يوسف توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 10:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
يجب أن نقف ساعة! إجلالا واحتراما لمن تفتقت عبقريته الفذة عن فكرة إضافة ساعة إلى توقيت المغاربة الرسمي٠ فهو على الأقل أراد أن يشغلنا لبعض الوقت, عوض أن ننفقه في القيل و القال ,و الحديث عن الحال و المال٠و قد استطاع هذا النابغة أن يحطم القول السائر"لا جديد تحت الشمس" فالجديد هو شعار المغاربة مع كل يوم تطلع فيه الشمس . وفقط المهووسون بالرواية الفرنسية ,من سيفهمون أن الاضطراب الحاصل في" استعمال الزمن" و فصل من فصول "البحث عن الزمن الضائع " , و أن ما يجري للمغاربة هو صراع مع تنين الزمن‹‹الذي يقصف الكائنات ويعاقب الذين التهموا الجسد في لحظات الديمومة العابرة››٠ حسب تعبير أندري جيد٠
ولكن نسي صاحبنا أن ما سيقتصده المغاربة من طاقة , سينفقون أضعافه من طاقة أعصابهم فعلى كل مغربي أراد أن يوافق دوران الأرض , و ينساب مع الكون و أفلاكه , أن يضيف ساعة إلى قاعدة المعلومات الخلفية المرتبطة بالبرمجة اللغوية العصبية مما سيكلفه طاقة في غاية الأهمية من الأجدر توفيرها لغلاء الأسعار في زمن صارت فيه السلع أشبه بتماثيل بوذا !ولا تصلح إلا للتأمل العميق , لذا أصبح من الضروري توفير تلك الأعصاب و توجيهها في قنوات الصبر و الاحتساب عند مواجهة تنين الأسعارالذي يترصد المغاربة و يتعقبهم في كل زاوية, و في كل شارع , كلما أبصرت عيونهم البصيرة سلعا لا تصلح إلا للعرض ,و التأمل الروحي. أما البيع و الشراء ففي محلات باريس حيث أثبت بعض المغاربة أنهم الرّواد بدون منازع ٠
بين المغاربة و الزمن حكاية يطول شرحها, و يرحم الله أشياخ الطريقة ,فقد كانوا يثيرون سخرية بعض علماء ,عندما كانوا يخبرونهم بوجود أولياء يصلّون العشاء في الحرمرويبيتون في بغداد أو في مراكش !و كأنهم كانوا يعلمون أنه سيأتي زمان يصبح فيه المرء في مراكش و يضحى في باريس و يعود إلى مراكش!! بعد أن يقتني في محلات الخمس نجوم (اف سان لورون و فيرساتشي) ما يحلو له من المقتنيات الخاصّة جدّا٠
#يوسف_توفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟