أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - لا تلعنوا آب رجاء..














المزيد.....

لا تلعنوا آب رجاء..


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:32
المحور: حقوق الانسان
    


شهر(آب)عز الصيف مثلما(شباط)عز الشتاء،صحيح هو(من أقسى الشهور)،كما يصفه شاعر القضية الفلسطينية(محمود درويش)لحدث يتعلق به أو بشعبه،هذا الـ(آب)يطوي بين دفتي كتابه لاهب حرارة تمزق أعصاب الواحد منّا وخانق رطوبة تشردنا نحو الأنهر بحثاً عن متنفسٍ لترطيب أجسادنا،ومن حق كل فرد أن يمقت أو ينحاز إلى شهرٍ ما من أشهر السنة والتي فقدت رونقها وتمزقت أثوابها ومضت تتجرد من صفاتها المقرورة جراء ما يحصل من تدمير متواصل لبنية الطقوس على أيدي باحثين أو عابثين بالثوابت الوجودية،لقد نشأنا على فطرة أن(الطماطم)منزله الصيف،قبل أن يبادر صاحب فكرة ويزرعها في عز(الشتاء)غير آبها بتبدل طعمها وقيمتها الغذائية وما مدى استفادة الأجسام منها،والشتاء لم يعد كما كنّا نعرف،تجرد من أمطاره جراء البخل المتنامي أو تطليق واحدة من أهم الركائز التي بني عليها خماسية الإسلام(الزكاة)من قبل شرائح غنية وفلاحون انشغلوا بتطاول في البنيان،أو قيام صاحب فلتة عقل بصناعة أمطار صناعية ترشها طائرات في أي وقت يراد،من حق كل إنسان أن يفضل شهراً على حساب الأشهر الأخرى،يتعلق الأمر بذكريات سعيدة ومواقف مفرحة وحظوظ متباينة،ومن حقه أن يمقت شهراً من بين الشهور كونه حاضنة مأساة لا تنسى،لكن الشهر(آب)الذي سيرحل عنّا مخلفاً دماراً وموتاً بسبب تصاعد حدة التوتر بين أطياف الشعب من جهة أو ارتفاع أسعار الثلج بسبب غيّاب الكهرباء عن ثلاجات المنازل،الأمر الذي دفع الناس أن تقلب تلك المقولة الشائعة والتي تخص إنضاج التمور،ربما(اللبنانيون)أوفر وأحدث حظاً من(المصريين)بخصوص هذا الشهر،سيستذكرونه خيراً وربما احتفالاً كلما يعود كونه وضع أو أحتفظ بيوم وقف نزيف الموت والخراب الذي صبته جحيم الحرب(السادسة)على ربوع مدنهم، أمّا(المصريّون)ودعوه بتوديع أبو الرواية العربية(نجيب محفوظ)،هذا الشهر لا أعرف من قام بتقسيمه إلى ثلاثة منازل أو على أصح تعبير ثلاث عشرات،العشرة الأولى(يحرق المسمار في الباب)العشرة الثانية(يقلل الأعناب ويكثر الأرطاب)والعشرة الثالثة(يفتح من الشتاء باب)،لكن(آب)ربما يشكل لدى البعض مفردة مفرحة،كونه يعني (العودة)لعزيز غيبته السجون لسنوات أو شردته المنافي جراء الوضع السابق أو عودة أخ أو أبن أو أب أو زوج من أسر حرب السنوات الثمان،وربما المفردة أقرب إلى الذهن من كلمة(أب)عند الأطفال الذين يتمتهم سياسة البلاد المتواصلة مذ فجر الحضارة وإلى ما يشاء الله،هذا الشهر كلما يحل ساحلاً معه قسوته،يستذكره العراقيون بألم لا ينتهي،فيه تدحرج مصير البلاد إلى الهاوية يوم تم غزو الكويت،تحديداً في الثاني منه،كون ذلك الغزو أحدث اختلالاً في معايير عقول الساسة وتبدلاً جوهرياً في موازين المصالح الخاصة على حساب الشعوب وأحلامها،الأمر الذي دحرجنا نحو ما آل إليه مصيرنا،وما ترتبت من تداعيات وتصدعات في حياتنا الماثلة،ربما في شهر(آب)مصيبة مصائبنا رغم أن هذا الشهر يحمل لنا في كتابه يوماً جميلاً خص العراقيون أجمعين، انتظروه ثمان سنوات حافلة بالموت والدمار،قبل أن تحط الحرب أوزارها مع الجارة(إيران)،ثلاثة أيام سهرنا ورقصنا فرحاً لوقف نزيف الدم العراقي،ما بين الحدثين ينقسم الناس حول(آب)الذي حمل لنا في الحادي عشر من العام 1999أجمل وأطول(كسوف)شغل أعين العالم بأسره،منهم من يراه قرب التخلص من وجع رأس(الكهرباء)ولم يعد هناك حاجة لـ(لثلج)بمجرد هبوب نسمات الشتاء الأولى،ومنهم من يتأفف لقرب بدء الدوام المدرسي في وقت باتت أجور النقل بين المدن القريبة تضاهي أسعار النقل إلى دول(سوريا والأردن)قبل زوبعة التغيير،يا عباد الله لا تلعنوا هذا الشهر،لابد أنه عائد ومن يدري ربما في أوبته الدورية القادمة سيحمل لنا في كتابه بشارة الفرح الكبير وبدأ تطبيق بنود ميثاق الشرف بين كياناتنا السياسية المتحاربة،وبدأ حملات التعمير لما تم تدميره،والأهم من ذلك أننا نكتشف بين إغماض جفن وفتحه أننا صرنا نسافر في أي وقت نشاء وننام ليلاً في أي رقعة من بلادنا من غير الحاجة إلى توفير الحماية أو حمل السلاح..
***
في شهر آب نور وامض خلده قلم(وليم فوكنر)..رواية(نور في آب)..
***
حكايتي مع..آب..!!
**في شهر..آب..في الحادي عشر منه العام 1998..فقدت طفلة قبل ولادتها بثلاثة أيام..كنت أزمع تسميتها..أسماء..
**في شهر..آب..في العشرين منه العام 1998..دخلت السجن كوني شاهد قضية مفبركة من قبل زمر الظلام..
**في شهر..آب..في الرابع منه العام 2001..صدرت مجموعتي القصصية الأولى(هواجس بلا مرافئ)عن دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد ـ طباعة رديئة مليئة بالأخطاء..
**في شهر..آب..في العشرين منه العام 2003..ولدت لي طفلة أسميتها..فاطمة..
***
لا تلعنوا ..آب..رجاء..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر
- لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات
- أصل الكورد والبحث عن الهوية


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - لا تلعنوا آب رجاء..