أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي















المزيد.....

امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 140 - 2002 / 5 / 24 - 23:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


[email protected]

 

كان من المتوقع لامريكا ان تؤجل حملتها العسكرية ضد العراق الى اجل غير مسمى .فلقد فشلت في هذه المرحلة بالسير قدما بعد انتصارها السهل في افغانستان لتحقيق الطور الثاني من حملتها العسكرية تحت ما يسمى ب"مكافحة الارهاب" . لكن ما لم تستطع ان تحققه على الساحة العسكرية في العراق، حققته في اروقة مجلس الامن، عندما صوتت دول المجلس بالاجماع على مشروع قرار العقوبات الذكية . ذلك المشروع البريطاني الاصل الذي مني بالهزيمة قبل جريمة 11 ايلول . الان تستطيع امريكا ان تعوض ما خسرته في فلسطين والعالم . فهي تسطيع ان تحدد وتختار بكل فخر واعتزاز بما يأكله الانسان العراقي وما يلبسه وما يستعمله من ادوت لاشباع حاجاته المادية وكيف يحتضر ومتى يموت وبأية طريقة يدفن .هذا الانتصار لامريكا لم يكن له ان يرى النور لولا نفاق دول مجلس الامن ومن ضمنها سورية القلعة الحصينة للامة العربية طبعا، والتي علق مندوبها: انها اي سورية تريد ان تثبت، بالحفاظ على الشرعية الدولية واحترامها لها. فالمصالح والدوران في فلك السياسات الامريكية سرعان ما مسحت دموع التماسيح وفضحت التباكي على معاناة الانسان العراقي.

بينما يشهد العالم موجة استنكار وشجب عارم ضد سياسات امريكا المساندة لدولة اسرائيل العنصرية وممارساتها الارهابية ضد الفلسطينيين، تلهث المعارضة العراقية بصمت ومطأئة رأسها كي لا تطيحها زفرات الغضب العالمي،وهي تحاول الحصول على فتات المائدة الامريكية، عسى ولعل ان تتوج ككرزاي افغانستان في العراق . والحق يقال بأن امريكا نفسها خجلة من هذه المعارضة في هذه الظروف بالذات . فساعة تعلن بأنها ستدعم مؤتمر للضباط في واشنطن برعاية الجلبي وبحضور جزاري الشعب العراقي مثل نزار الخزرجي والصالحي ووفيق السامرائي واخرى تدعو الى مؤتمرا آخر وتستثني فصيل الجلبي لسمعته السيئة جراء دعمه الاعلامي والسياسي للمشاريع الامريكية في العراق او تتجاوز عليه لاقرار مؤتمر في احدى العواصم الاوربية .ولم يكن اختيار عاصمة اوربية بدلا من مدينة امريكية لعقد مؤتمر ما الا لتجنيب المعارضة العراقية الاحراج وعدم المس من شرعيتها امام الرأي العام العالمي وبالاخص العربي .وكان اقرار العقوبات الذكية مسمارا آخر في نعش سياساتها المكيافلية اللاخلاقية تجاه جماهير العراق . وفي هذه المرة نجح صدام حسين عن طريق مزايدته الكبيرة دون منافس على القضية الفلسطينية بسحب الشرعية من المعارضة العراقية وتشديد ازمتها الاخلاقية .

وهنا يجب ان نذكر بأن المعارضة العراقية بجميع فصائلها في حيرة من أمرها حول قبولها او عدم قبولها بالمشاركة في المؤتمر بسبب الاحتجاج العالمي ضد سياسات امريكا . في التحليل الاخير: الضربات التي تلقتها سياسات امريكا في العالم بسبب مجازر شارون في فلسطين وصعوبة مضيها في تحقيق انتصار سهل في العراق كما كان في افغانستان ،هيأت هذه الاوضاع الفرصة بالنسبة لقوى المعارضة  مثل "المجلس الاعلى" الذي قللت احداث 11 ايلول من فرص حصوله على دعم امريكا، بأن تعول من جديد اي امريكا حتى على معارضة وان كانت من شاكلة بن لادن وطالبان مثل المجلس الاعلى .فنجد المعارضة العراقية عين تنظر الى المساعدة التي ستقدمها امريكا لها وعين أخرى تنظر بخوف الى الاستهجان العالمي لها اذا قبلت بتلك المساعدة .

واخيرا اذا سألني احد ما لماذا تتهجم بهذه الحدة على المعارضة العراقية ؟فالجواب بسيط جدا وواضح كالشمس بأنها تآمرت ومنذ اثنا عشر عاما مع امريكا ونظام صدام الفاشي على 22 مليون انسان عراقي لدفنهم وهم احياء . فمن حاول ان يحصل على دعم من يقتل الفلسطينيين العزل ويرتكب ابشع المجازر بحقهم ،من ذبح مليون ونصف مليون انسان عراقي بالامراض ومنع الغذاء عنهم،من قرر ان يحول الانسان العراقي الى عبد في سجن النظام البعثي ويأكل ويشرب ويلبس باوامر امريكا فماذا سيكون البديل في العراق ؟ ألا يكون مجرما من خريجي دائرة  CIA!

  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي