أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد زكريا السقال - إعلان دمشق والطريق للحرية














المزيد.....

إعلان دمشق والطريق للحرية


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يؤكد المناضلون السوريون عزمهم على انتزاع الديمقراطية ، واضح هذا ، بل يصرون على سلمية هذا التغيير باتجاه استعادة المجتمع السوري لحيويته ، من خلال إطلاق الحريات السياسية بما يترتب عليه ، إعادة الاعتبار للقانون والدستور وتشريع القوانين التي تسمح بتشكيل الأحزاب والأعلام والجمعيات والمنتديات الثقافية .
لذا فالديمقراطيون السوريون لم يألوا جهدا بتفعيل الحراك الديمقراطي ، من خلال إبداع لجان أحياء المجتمع المدني ، والذي كان نقلة باتجاه إثارة حوار جاد مع كل المعنيين بمحاربة الفساد وحركة الارتداد الثقافية والروحية التي نخرت المجتمع ووحدته الوطنية ، كما كان لحركة المنتديات الثقافية التي انتشرت مثل النار في الهشيم على كل مساحة الوطن مما يؤكد استعداد المواطن للانخراط بحركة التغيير الديمقراطي السلمي من خلال فتح كل الملفات التي تشكل بداية إنهاء السلطة الأمنية وإعادة الاعتبار للتعددية ودمقرطة المؤسسات والنقابات الخطوة الأولى في كنس الفساد المستشري والمعمم ، الأمر الذي أزعج السلطات والمتضررين من نظافة البلد ، وخوفا من المحاسبة والرقابة التي تشكل عنوان الدولة ، فالدولة مهمتها مراقبة تطبيق الدستور والقانون ومحاسبة كل التجاوزات والتسلط العائلي والحزبي والأمني ، بما يعني كف يد الفساد والتسلط وكون الوطن مزرعة لمجموعة من المتنفذين والمسيطرين على رقاب وقوت الشعب ، وقد دفع المناضلون السوريون ثمن انقلاب السلطة عليهم وعلى تحركاتهم المشروعة سنوات من عمرهم بالسجون والمعتقلات ، وهذا لا ليس بجديد عليهم وعلى تضحياتهم .
اليوم وبعد أن أبدع الوطنيون السوريون أتلاف إعلان دمشق ، هذا الإطار الذي يشكل نقطة بارزة بتاريخ الحركة الوطنية السورية لأنه يضم تشكيلة عريضة من القوى والتجمعات والشخصيات والفعاليات التي تشكل نسيج الوطن وتصون وحدته الوطنية وتضع التغيير على طاولة الواقع لإرادات تناضل وتحلم بوطن ذو سيادة وحرية و قادر على انجاز كل مهام سيادته الوطنية من خلال تحرير أرضه وتنمية طاقات وإمكانيات بلده لتصطف بجدارة بالعصر الذي تعيشه وهو عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان والانفتاح على المعرفة والثقافة التي تشكل سلاح مهم للتفاعل مع الأخر على أرضية المصالح المشتركة ، وليس التبعية والدور .
لم يكن من السهل تجميع قوى إعلان ، ولم يكن من الممكن إنتاج برنامج يلبي كل الطموحات والرغبات ، لهذا خرج هذا الجنين وهو يتطلع لمناخ أكثر صحة وإرادات أكثر تفهما ، ليس من المهم الحديث عن الظروف التي ولدت إعلان دمشق ، لأنه بالعمل السياسي يجب حساب كل الظروف والتفاعلات التي تحيط بالواقع من أجل جهوزية الحضور ، وهذا كان بحساب الكثير من القوى معادية كانت أم صديقة ، حتى أطراف السلطة كانت تتحسب وتراقب وتناور بكل مالديها من أوراق
القضية بالنسبة لنا كقوى وأتلاف بهذا التجمع اين تتوجه بوصلة النضال والأستعداد ، هذا التوجه الذي نؤكد عليه وهو الوطن وحرية مواطنه وسيادة شعبه من خلال سيادته على مقدراته وأرضه ، وبهذا يكون التوجه للشعب ورفع حساسيته ومشاعره باتجاه الذين يعبثون بوطنه ويصادرون حياته وأمنه ولقمة عيشه من اجل استقرار سلطتهم واستمرار نهبهم .
إن الصراع الذي تفجر بين رفاق إعلان دمشق والوهم الذي تلبسهم من خلال المراهنات الغير مدروسة ومنطق المكابرة والتزمت وعدم التراجع أمام المغالطات والتهورات يؤكد وللأسف عن عمق الأزمة التي تصيب جسدنا كحركة وطنية تريد تغييرا ديمقراطيا ،ولا تلتزم أبسط قواعد الديمقراطية ، الديمقراطية التي لا تفترض تفصيل نتائجها على المقاس والتطابق ، إلا أنها أيضا محددة بإطار ملزم فالدول الديمقراطية تمارس ديمقراطيتها تحت سقف الدستور والقانون ، ومن الواضح إن الإعلان لم يلزم نفسه بدستور وقانون ، وإذا حصل هذا فيدلل على مأزق هذا الدستور والقانون ، لن ندخل بمهاترات حول كل الذي ساد فمازال هناك فسحة من الأمل يمكن الرهان عليها من أجل تفعيل إعلان دمشق وهي ، مأزقه القائم ، وعدم إعلان الانسحاب من قبل الأطراف التي أعلنت تجميدها ، وهذا بدوره يتطلب أعادة النظر وبشكل جاد لجميع القوى التي ساهمت بتشكيل هذا الإعلان وذلك لعدة أسباب .
1 ــ لم يحقق إعلان دمشق أي تقدم على مستوى اختراق المجتمع السوري وحشده لعملية التغيير .
2 ــ أن خروج النظام من عزلته ومأزقه دلل وبشكل تراجيدي على مجمل الأوهام والرهنات على أن تغييرا يمكن أن يحصل من الخارج ، أو صدقة يقدمها النظام وخرجت كل الأطراف المتضررة من سياسة النظام ومناورات الخارج الذي جل تفكيره بالنفط والمنطقة ، بخفي حنين .
3 ــ هناك ما يملي على قوى الإعلان أن تتداعى لحوار جاد ومعمق حول التطورات القائمة بالمنطقة من انفتاح الغرب والأمريكان وإسرائيل على النظام وما يترتب عليه من سياسات اقتصادية جديدة تنتظر المنطقة .
4 ــ الحوار السوري الإسرائيلي وموضوعة الجولان والاتفاق المزمع عقده وهل سيعيد الجولان محررا وسيادته تابع للسيادة السورية ، أم سنواجه سيناء جديدة سيناء لا علاقة لمصر والمواطن المصري بها بعد أن قسمت على حيتان مصر كمنطقة سياحية ولكن هدفها الأول أمن إسرائيل ، وامن النظام المصري القابع بشرم الشيخ .
5 ــ اتفاق باريس والاتحاد من أجل المتوسط والذي لا يبعد كثيرا عن الشرق الأوسط الجديد إذ لم يكن أسوء
هذه القضايا التي تحيط بنا جديرة بالمبادرة من أجل إعادة الاعتبار للحوار والنقد والتفاعل لأن عملية التغيير ، من الواضح أنها طويلة ، وهذا مايملي علينا نزع خلافتنا جانبا والانخراط بتوجه جديد تكون مصالح الشعب وسيادته وتحرره بصلبه وعنوانه فهو صاحب المصلحة الأساسية بنسف هذه الغمة التي تحيط بوطننا منذ عقود .



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمات
- الوطن والحرية
- بين يدي الأصدقاء
- من أين تدخل يا غريب
- رؤية جديدة لحل المسألة الفلسطينية ، ولكن ؟
- وأخيرا وقع المتوقع
- لماذا لا تكون القمة الأخيرة لهذا النظام العربي المهزوم
- لماذا يغتال نيروز
- غزة تعيد طرح السؤال الفلسطيني
- رحلة في الأدب السوداني
- خمسون عاما على الوحدة العربية
- خمسة وأربعون عاما من الأستثناء
- اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع
- إعلان دمشق وأوهام المعارضة
- الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد
- ممكن ان نكون ديمقراطيين ووطنيين
- إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه
- نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
- حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
- حوارية مع الشعور القومي وآخرين


المزيد.....




- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد زكريا السقال - إعلان دمشق والطريق للحرية