|
هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
تحسين كرمياني
الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 04:41
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
جميل جداً حين تتراص صفوف أجساد فتية مترعة بالأحلام والوعود وتسري في عروقهم دماء رغبة وأماني تلتمس أول الطريق،صفوف براعم بريئة تقف شامخة بسلطة نظام تربوي راسخ وعفوية انتماء لأرض منحتهم هويتها من غير طلبات لجوء،تهدر حناجرهم الصافية من غير حشرجات ألم أو هاجس اليأس بلحن مثير ومحرّك لخلجات الضمير،تعبير صادق وبلا تكليف عن لحظة سامية من لحظات الوحدة والإصرار والتحدي والتطلع لمستقبل واضح المعالم،وجوه خاشعة تلمع باليقين والرغبة لمواصلة الكفاح والتضحية بالغالي والنفيس من أجل تحيق هدف مستقبلي شخصي بطبيعة الحال هو هدف بلاد،أجساد تهتز من هول الحب وسلطة البراءة،علمٌ يخفق بحرية في علياء سماء لا بد أنها ستسترد عافيتها ولو بعد حين،ستنجلي منها غبرة الكبوة وثقل الغيوم العاطلة،تلك هي رسالة النشيد الخميسي لمدارسنا،عربي وكردي وتركماني وكلدوآشوري،ألسنة تتحد لتغرد بصوت هادر لعراق سالم من أمراض العصور،كيف نفسر حالة عدم الحضور إلى الدوام أو جلوس الكثير من المدرسين والمدرسات أو المعلمين والمعلمات في العديد من الأرياف والمدن داخل غرفهم وهم يطلقون القهقهات جراء ظاهرة(الشقة)أو طرح الآراء والنقاشات غير المجدية بخصوص الوزير المستحق والوزير الذي ربما سيزيد الرواتب وإكراميات العيد،أو سرد قصة الوقوف في(سرة)للحصول على لترات من البنزين لسيارته،ظواهر حياتية تفشت بشكل لا يطاق وبدأت تحدث تفرقات في وجهات النظر لا يجب أن ترافق الموظف والمعلم إلى مكان عمله،ظاهرة تفشت هذه الأيام داخل المدارس تحديداً أثناء أداء تحية العلم،أليس هذا في علم الأخلاق الوظيفي خرق تربوي واضح وفاضح لا يليق بمستقبل براعم زحفت لتستقي العلم زقاً،كيف ينظر التلميذ أو التلميذة إلى هذه الرسل الهادية للعلم،وهي لا تقف احتراماً لبيرق بلاد أنجبهم ورعرعتهم وحمّلتهم أمانة تراثها ومستقبل علمها،كيف يكونون هم حين تدور عجلة الحياة وينالوا استحقاقاتهم العلمية بعد سنوات من مرارة الصبر وتحديات فقدان الأمن والكهرباء ونقص في المستلزمات المدرسية وعدم تطبيق برنامج التغذية المدرسية،ناهيك عن ضعف المواهب التدريسية وانعدام تام للحرص الذاتي والمهني لمتابعة كل ما هو جديد في علم التدريس وأساليبه رغم قربها وفي متناول اليد جراء دخول شبكة الإخطبوط(الإنترنت)إلى كل زقاق وبيت،كيف يكونون هم(الطلبة والطالبات)حين يستلموا المهمة الخلاّقة ـ بعد نيل شهاداتهم ـ لأعداد الأمم التالية،أليس من الواجب التوقف قليلاً عند هذه الظاهرة الحساسة والحيوية لتفعيل وبلورة وعي البراعم المجتمعي وتأهيلها للمواطنة الصالحة والنافعة لبلاده،أليس من الواجب دراسة أسبابها وتوجيه تعليمات لا تقبل المجاملة والتفوه بأعذار تهدم لا تخدم البناء التربوي للإنسان،عبر وسائل الأعلام السمعية والبصرية والمقروءة إلى الكادر التدريسي ومحاسبة مدراء المدارس كونهم حاملوا أمانة ومسؤولية تربوية ثقيلة الأثر،نناشد(وزارة التربية)وعبر قنواتها(المديريات العامة)في المحافظات ضرورة التحرك من الآن طالما العلم العراقي سينال إجازة صيفية مع أحبائه الطلاب بعد موسم حافل بسخونة الأحداث،التحرك المبكر لوضع التوجيهات بعد مدارسة واحتواء ما مضى،يقود إلى فكر سليم وقرارات صائبة لاستقبال العام القادم،نجد أن من الضرورة الحتمية توجيه المشرفين التربويين لمتابعة هذا الجانب المهم من حياة التلاميذ،كونها جزء حاسم من بناء حياته وثقافته الوطنية،وربما نجد أن التكليف الرسمي لكادر تدريسي بالمهمة مطلب معقول وغير مكلف،طالما الكوادر التدريسية اليوم في كل مدرسة تجاوزت الحد الأعلى للملاكات بمرات ومرات،أليس ـ نشيد يوم الخميس ـ يستحق منا مراقبة وقليل من التضحية جراء الفتور الحاصل في أهم مؤسسة لبناء الحياة،بدءً بتهالك البنايات وتكسر زجاج النوافذ والرحلات المحطمة والسبورات القديمة ومازال(طوز الطباشر)يلعب لعب في فضاء الصفوف،فنشيدنا الخالد(يا من يهمه الأمر)أيام الخميس بات مثل بلبل في قفص مهيض الجنحين،ليس له دوافع أو رغبة للتغريد،لابد من وقفة لإسعافه وبث الروح الحماسية لنغماته،كي يكون كتاب حياة وميلاد حقيقي لأجيال قادمة لا تتنازل عن ثقافة ماضيها رغم المتغيرات الممكنة في مناحي الحياة في قوادم السنين،أم يا ترى(يا وزارة)ويا(عالم)أن أمير الشعراء(أحمد شوقي)كان واهماً(والعهدة عليّ)في قولته الشهيرة(كاد المعلم أن يكون رسولاً)..!!
#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الشعر
-
لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات
-
أصل الكورد والبحث عن الهوية
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|