تتعرض الأحزاب العراقية عامة والحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الكوردستانية وقادتها خاصة إلى هجوم شرس من قبل حفنة موتورة وزمرة جبانة من القومويين العروبويين والبعثيين وخدمهم من عناصر المخابرات ووكلاء الأمن، ويأتي هذا الهجوم في هذا الوقت بالذات وفق خطة مدروسة ولغايات دنيئة مرسومة للإيقاع بين الأحزاب الاسلامية والأحزاب العلمانية والكوردستانية من جهة، وللإيقاع بين الشيعة والسنّة وسائر الأديان، وأخيراً بين القوميات وأطياف المجتمع العراقي المختلفة من جهة أخرى.
يصف عميل من عملاء الطاغية صدام حسين زار العراق بعد زوال ولي نعمته بأن "المقاومة " أصبحت ثقافة !!، ولكن أية مقاومة، وأية ثقافة يقصد ؟!!.
إنّه بلا شك يقصد ثقافة التخريب والإرهاب، ونسف وتدمير مقرات الأحزاب الوطنية والمؤسسات الخدمية، وقتل الأبرياء من الناس العزل، ثقافة قائد الأمة وباني مجدها المجاهد صدام حسين الذي كان يجالس أعوانه من الضباط الذين تحّولوا إلى فقاعات إثر إرشادات رئيسهم لهم عن كيفية شرب الشاي وكيفية الإغتسال والذهاب إلى المرافق الصحية !، ثقافة " القائد الضرورة " للإستماع إلى أركان النظام من العسكريين والوحوش الكاسرة ضد أماني وتطلعات الشعب العراقي، ولم يدر في خلد الدكتاتورقط، بأنّ ضباطه " الشجعان " الذين كانوا موضع إعتماده وثقته، هم على درجة عالية من الجبن، وسارعوا في المنازلة الأولى التي تغنّى بها " الرئيس " لتحقيق نصر مؤزرعلى الأعداء إلى الهزيمة بعد أن رموا ملابسهم ونياشين رتبهم والميداليات التي أغدق بها الدكتاتور عليهم لقاء قمعهم لأبناء الشعب الأعزل وسفكهم الدماء الزكية للآلاف منهم .
ويزعم عميل آخر وهو مخابراتي معروف بأن القائد الكوردي الخالد الذكر مصطفى البارزاني " كان متعاوناً " مع الصهيونية !!.
لقد كان البارزاني مصطفي قائداً عظيماً لشعب عظيم، وسيبقى عظيماً وشامخاً وسيعيش في قلوب الكورد كمناضل وبطل قومي، وقد سبق لهذا العميل الجبان وأن تعالى نعيقه، وتفوّه بكلمات نابية ضد البارزاني الخالد من قبل أيضاً.
ويتطاول غراب البين هذا على التاريخ المشرق للعراقيين، ويتهم الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم الذي أغتالته المخابرات العراقية في بيروت، بأنّه عميل صهيوني !!. وينتحل هذا المخابراتي الدعيّ (النكرة) لقب ( الشيوعي ) مع إضافة ماركة ( الكادر ) المسجلة عليه خادعاً البعض من البسطاء وموحياً لعدد من ذوي الأنفس المريضة بأنهّ واحد من الشيوعيين العراقيين. ، وتوضيحاً للحقيقة نقول للجميع بأنّه ( مو كل مدعبل جوز ) كما يقول المثل العراقي، وأنّ كل من إنتحل لقب الشيوعية كما هو معروف ليس شيوعياً مهما أضفى على نفسه من ألقاب زاهية، فالشيوعيون العراقيون الحقيقيون هم الذين يعملون في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وحدهم وليس غيرهم من المدعين.
ويقول أحدهم: " إنني أحب الأكراد والله "، ويدافع عن الكورد الفيليين، ولكنه يحاول أن يوحي للآخرين بأن الكورد هم من الغجر، وبمعنى آخر أنّهم من " الكاولية " حسب شرحه المسهب، كما ويناقض هذا الأخ الذي " يحب الكورد " نفسه عندما يضع البعث وعفلق اللعين والبرزاني والطلباني وأتاتورك وشاه إيران وهتلر في خانة واحدة.
ومع أحترامي وتقديري للأخ الذي يقسم بأنه يحب الكورد، وتأييدي له في دفاعه عن الكورد الفيليين مقراً بأنّهم قدموا الكثير للحركة الوطنية العراقية، وكانوا دائماً في الصفوف الأمامية في مقارعة الطغمة البعثية الدموية والدكتاتورية المقيتة، وقدموا دماء شبابهم وأبنائهم لإنتصار قضية الشعب العراقي، وتجرعوا العذاب والإعتقال والتشريد، وعلى العراقيين جميعاً أن يقفوا إجلالاً لنضالهم وتضحياتهم، وأن يتذكروا دائماً بأن ّ النظام الصدامي الأهوج قتل وغيّب خيرة شبابهم الذين يشاركون اخوتهم واخواتهم من شهداء وشهيدات المقابر الجماعية.
ولكن على هذا الأخ أن يعلم بأن الكورد ( الذين يحبهم ) ليسوا من الكاولية، وهم شعب يعيش على أرض آبائه وأجداده منذ أن خلق، كما وعليه أن لا يسيء إلى شهادته الأكاديمية بإستخدام عبارات برّاقة ومنمّقة ومسيئة عملياً إلى الغجر في بلدان أوربا الشرقية وفي بلدان أخرى غيرها. راجياً من كل قلبي أن يبعد نفسه من الوقوع في بعض المطبات و الهفوات، وأن لا يحشر اسماء القادة الكورد مسعود البارزاني ومام جلال مع قتلة الشعب الكوردي وأعدائه من أمثال: حزب البعث الفاشي وعفلق اللعين وأتاتورك وشاه إيران وهتلر، فهذان القائدان الكورديان قدمّا الكثير للحركة الكوردية التقدمية، والحركة الوطنية العراقية أيام المحن والنكبات التي كانت كثيرة بفضل وجهود مشعل الحروب ومجفف الأهوار وقائد عمليات الأنفال السيئة الصيت، وهما الآن شوكة في عيون أعداء العراقيين والكورد، ويحظيان بإحترام أوساط واسعة من أبناء الشعب العراقي في كل مكان قبل الكورد، أمّا إذا كان القصد هو انتقاد هذا الأخ للنواقص والأخطاء، فإنّ من حقه كما هو من حق أي شخص آخر توجيه الإنتقادات البناءة لهما بعيداً عن المهاترات وتلفيق التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان والرجم بالغيب، وسبحان الذي لا يخطأ.
ويكتب أحد الخائبين الجهلة من جواسيس الدكتاتور صدام حسين قائلاً: ( بعضهم تخيل ان سعدي يوسف وفكره " الوطني " العراقي هو على قدر فكر الحزب الشيوعي العميل الذي يمثله جاسوس الأكراد والصهيونية حميد مجيد موسى، سعدي يوسف شاعر " وطني " عراقي). ويستعرض هذا المريض نفسياً والمشكوك في صحة قواه العقلية ما يدور في مخيلته العفنة هاذياً: (( جميل جداً أن يكون العراق يجمع قوميات، وأجمل أن تكون هذه القوميات عراقية في العراق العربي الآشوري التركماني ( أنا هنا لا أذكر الأكراد في هذا الحديث كون ان الاكراد لم ولن يكونوا قومية في العراق ولا في غير العراق )، فهم سلالات مشتقة من الفرس ومن قوميات أخرى من وسط آسيا، وحتى الاكراد الفيلية في جنوب العراق هم من مقاطعة لورستان في إيران وعليه ان الحديث عن قومية كردية في العراق هو هراء وطعن في الشرف العراقي والقوميات العراقية)).
ويزعم هذا الحاقد: ( انّ هذا الحديث ومن يتحدث فيه ما هو الا تخطيط صهيوني استعماري لتمزيق العراق والقضاء على الشيعة العرب، وأن الاعتداء على الارض العراقية وتقسيمها من أجل أحلام الصهيونية في تمزيق العراق وتشتيت الشعب العراقي هدف صهيوني كردي يدركه كل " الوطنيين العراقيين " ).
وهنا لا بدّ من التأكيد على إنّ سعدي يوسف لا يحتاج إلى شهادة من جاهل، فهو شاعر عراقي كبير بشهادة الفطاحل في اللغة والأدب العربيين، وإنّه لممّا يدعو للأسف هو أن يقّيّمه جاهل حاقد.
وإن القائد الشيوعي حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء بأنّه وطني شريف لا يحتاج هو الآخر إلى شهادة أحد من أمثال هذا الحاقد، وما تعرّضه كأخوانه في مجلس الحكم الذي يمثل جميع العراقيين إلى هجوم شرس من حثالات وأيتام النظام الساقط، إلا أحسن شهادة له بكونه وطنياً وثورياٌ كرّس جلّ حياته لخدمة شعبه ووطنه.
وإذا كان الإدعاء بأن الكورد لم يكن لهم وجود، وليسوا موجودين لا في العراق ولا في غيرالعراق كقومية صحيحاً، فمن الأفضل لنا قراءة الفاتحة على كل من يطالب بحقوق القوميات ولو بالحد الأدنى!!، والمثل الكوردي يقول: خذ الكلام الصحيح أمّا من طفل، أو من مجنون!!، والمجنون كما هو معروف لا يحتاج إلى رد، وقد سبق للأخ هه فال كوجه ر، وأن رجا الجميع بأن لا يرّدوا على أشباه الرجال من الزمر الجبانة والمصابة بالعمى.
ويكتب أحد ألأسلامويين " المتنورين " : إنّ الشيوعيين العراقيين هم آخر من يحق لهم اتهام الآخرين بالعمالة لإسرائيل، فغني عن التعريف أن الحزب الشيوعي العراقي كان سباقاً للإعتراف بالدولة الصهيونية العنصرية !!، وبالقدر الذي يتعلق الأمر بي كشيوعي منذ أكثر من أربعين عاماً فإنني لم أسمع بأن الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يعمل في ظروف سياسية قاسية قد اعترف بإسرائيل، وان الشيوعيين العراقيين لم يستلموا دفة الحكم في العراق في يوم من الأيام ليعترفوا أو لا يعترفوا بإسرائيل، ولمن يريد معرفة الحقائق فإنّ للشيوعيين العراقيين الفضل الأكبر في تكوين وقيادة عصبة مكافحة الصهيونية التي تصّدت بجرأة لفضح ومقاومة المخططات الإستعمارية والصهيونية في العراق والمنطقة قبل غيرها من المنظمات الأخرى: وإذا أراد البعض مممن يجهلون الكثير من الحقائق الضحك على ذقون الآخرين، فليجرّبوا حظهم العاثر مع من هم بمنزلتهم، وعليهم أن يتحّسبوا بأنّ للآخرين القدرة على جعلهم يجهشون بالبكاء.
ويرجو عميل آخر القيادات الكوردية بأن لا تزايد في مسألة سحق العراقيين، وأن تتحمل مسؤولياتها في خلق الأجواء المتوترة في العراق ومنذ عقود، وبدفع من أسيادها في تل أبيب وواشنطن وإيران وتركيا !!، ولم يذكر هذا الدعيّ ماهية هذه المزايدات وكيفية سحق العراقيين. وكما قيل ان حبل الكذب قصير. فمنذ سقوط الدكتاتور الأرعن صدام حسين ولحد الآن يشن أزلامه وأتباعه هجوماً منظماً على الكورد، والسبب يعود بالأساس إلى الدور المشرف للكورد في النضال المرير كتفاَ إلى كتف مع اخوانهم من أبناء القوميات الأخرى في العراق ضد همجية البعثيين المجرمين ونظامهم الوحشي، وقد اشتّد الهجوم بعد زوال الحكم البائد ومطالبة الكورد بحقوقهم المشروعة والعادلة وهي الفيدرالية ضمن العراق الديموقراطي التعددي الفيدرالي الموّحد، ولهذه الأسباب يلجأ أعداء الكورد إلى إختلاق الحجج الواهية وتلفيق الأكاذيب الرخيصة، زاعمين بأنّ الكورد يحاولون تمزيق العراق وتقسيمه، وهم يسهّلون مجيء إسرائيل، ويقفون بالضد من مطامح القوميات الأخرى، ويطالبون بضم مدن وأراضي عراقية إلى " محمياتهم " مثل المطالبة بكركوك ومناطق أخرى، وزرع الفتنة بين الأديان والمذاهب وغيرها، وبعد سرد وترويج أفكارهم العفنة وغاياتهم القذرة يريدون من الكورد تحمل مسؤولياتهم، إذ يعتبرونهم بأنهم السبب الرئيسي في تردي الأوضاع وليس غيرهم.
30 /1 / 2004