أشتهر مقدم برنامج الأتجاه المعاكس ضمن برامج قناة الجزيرة القطرية السيد فيصل القاسم ليس بطريقة الأداء ولابأضفاء الأثارة ومعالجة القضايا الحساسة التي تهم المواطن العربي ، بل أشتهر بمحاولته أن يفرض رأيه السياسي الشخصي ضمن جميع حلقات البرنامج ، وهذا الرأي السياسي بالرغم من خصوصيته وتعبيره عن فكر وأراء السيد القاسم الا انه يلاقي القبول الرسمي والشخصي من دولة قطر وأميرها الذي يرعى أفكار وأراء السيد القاسم .
مامن شك أن القناة الفضائية تعبر عن سياسة الحكومة القطرية بشكل خفي ، وتنهج منهجاً مرسوماً ومدعوماً من الدولة القطرية التي تعتبرها أحدى أدواتها ليس الأعلامية ، وانما السياسية من خلال تبنيها برامج الهجوم والدفاع أو الصمت والتشهير أو الترميم في القضايا ذات الخصوصية الشخصية التي ابتليت بها الزعامات العربية الهشة من خلال سلطاتها القمعية والمعادية للديمقراطية وحقوق الأنسان .
وقد حاولت القناة الفضائية القطرية أن تعالج جميع المواضيع السياسية الساخنة في الساحة العربية دون أن تعالج القضية القطرية بالذات ، فثمة أسرار وأمور لايمكن للجزيرة ولالفيصل القاسم ولاللمدير الجديد السيد وضاح خنفر أن يتخطاها مهما كانت الأسباب والمبررات ، فيمكن لقناة الجزيرة أن تستضيف المعارضين من كل الأقطار العربية ماعدا المعارضين القطريين ، وتتمكن القناة القطرية من سبر أعماق السياسة لجميع الأقٌطار العربية والبحث في شؤون زعاماتها وملوكها وأمرائها دون أن تستطيع البحث في خصوصيات الأمارة القطرية ولافي شؤون السياسة الداخلية للدولة التي تحميها القوات الأمريكية من قاعدة لاتبعد عن القناة العربية القطرية المناضلة ضد الأمبريالية سوى أمتار قليلة .
كما لايمكن ان تتم مناقشة ابعاد العلاقة الخفية والمعلنة بين قطر ودولة اسرائيل الشقيقة .
ومهما يكن الأمر فأن القناة الفضائية تعتمد سياسة مرسومة ومبرمجة ومحددة الأهداف ، اذ لايمكن لمشروع أعلامي بحجم الجزيرة أن يكون دون هدف أو برنامج أو تخطيط أو تنسيق .
وأذا كان للقناة المذكورة خطوط حمراء وخضراء ومجسات للعمل وسط أنظمة عربية هشة تخشى الكلمة وتخاف الأعلام ، فان القناة المذكورة أريد لها أن تكون وفق نظرية الصوت الواحد المسموع الذي لايسمع ، اي عدم أمكانية أيجاد صوت مضاد لما تطرحة القناة المذكورة .
وفي برنامج الأتجاه المعاكس وهو برنامج يعكس الى حد ما التردي في بنية الشخصية العربية وأعتماد لغة الصراخ والشتائم والأنفعال وأطلاق الألفاظ البعيدة عن التهذيب التي يستغرب منها المشاهد أي كانت جنسيته حتى يمكن أن يعتبرها من أسس شخصية المواطن العربي في التحاور والنقاش والبرامج السياسية .
ثمة من يجد في أن السيد القاسم وهو شخص له أفكاره وأراءه التي يعادي بها الأمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية (القاعدة الأمريكية في قطر لاتبعد سوى امتار عن مقر القناة ) التي لاتدخل في مفهوم الأمبريالية وهي جزء من التعاون العربي الأمريكي المستقبلي .
وبالرغم من الصلات الوثيقة التي كانت تربط السيد القاسم بالرئيس البائد صدام حسين وبسكرتيره المدعو عبد حمود وزياراته المتكررة للعراق وأفتضاح تلك العلاقة بالصور التي تم العثور عليها والتي لم تنشرها القناة ولاصرحت بها ولاقامت ببث المقابلات التي قام بها القاسم للرئيس الطاغية البائد ، لم يجنح السيد القاسم الى موقف جيادي مع المعارضة العراقية وقد اساء اليها كثيراً بالرغم من عدم اساء ته للنظام الدكتاتوري بالعراق وأن قدم بعض التلميحات التي أنهتها حسن العلاقة وتمتين أواصرها بينه وبين السلطة البائدة .
ليس الأثارة وحدها سبباً لشهرة السيد فيصل القاسم وهو مواطن سوري لايؤمن بأهداف وشعارات الحزب والقيادة في دولته السورية ويمكن أن يتناقض ويتعارض معها ، لكنه يرتبط ويلتقي مع أهداف وشعارات الحزب العراقي البائد وهذا حق من حقوقه في أبداء الرأي وحرية العقيدة .
وليس جلب النقائض والأيقاع بأحد المتحاورين من خلال الأنتصار الى احد الأطراف ، او محاولة أن يصيد أحد المتعطشين للظهور على شاشة القناة القطرية الفضائية ليقع ضمن تمثيلية أبطالها المتحاورين والكومبارس فيها من ترتب القناة الأتصال الهاتفي وتتفق معهم على الوقت واللغة التي يتحاورون بها مع ضيوف البرنامج حين يتم حجب المكالمات عن المشاهدين ، ويخرجها السيد القاسم من خلال أكمال نكتة المسرحية التي تصلح أن تكون برنامج هزلي ساخر يمكن للقنوات الأخرى أن تستفيد من طرافته في أكمال ألأخراج للمسرحية ضمن الأستفتاء الذي يجرية السيد القاسم في جهازالكمبيوتر الخاص والذي يكمل برنامجه به في القضايا موضوعة النقاش .
وأذا كان هناك من يقول كون البرنامج المذكور يعبر عن سياسة قطر الرسمية ويعكس أرادة أميرها ورغبته ضمن الأداء السياسي القطري .
ثمة من يقول أن مايدور من نقاشات وطروحات لايمت لقطر بأية صلة والدولة الفتية الصغيرة غير مسؤولة عنه ، وكل مايرد عبارة عن أراء وأفكار يتحمل المتحاورين مسؤوليتها ، وما نتائج الأستفتاء الا تعبير رمزي عن رأي المشاهد العربي ضمن النقاش والحوار في الحلقة التي تبثها القناة القطرية كل اسبوع .
المشكلة تكمن في أن السيد القاسم وهو شخص أعلامي يفترض به أن يلتزم الحياد ويقف الى جانب الموضوعية في الحوارات لايمكن له أن يورط الدولة التي يعمل ضمن سياستها بمواقف يحاول أن يمليها على أحد المتحاورين الذين غالباً مايكون مهزوز الشخصية أو جاهل أو ضعيف أو يفتقد المنطق ليشاكس الطرف الآخر ويحاول أن يناقشة بمنطق غير مقبول لايمكن للمحاور الآخر أن يتماشى معه أو يجاريه في أسلوبه بالنظر لأتساع الهوة في الخلق والعلم والتربية والمنطق بينهما ، ويزيد النار حطباً أن يقوم السيد القاسم بأقتسام أدوار تمثيلية للتنكيل بالطرف المقابل ومقاطعته وأرباكه في النقاش ومحاولة أذلاله وعدم منحه فرصة موازية لفرصة الخصم وكذلك في محاولة قمع الصوت الحيادي أو العادل الوارد من بعض المكالمات التي تفلت من الرقابة القطرية أو تتعمد بث القليل منها ذراً للرماد في العيون .
أذن من الجهة التي تدعم فيصل القاسم ؟ ومن فيصل القاسم ليحق له محاكمة الشعوب والأحزاب والشخصيات التي يتعمد الأٍساءة اليها ؟ وكيف يحق لمقدم برنامج أن يستخف بتاريخ حزب نضالي أو وطنية شخص لايرتبط معه لابالوطن ولابالنضال ولابالتاريخ ولابالدين ولابأية رابطة أخرى سوى أن الأسم المذكور أصبح مستهدفاً من السيد القاسم ؟
أن اهل العراق يعرفون حق اليقين أن للرجل مواقف معادية للشعب العراقي ، وتدلل جميع مواقفه بما لايقبل الشك انحيازه الى الأشخاص والجهات التي تحاول جاهدة الأٍساءة الى تاريخ العراقيين وتبني وجهات النظر ، وقد اساء كثيراً للحركة الكردية في العراق ونضالها المشروع في حقوقها الشرعية وتحقيق الفيدرالية ضمن العراق بالأضافة الى أستخفافه المستمر بشهداء المقابر الجماعية والضحايا الذين قدمهم الشعب العراقي في نضاله المشرف ضد الدكتاتور العراقي البائد ، وكراهيته لاتدخل في باب حرصه على سيادة العراق ووحدة التراب العربي ، انما تمتد الى أبعد من القصور الرئاسية وأعمق من الجلسات المغلقة في ديوان الرئاسة وقصر السجود والقادسية ومقر جهاز المخابرات العراقي البائد .
فهل يحق لرجل يخفي تاريخه السياسي والشخصي أن يحاكم شعباً وأحزاباً لمجرد أنه يعمل في الأعلام القطري ؟ وأذا كان السيد القاسم يعرف حق اليقين أن ليس بأمكان أية جهة أن ترد عليه أو أن توظف أعلامها ضدة بالنظر لتحديد فعلها الأعلامي أذ ليس سراً أن العراق بعد أن سقط نظام الطاغية صدام عجز بكل ثقل الحاكم المدني و مجلس الحكم والوزراء وربما كل الأحزاب التي كانت تعارض النظام السابق وبما حصل عليه من مليارات الدولارات أن يجد منفذاً أعلامياً واحداً لأعادة الحياة أو ولادة قناة أعلامية عراقية ليس بسبب عجز مالي أو قصور في الأداء أو عدم وجود الكوادر الفنية ، انما بسبب عدم موافقة الولايات المتحدة التي تحتل العراق بالقوة وبالقرار الدولي أن تسمح للمنفذ الأعلامي المرئي أن يرى النورفي العراق وأن يأخذ دوره الأعلامي في هذا المجال ، ولهذا فأن القناة القطرية التي يرسل منها السيد القاسم برنامجة الأتجاه المعاكس ليس لها مقابل ولن يكون لها مقابل وهو يعرف هذه الحقيقة جداً .
ويفترض من باب العدالة أن يكون لكل وجهة نظر مايعادلها أو مايقابلها ، وفي الحوار والنقاش والمساجلات السياسية أن تمنح لكل متحاور فرصة تماثل فرصة الآخر ، أو أن تتمكن الدولة موضوعة القضية من أبداء وجهة نظرها للمشاهين ، الا أن جميع هذه الأمور لايمكن أن تحصل في قناة الجزيرة التي يتعمد السيد القاسم ان يحول برنامجه الشيق الى مصيدة للمغفلين وحفرة وضع فوقها شباكه يوقع بها أحد الأطراف ليسخر منه ويتشفى بما يترتب له مسبقاً من أهانات وشتائم وعبارات لاتليق الا بهذا البرنامج الذي لايماثلة أي برنامج من أي فضائية أجنبية أو عربية أخرى .
ويوماً بعد يوم يأخذ البرنامج أبعاداً شبة ثابتة من كون السياسة القطرية اصبحت تنهج نهجاً لايليق بالتعامل الدولي ولابالأسلوب المتبع في علاقات الدول حين تعمد على تسليط البرنامج والسيد القاسم ضمن رغبتها ومطلبها ، وبالرغم من كون المغفلين الذين يقعون في هذه المصيدة الكبيرة يستحقون التعويض القانوني لتضررهم من الأهانات والشتائم التي يصنعها البرنامج ومعده في مثل هذه المسرحيات العربية ، الا أن مسلسل الوقوع في مطب الكاميرا الخفية لقناة الجزيرة في برنامج ( الأتجاه المعاكس ) مستمر في الأداء بأتقان ووفق مخطط يمكن أن يتغير قريباً بسيناريو جديد وبأخراج جديد .
وقد تعمد القاسم الأساءة الى الشعب العراقي من خلال الأساءة الى الشهيد محمد باقر الحكيم والى المساهمة في شتم رموز عراقية لايمكن للأساءة أن تصل لمستوى اقدامهم أمثال المناضل أبراهيم الجعفري والمناضل حميد مجيد موسى والمناضل مفيد الجزائري الذي لن تستطيع القناة ومن يقف ورائها أن تنال من قاماتهم العراقية مهما كانت الأسباب الخفية في برنامج الكاميرا الخفية .
ولكن البرنامج يبقى يدور ضمن مسلسل أنتقاء الضحايا وفق اسلوب جديد بعيد عن لغة الحوار المتمدن والمتعارف عليه لدى الدول التي تحترم الأنسان ، والبرنامج واضح الأهداف والمعالم في عداءه للأمبريالية الأمريكية !! التي عجزت بالرغم من أحتلالها العراق وغزوها القمر ووصول مجساتها الى المريخ أن تسمح بفضائية عراقية تعتمد لغة الحوار المحترمة التي تعاكس منطق برنامج الأتجاه المعاكس .
وحتى ننتظر اسماء اخرى ستقع في مطب برنامج منظر السياسة القطرية وعراب العلاقات السياسية بين حاكم قطر المعادي الأول للأمبريالية الأمريكية والصهيونية !! وبين القيادات الأخرى البائدة والتي ستباد ولله في خلقه شؤون .