أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - السلفية الماركسية كالسلفية الاسلامية لا فرق...















المزيد.....

السلفية الماركسية كالسلفية الاسلامية لا فرق...


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو ما اقرأه لبعض الكتاب الذين اكن لهم كل احترام وتقدير، من حوارات وسجال في الدفاع عن ثوابت وقيم كل يرى فيها القدرة الكلية والحل السحري لكل مشاكل البشرية ليس فقط القائمة بل والمستقبلية، فرايت في ذلك نوعا من السلفية (أي تمجيد السلف) وتسيطر هذه السلفية على معظم اصحاب الرسالات الانسانية سواء كانت رسالات سماوية او وضعية، ويركز جهد ممثلي هذه الرسالات على تمجيد ما تم انجازه في فترات سابقة، ويبذلون اقصى جهدهم ضد أي محاولة لتطوير فلسفتهم او دينهم او رسالتهم السماوية او الوضعية ، وبالتالي يقفون ضد تطور البشرية وتحقيق المزيد من السعادة البشرية.

وغني عن القول ان كل فلسفة في الدنيا قديمها وجديدها هدفها سعادة الانسان ، والديانات كذلك، وكل فلسفة او دين عليها ان تثبت على ارض الواقع انها تحقق فعلا سعادة الانسان ، ولكن هل هي الفلسفة وحدها او الدين وحده هو الذي يحقق سعادة الانسان؟ ام الفعل الانساني هو الذي يحقق هذه السعادة؟ وان الفلسفة او الدين ما هما سوى الاطار النظري الذي ينظم الفعل الانساني في سيرورته لتحقيق سعادته؟

العلوم والفلسفة،الاداب والفنون،السياسة والاقتصاد،العمارة والبناء،التربية والأخلاق،الجيوش والمعسكرات،الأسواق والتجارة


وما هو العامل الاساسي المشترك بين الفعل الانساني وبين الاطار النظري (الفلسفة او الدين) غير العقل ؟
ثم هل يمكن للعقل ان يكون له قيمة اذا كان مستقلا عن الفعل الانساني ؟ و هل يمكن للفعل الانساني ان يبدأ من نقطة الصفر لاختيار منظومته النظرية لتنظيم الفعل الانساني في مجالات "الفلسفة والسياسة والاقتصاد والعلوم والاداب والفنون والعمارة والأخلاق، واستراتيجيات الحرب والسلم".
ان الترابط الجدلي بين الانسان (الفعل – انتاج مادي او فكري) وعقله (الاطار النظري الذي ينظم افعاله)، مؤكدا ولا جدال فيه، وان أي منهما مستقلا لا قيمة له ، فقيمتهما بما ينتجاه من فعل مادي يتجسد في الواقع من خلال الترابط الجدلي بينهما .
وكلما ارتقى الفعل الانساني على المستويين النظري والعملي (الفكري والانتاجي) كلما ارتقت السعادة الانسانية ، وكلما ارتقت سعادة الناس ورفاهيتهم كلما تطلب ذلك دورا اكبر للعقل ، لتحقيق المزيد من الفعل الانساني ، ليحقق بدوره المزيد من السعادة الانسانية.
وهذا هو ما قامت به البشرية منذ البدء والى مالا نهاية.

فالانسان العاقل ينتج اطاره النظري (دين او فلسفة) في كل مرحلة من مراحل تطوره ) بما يتناسب وظروف تلك المرحلة وهذا هو سر تطور البشرية من مجتمعات بدائية الى ما وصلت اليه الان من حضارة وتحضر، ولن تقف في أي مرحلة من مراحل حياتها عن دفع العقل لبذل المزيد من الجهد والمزيد من الفعل الانساني في مجالات لم يكن يعرفها من قبل ، لتحقيق المزيد من الرفاهية والسعادة.
وقد صادف ويصادف الانسان خلال مسيرته ظواهر لا يستطيع تفسيرها في حينها وقد تكون هذه الظواهر نتيجة فعل انساني او طبيعي غير مسبوقة ، ولا يدرك الانسان كنهها او اسبابها، أي انها نتاج صدفة، وعندها فاما ان يجتهد الانسان في تفسير اسباب حدوثها وقد يتمكن فعلا من الوصول الى معرفة اسبابها، او قد يجانبه النجاح .
وقد كان الانسان في تاريخه الطويل عنيدا وعنده درجة هائلة من الاصرار والتصميم على كشف المجهول ولم يستسلم للفشل وواصل البحث ولم يتوقف الى ان تمكن من الكشف عن الكثير جدا من اسرار الكون وقام بتسخير معارفه لخدمة البشرية وتفادى الكثير من نتائجها السلبية.

وبذلك يمكن القول ان الفعل المقصود للانسان باستخدام عقله في وضع الفلسفة التي تنظم حياته في كل زمن ، للسيطرة على الموارد المتاحه وفق سعة عقله (الادراك والوعي) في ذاك الزمن ، للارتقاء بسعادته هو فعل ارادي منتظم بانسجام مع مستوى سعة وعمق الفلسفة التي اختارها والتي صنعها عقله.

اما الفعل الناتج عن الصدفة فهو فعل موضوعي خارج اطار ارادة الانسان ، فقد عمل وما زال يعمل للسيطرة عليه ليوظفه في تحقيق تطور في مظاهر وجوهر سعادته ، وكل من لا تعمل ارادته على الاستفادة من كل ما فكرت به البشرية واخترعته ويعمل على الارتقاء بسعادة البشرية فهو في الحقيقة عبء على التاريخ يعيش طفيليا سواء فردا او جماعة او جماعات، وكل من يفلت من بين اصابعه المتغيرات والظواهر الناتجة اما عن الفعل الانساني المباشر او عن الصدفة ،فهو في لا يرى هذه المتغيرات والظواهر من الاصل لانه عقل اصغر من استيعاب النتائج التي جاء بها الفعل الانساني او جاءت بها الصدفة

ونجد هذا الذي عقله اصغر من ادراك الحقائق الناتجة عن الارادة البشرية او التي نتجت عن الصدفة بمعنى ( كل فعل لم يكن الانسان على دراية مسبقة بامكانية حدوثه) عند هذه المجتمعات ذات العقول الصغيرة تزدهر العقائد الفلسفية الميتافيزيقية والتفسيرات التي احالت وتحيل الاحداث الانسانية والطبيعية الى قوة سرمدية كلية القدرة.
من خلال هذا الفهم السهل والواضح يمكن التعامل والتعاطي مع كل نتاج فكري انساني سابق ومع كل فكر انساني جديد.

ولا بد هنا من الاشارة الى ان المسالة الايمانية عند غالبية سكان الارض بالدين مسالة موضوعية ومنطقية طالما ان عقل الانسان ما زال صغيرا جدا عن فهم الكثير جدا من اسرار الكون، ومع ذلك فكلما تطورت العلوم بمجموعها او على انفراد وكلما تبدد سر من الاسرار تراجع تاثير الدين في سلوك الانسان.

ونظرا لان غالبية المعتقدات الدينية تحرم الولوج في في البحث عن اسرار الكون ، وان كل اكتشاف او تطور في العلوم ينسبه اصحاب الديانات الى قدرة وارادة خالق الكون واثباتا على صحة وجوده، فان هناك معركة ضارية ستصاحب الانسان الى ما لا نهاية حتى يكتشف الاسرار الكلية للوجود (وجوده ووجود كافة الظواهر المادية الموجودة حاليا او التي قد توجد مستقبلا)
ولا بد من التوضيح كذلك ان السعادة المادية غير السعادة الناتجة عن المشاعر والاحاسيس الانسانية ، فالاولى تعني الرفاهية وتسخير منتجات العلوم والطبيعة لخدمة الانسان، بينما الثانية هي مجرد احساس غير مادي ولكن له ظواهر قد تكون اسبابها حقيقية او وهمية، ولكنها تحقق نوعا من الراحة النفسية حتى لو قامت على الوهم او على ما يعتقد انه حقيقة كما هي الحال عند اتباع الاديان.

بعد هذه المقدمة الموجزة يبرز السؤال الاساسي وهو لماذا يلجأ اتباع كل دين او فلسفة لتمجيد دينهم او فلسفتهم ؟
ولماذا يستغرق اتباع الدين او الفلسفة بهذا التمجيد بينما دورها (دور الطائفة) محدود اذا لم يكن معدوما في تطويرفلسفتهم او دينهم (الاطار النظري) لتحقيق المزيد من الرفاهية والسعادة الانسانية؟

ولماذا يكتفي المعاصرين من اتباع كل فلسفة او دين بما انتجه عقل انسان اخر في مرحلة زمنية سابقة وتوقفوا عند ذلك وبات جل جهدم مستثمرا في تاكيد صحة ما انتجه ذلك الانسان؟

لماذا وهم الذين يدعون بانهم على درجة عالية من فهم فلسفة محددة يؤمنون بها بدلا من زيادة عدد اتباع تلك الفلسفة من تسخير جهدهم باستخدام تلم الفلسفة في توفير سعادة اكثر للانسان ؟
وهل توفير السعادة الاكثر مرتبط بعدد المؤمنين بهذه الفلسفة او ذاك الدين ؟

فما علاقة الفلسفة الماركسية مثلا او الدين الاسلامي او المسيحي بتفاعلات المواد الكيميائة وبقيام العلماء البشر باكتشافات جديدة لتوظيفها بزيادة الرفاهية والسعادة البشرية؟
هل اديسون مثلا مكتشف المصباح الكهربائي الذي انار الدنيا والغي دور ومكانة القمر من حياة الانسان كان لا بد وان يكون ماركسيا او اسلاميا او مسيحيا ليخترع المصباح؟
ووفق ما جاء بالمقدمة الا يعتبر الثبات على فلسفة او دين محدد يؤدي الى ثبات السعادة الانسانية عند مستوى معين انتجته ظروف الفترة الزمنية التي ظهرت فيها تلك الفلسفة او ذاك الدين؟

ان جوهر اسباب التخلف في أي مجتمع من المجتمعات يرجع بالاساس لوجود اناس يلعبون دور قيادي في مجتمعاتهم مهمتهم محاربة أي محاولة لاستخدام العقل في تطوير الاطار النظري ، مما يشل الفعل الانساني ويحجر عليه بل يحرمه ، ويبدي هؤلاء القادة دورا "بطوليا" وجهودا ضخمة للمحافظة على الاطار النظري القديم.
وكل "بطل" من هؤلاء سواء كان من اتباع الديانات السماوية او الوضعية او من اتباع الفلسفات ومنها الماركسية وبالرغم من كل الهالة التي تحيط بها كفلسفة نظرية ثورية ما هم الا سلفيون ، يمارسوا دورا خطيرا جدا في تاخير تطور البشرية. وبالتالي فان السلفية هي ذاتها ودورها نفس الدور وتعطي نفس النتائج سواء كانت سلفية ماركسية او اسلامية او بوذية او غيرها من الديانات.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اصحاب الرايات الحمراء
- هل هذا هو دورك يا جبهة شعبية ؟؟؟
- ايران تساوم على فلسطين ولبنان مقابل النووي
- يا رشيد ثابت - المسلم- هل تستطيع الغاء تضحيات اليساريين
- الدكتورة والشيطان (1 من 2)
- علماء اوروبا يحاولون اكتشاف سر خلق الكون ... ولا عزاء للدراو ...
- حلم الاتحاد المتوسطي أصبح اليوم حقيقة
- عصرنا افضل من عصور الخلافة والسلاطين
- لا يوجد سوى خليفة واحد للمسلمين والباقي امراء للمؤمنين
- حوار مع حزب الخرافة لكشف الهرطقة والتضليل – 5 من 5) الاخيرة
- حوار مع حزب الخرافة لكشف الهرطقة والتضليل – 4 من 5)
- حوار مع حزب الخرافة لكشف الهرطقة والتضليل – 3 من 5)
- حوار مع حزب الخرافة الاسلامية – لكشف الهرطقة والتضليل (2 من ...
- حوار مع حزب الخرافة الاسلامية – لكشف الهرطقة والتضليل (1 من ...
- تحية الى استاذتي الدكتورة نادية الشيوعية المصرية
- تحالف حماسي ... الهدنة مع العدو اهم من الوحدة الوطنية
- حزب الخرافه يهاجم السلطة
- لست مع ابن تيمية في تحريم الكيمياء واعترض على كيمياء اللغة
- ليس كل انسان .... انسان .. احدهما عنده عقل واحد والاخر اثنان
- الاسلام السياسي : بالايمان نقضي على الادمان


المزيد.....




- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...
- بروفيسور يهودي يتوقع نشوب حرب أهلية في إسرائيل (فيديو)
- عشرات المستوطنين المحتلين يقتحمون المسجد الأقصى
- القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي: ا ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - السلفية الماركسية كالسلفية الاسلامية لا فرق...