أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - محاكمات














المزيد.....

محاكمات


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اليوم يقف معتقلو اعلان دمشق للتغيير الديمقراطي,,بقصر العدل،، من أجل محاكمتهم بتهم ملفقة وغير دستورية ومضحكة.
نعرف نحن الذين عايشوا عسف هذه السلطة الأمنية، طبيعتها، ونعرف فسادها وتسلطها على رقاب المواطنيين. ونعرف كيف أُبد قانون الطوارئ والمحاكم الاستثنائية. ونعرف أننا كوطنيين سوريين محكمون بالأمل والحلم بوطن فضائه الحرية واسسه الكرامة والعدالة. وندرك أيضا ان هذا لن يكون مجانا بل له ثمنا ندفعه بسخاء، وقد دفعنا ومازلنا ندفع دماء واعتقال ونفي. وما وقوف رفاقنا اليوم امام القضاء الافتراضي الا حالة من الثمن الذي يدفع. هذا كله نعرفه. لكن الذي لا نعرفه ونندهش له، هو هذا الصمت من قبل المثقفين العرب واحزابهم وحركاتهم. كيف يمكن الصمت عن هذا العسف والظلم، رغم إننا ندين بكثير من الاحترام والتقدير لعدد من الكتاب الذين لم يرتضوا الكذب على أنفسهم قبل الآخرين، واعلنوا تضامنهم مع المعتقلين دون مجاملة او تدليس لأنهم لا يريدون أن يخسروا أنفسهم.
فالمثقف هنا عبارة عن موقف. موقف مع الحرية والحق والعدالة والحياة، وخارج هذا المفهوم يصبح المثقف نصاب، أو ثرثار و منافق. لذا لا بد من ذكر هؤلاء السادة الذين رفعوا صوتهم تضامنا واستنكارا مع الوطنيين السوريين وضد اعتقالهم. نخص منهم الرئيس سليم الحص، الياس خوري، فهمي هويدي ، فواز طرابلسي وكثيرين لا تحضرهم الذاكرة. إلا أنه يبقى الجل الأكبر من المثقفين العرب في دائرة الاستفهام.
لماذا نتصدى لمثل هذه الظاهرة فلأنا أولاً نهتم بالوضع العربي ومستقبله وحريته، وثانياً لأن سورية حلقة مهمة ومركزية لنهوض المشروع العربي المأمول أن يأخذ على عاتقه حل كل المسائل التي خانتها الأنظمة العربية وطرحتها بمزاد الدول العظمى.
أن طرح هذا الموضوع بالحقيقة ليس موضوعه التضامن مع رفاقنا المعتقلين على أهميتها، بقدر ماهو تسليط الضوء على نهج ينهجه المثقفين العرب، الذين يريدون تحرير الوطن دون أحرار، دون رفاق، وهذا بدوره يملي فهما قاصرا، حيث يعتقدون بهذه الحالة أن النظام في سوريا هو نقطة الارتكاز لهذا المشروع التحرري. وهنا هم يكذبون على أنفسهم وعلى الجماهير، وذلك لنقص كل الشروط الأساسية التي يجب ان تمتلكها هذه الحلقة. قد يجابهوك ببعض المخاوف وهذا وارد إلا أنهم يتهربون أيضا من المقدمات التي يمكن لها أن تشكل سياق هادئ ومتوازي من أجل الوصول لهذه الشروط. أي ألا يمكن أن تتعزز سوريا وتحصن من خلال مناخ التغيير الديمقراطي الذي سيكون متدرجا وسلميا يعيد تمتين الوحدة الوطنية، ويعزز الحياة الدستورية، ويشيع التعددية السياسية. ألا يمكن الغاء قانون الطوارئ، ألا يمكن أن يشرع قانون للأحزاب، قانون للاعلام. كثيرة هي الأسئلة، والتي هي حقوق أساسية من المفروض أن يتمتع بها أي شعب. من حق الشعوب أن تكون لها سلطتها على أوطانها من خلال ممثليها، من حق المواطنيين النقد والاحتجاج، والاعتراض والتظاهر. هذه القضايا لا يقف عندها المثقفون العرب الكثيرو الحج لموائد النظام، ولا أحزابهم، وكأن وضع سوريا لايعنيها. غريب أمر هؤلاء، فهم لشدة ثوريتهم لايناقشون أدبيات الحركة الوطنية السورية، حتى ولا يبدون ملاحظاتهم عليها. الغريب أنهم يهتمون بأمريكا اللاتينية وهذا مهم ولكن ايضا اهتموا بسوريا بعض الشئ .
اليوم أيها المثقفون العرب وبقصر العدل يقدم الوطنيون السوريون مرافعة اتهام ضدكم، سيقرأ هؤلاء الوطنيون مرافعتهم التي ستكون مقدمتها ان الوطن لا يبنيه سوى الأحرار، والتاريخ تسجله المواقف، لذا فالسجن والجلاد والصامتون والوالغون والمنافقون أدوات احتلال بغيض.
محمد زكريا السقال
برلين/30/7/2008






#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والحرية
- بين يدي الأصدقاء
- من أين تدخل يا غريب
- رؤية جديدة لحل المسألة الفلسطينية ، ولكن ؟
- وأخيرا وقع المتوقع
- لماذا لا تكون القمة الأخيرة لهذا النظام العربي المهزوم
- لماذا يغتال نيروز
- غزة تعيد طرح السؤال الفلسطيني
- رحلة في الأدب السوداني
- خمسون عاما على الوحدة العربية
- خمسة وأربعون عاما من الأستثناء
- اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع
- إعلان دمشق وأوهام المعارضة
- الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد
- ممكن ان نكون ديمقراطيين ووطنيين
- إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه
- نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
- حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
- حوارية مع الشعور القومي وآخرين
- أعادنا للحياة ومضى


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - محاكمات