق الأوسط ومع ذلك ، فأن نجاح الديمقراطية الأوروبية في تعزيز سياستها في الشرق الأوسط بعيدة عن مضمونها. كما أن القصد الأصلي من العملية لم يكن لتشجيع الإصلاح السياسي. وأوروبا بدأت في هذه العملية لبناء ركيزة لحمايتها ، وحماية نفسها من احتمال عدم الاستقرار عملية التدفق عن طريق البحر المتوسط للشرق الأوسط . وعلى هذا النحو ، فان الغاية لإنشاء مثل هذه الاتفاقية كانت أقل من نحو تشجيع التفكير الإصلاحي و درء الخطر الهائل من تحركاتها الغير مشروعة. هذه العملية في البداية ركزت بشكل يكاد يكون حصرا على التجارة والمعونة. كما أن أوروبا كانت تصر على إجراء إصلاحات سياسية ، وهذا بدورهُ ، لن يؤدي إلا إلى أن اغضب النظم الحالية في الشرق الأوسط وزيادة التعقيد في أوروبا ، وعلى المدى القريب فأن أهداف تعزيز الروابط مع تلك الحكومات يكون بطريقة هادئة وبطيئة . وكما أنها عمدت إلى تدفق الأموال لشراء الاستقرار بدلا من وضع الأساس اللازم للتغيير. وفي الواقع ، فان هذه العملية في أول مهمة تجنب الإصلاح السياسي ، والأرجح عدم ولادتهُ.
ورغم اختلاف المصالح والأهداف لدى أعضاء الاتحاد الأوربي ، فان الاتحاد الأوروبي قد وجد صعوبة في العمل على مسألة الإصلاح. وبدلا من ذلك ، الاتحاد الأوروبي وكثيرا ما وجد نفسه أسير القاسم المشترك الأدنى ، وبدلا من إطلاق مبادرات جريئة لتعزيز الإصلاح في الشرق الأوسط ، فإنها تصرفت بطريقة الإفراط المبالغ في الحذر.
أما عن حقوق الإنسان فهي مكتوبة في بنود الاتفاقيات ونادرا ما يتم العمل بها. وبصفة عامة ، فان الصلة بين التقدم في الإصلاح والتمويل لم يكن بصراحة. لهُ وجود في هذه العملية حيث كان يتصف سابقاً بصفة الجمود والبيروقراطية. مع دورات ميزانيه متعددة السنوات وقواميس ومجلدات من الإعمال التي كانت تدون على الورق فقط دون العمل بها ميدانياً ، وبشكل استثنائي هي بيروقراطية المرهقة. أن اتخاذ القرارات بطريقة بطيئة وتركها هامشية يؤكد على كونها رهينة من قبل دولة من الدول الأعضاء التي تتطلع إلى حماية أو خدمة مصالحها الضيقة. أنها إجراءات معقدة ومعرقلة التنفيذ ، ويوم نتحدث عن السمكة وتحولها إلى حوت ، ربما نكون قد وشينا بحقيقة أغرقتنا في نهار كسوف شمسنا ، التي أحرقت عقولنا بخدر ...



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربة مجهولة الملامح
- أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
- مقابر الغدر
- تحرير المرأة بطريقة الأحزمة الناسفة
- نكبة أعيادنا وأحزاننا
- خليخ خراف نومكَ
- تجارالموت المجاني
- الاختراق المر للحزن العراقي
- قرارات إيجابية وتطبيقها سلبي
- مسلسل سنوات الضياع وتأثيره على الديمقراطية
- الجات مكان لا سقف لهُ
- شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )
- ليلة من ليالينا ...
- تزوير بزي رسمي
- التأريخ قوة لايميزها الشعب
- أرض الجهل وبذرة الخوف تُثمر العنصرية
- حروب بقوانين لعبة الشطرنج ..
- (2)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- العراق هو الموت والحياة والحياة فيها الموت والقيود
- (1)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبتهال بليبل - الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً