أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يا دعاة التجرد من العاطفة الوطنية تريثوا














المزيد.....


يا دعاة التجرد من العاطفة الوطنية تريثوا


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنهم كمن يسبح في الرمال المتحركة لا يتقدمون قيد أنملة، يطلوا علينا بين الحين والأخر بفتاوى سياسية ووطنية وأيدلوجية وحى عاطفية، فهم يحشرون أنوفهم حتى في مشاعرنا الوطنية وتعاطفنا مع من نعتقد إننا نتقاطع معهم في همنا وألمنا وقهرنا وطموحنا التحرري من قيود القهر ألاحتلالي والطبقي، لدرجة أن البعض أصبح يجرم ويشوه تحيزنا لأبناء جلدتنا ويصفنا بالسطحية وحراس العاطفة الذين لا يقيمون وزنا للمنطق أو العقل أو التفكير العلمي ويضعوننا في قفص الاتهام لأننا نقول نحن نتعاطف مع قضايا امتنا العربية التي تشكل امتدادا طبيعيا لوجودنا وحاضنة لها الفضل الأكبر في استمرار أسباب صمودنا.

يا أنصار الفكر الأسمنتي، لا يمكننا أن نتجرد من عواطفنا في معالجة قضايا شعبنا، كيف لا نتعاطف مع الزعيم العراقي الشهيد صدام حين نشاهده كالمارد أمام الموت يقرأ علينا وصيته الأخيرة فلسطين ومقاومة الأجنبي؟ ولماذا ننساق وراء أفكاركم السوداء وتحريضكم الأعمى على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يشاطرنا همنا ويقارع من استباح أرضنا ويوقع به الهزيمة تلو الهزيمة، إنكم تنكرون علينا عاطفتنا تجاه الأسرى في سجون الاحتلال وفرحنا لتحرير عميد الأسرى العرب سمير القنطار وتقديسنا للأسير الفلسطيني سعيد العتبة الذي دخل عامة الثاني والثلاثين في سجون الاحتلال.

يا أصحاب الفكر المعلب لا يمكننا إلا أن ننحاز لدماء من ضحوا بحياتهم من اجل كرامتنا ورفعتنا، أنا لا اعرف كيف يصف البعض الكلمنجيي هذه الدماء لبناء أمجاد مزعومة، ولا استوعب فلسفة الأستذة والإسقاطات الأكاديمية الجامدة التي يمارسها علينا أصحاب المدرسة التي تستهدف تكويننا الوطني الذي بني على حب الوطن والانتماء له، بربكم قولوا لي لما يضحي الإنسان بحياته سجنا أو شهادة من اجل وطنه، هل تعلمون لماذا؟ لان الوطن عبارة عن نسيج متكامل لسلة من الحلقات للمفاهيم والتجارب والإبداع الفكري والثقافي والفني والتراثي الذي جاء كعصارة للتفاعل الاجتماعي لامتدادنا كفلسطينيين وعرب، لن تقنعونا أن الشيعة أعداءنا، ولن نقبل إلا بامتدادنا العربي بتكويناته وتعقيداته، لان العاطفة الوطنية والهم المشترك والتاريخ المشترك العامل الرئيس لخروج المسيرات والمظاهرات التضامنية مع الفكر المقاوم الذي قضى على الفكر الشيطاني في صحراء التفريط لدى الأنظمة الرسمية التي أصبحت عاجزة عن تبرير ذاتها أمام شعوبها لتأتوا انتم وتلقوا بالقشة في محاولة يائسة وبائسة لإنقاذ ماء وجوههم المسودة بسبب انجازات الفكر المقاوم الذي ترجم نفسه بانتصارات على عدو عبث بأمتنا لستة عقود مضت.

يا أيها الديمقراطيون الجدد: نحن لسنا بالبلهاء لتنطلي علينا ألاعيبكم المكشوفة، فمرة تطلبون منا أن نكون واقعيين، وأخرى تقولوا أننا نعتمد العاطفة ونجافي العقل والمنطق في معالجتنا الفكرية لواقعنا، تخرجون علينا بما تعتقدون أنة اكتشاف وبلسم لمشاكلنا وحلا لقضيتنا، تتبادلون الأدوار المطلوبة منكم بسذاجة، تقولون لنا ضحوا بعودتكم إلى أرضكم التي هجرتم منها من اجل الأقصى، تسالون وتجيبون في نفس الوقت، أحسدكم على تفانيكم للخدمات الجليلة التي تقدمونها لأعدائنا بقصد أو بدون قصد لا يهمنا لأنكم تعبثوا في واقعنا وتقتحموا عالمنا المختلف عن عالمكم.

يا أيها العابثون تريثوا، ويا أيها المتخمون انسحبوا من عالمنا، نحن وإياكم على طرفي نقيض، انتم من طبقة يطيب لها أن تستسهل العبث بعالمنا، هذا العالم الذي اتخذ من الحلم إكسير لمواجهة قهرنا وتشردنا وفقرنا، يا أيها الذين لا تتقنوا إلا الطعن من الظهر انظروا حولكم ودققوا لتروا حجم المأساة التي نعيشها جراء العنف الداخلي الذي أصبحنا نحن الفقراء حطبا رخيصا لناره الغير مقدسة، نعتقل على الهوية السياسية ، تصادر حريتنا، وتنتهك حقوقنا، يا أيها المنظرون اعلموا أن لا فرق بين الفلسطيني والفلسطيني كان عزيا أو ضفاويا، لا فرق بين لبناني وفلسطيني ومصري وعراقي وأردني وسعودي ويمني وسوري، نحن أبناء الجلدة الواحدة، لهذا يتزود الشباب المصري بحبهم لفلسطين ويجتازوا حدود غزة للتضامن معنا، ويتحمل طفلا سوريا لمن يتجاوز الحادية عشر سنة مشاق السفر مشيا على الأقدام من سوريا للبنان ليقول تحيا المقاومة.

يا سادتي الذين لا ارغب في التعرض لهم بالأسماء والألقاب، أتريدون منا أن نتجرد من عاطفتنا ونتحول إلى ظل للآخر الذي يسطوا كل يوم على ثروتنا التراثية الأصيلة وجرنا إلى ثقافة المكدونلد البائسة المسطحة التي تستنفر فينا غرائزنا، أتريدون منا أن ننحاز لفكر الهزيمة ونغطي شمس المقاومة بالغربال، قد يكون لكم وجهه نظر، ويفترض بنا أن نسمعها لكن لن تقرضوا علينا يا أصحاب الفكر الأسمنتي أن نلتزم الصمت ونتنكر لمئات آلاف من الشهداء الذين كانت العاطفة الوطنية العامل الرئيس لتضحياتهم من اجلنا.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يكفي استنكار جريمة بحر غزة
- السيد حسن : لن يبقى في الوادي إلا حجارته الكبيرة
- أولادنا يتعاطون المخدرات.. من المسئول؟؟؟
- غسان كنفاني رفيق الفقراء
- عطش وجوع وموت على نار هادئة
- احذروا فئران السفينة وامبرطورية الفساد
- الاعتداء على مؤسسة إبداع...كيف ولماذا!
- حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى
- المحترم رفيق النتشة: القانون يحمي الفاسدين
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت
- البعد الأخلاقي لاستخدام الضحية كقطع غيار للقاتل
- متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر


المزيد.....




- كوريا الشمالية تفتح أول وجهة سياحية للسياح الغربيين.. ألق نظ ...
- مسؤولة أممية: تصريحات ترامب عن الفلسطينيين في غزة تطهير عرقي ...
- بين وعود ترامب وطموحات بوتين.. هل باتت أوكرانيا خارج الحسابا ...
- بسبب لكمة قوية.. وفاة الملاكم الأيرلندي جون كوني
- كيف يمكن لأثرياء أفريقيا المساهمة في خدمة الصالح العام؟
- بيان من محلية الحزب في النجف.. يا أبناء شعبنا العراقي.. يا ج ...
- الدفاع الروسية: صد 3 هجمات مضادة في محور كورسك خلال يوم وخسا ...
- ناقلة محملة بالمازوت تتعرض لحادث في ميناء قرب بطرسبورغ
- -برق مفاجئ-.. تدريبات للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والج ...
- حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يا دعاة التجرد من العاطفة الوطنية تريثوا