أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - لا تزايدوا على المطران شقور














المزيد.....

لا تزايدوا على المطران شقور


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


نحن نفتخر بالمطران شقور ونجله على الدور التربوي العظيم الذي قام ، ويواصل القيام به في مجتمعنا العربي في اسرائيل .وأعتقد ان تصريحاته ربما زلة لسان لم يعنها حرفيا أنما اراد حض ابناء الطوائف المسيحية على المزيد من العطاء الوطني في هذا الزمن الأغبر والسيء ، حيث تكثر هجرة ابناء الطوائف المسيحية من الشرق العربي ، بسبب المعاناة والاضطهاد الذي يتعرضون له من قوى متطرفة تدعي التدين كذبا وبينها وبين الأصالة الدينية ، هوة لا يمكن ردمها.
ان واقع المسيحيين اليوم في الشرق سيء جدا . اقرأوا مقال وزير الاعلام الأردني السابق ، صالح القلاب ، حول واقع المسيحيين المهين في الشرق ، ونقده اللاذع للتعامل معهم .اقراوا مقال الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت التي تنتقد بقسوة تعامل السلطات المصرية مع أقباط مصر . اقرأوا مقال الصحفية الفلسطينية ناديا عيلبوني حول ما جرى من جرائم بحق المسيحيين في غزة . اقرأوا مقالا ممتازا للأمير طلال بن الوليد نشره قبل أكثر من 6 سنوات ، يحذر فيه من هجرة المسيحيين بسبب الآضطهاد والتعامل الظلامي معهم ، ويقول ان العالم العربي يفقد بذلك الطبقة صاحبة المصلحة في التطوير الاقتصادي والاجتماعي والقادرة على مد جسور نحو الحضارة العربية التي ما زال الشرق يشحدها . وكذلك هناك مقال بنفس الروح للصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.
الحقيقة التاريخية ان ابناء الطوائف المسيحية في الشرق ، لعبوا دورا أساسيا في كل الرقي الحضاري للدولة العربية الاسلامية ، منذ زمن العباسيين ، خاصة في فترة هارون الرشيد وابنيه الأمين والمأمون ، والى يومنا الراهن . عشرات العقول المسيحية ، والاسلامية أيضا تغادر الوطن قهرا .. ويمكن القول ان التنوير يغادر عالمنا العربي ، من هنا أفهم صرخة المطران الياس شقور. ان من يقرا المقابلة كاملة يفهم الموقف السليم للمطران شقور. ومن يريد ان يزاود ،أو يتحين الفرصة لأمر في نفس يعقوب ، عليه ان يعرف أولا ما أنجزه هذا الانسان لمجتمعه العربي بكل طوائفه ، من فتح مكتبات عامة ، عرفت ان احداها في نحف وافتتاح مدرسة ثانوية في دبورية .. وسجله أكبر من ان يسجل بهذه العجالة الصحفية.
لست الآن في باب استعراض الدور التاريخي للمسيحيين العرب ، ولكني لا بد من أن أشير الى حقيقة لا يمكن تجاهلها ان المسيحيين العرب كانوا وراء نشوء الحركات القومية العريية ونشر الصحافة والمسرح والرواية والطباعة والوعي القومي ( أول مطبعة أقيمت في بيروت من الارساليات المسيحية)، ويكفي الحديث عن دور الآباء اليسوعيين في لبنان الذين انقذوا اللغة العربية من التتريك . ويكفي أيضا الاشارة الى دور ادباء المهجر ، وكلهم مسيحيون ، الذين أعطوا للثقافة العريية والحضارة العربية أدبا راقيا ما زال يسحرنا حتى اليوم ، وشكل انطلاقة لغوية عربية رفعت اللغة العربية الى مصاف اللغات الحية . وفتحوا امام الثقافة العربية آفاقا واسعة حدودها السماء.
هل من ينكر دور المسيحيين العرب في تطوير الصحافة في مصر ، وتطوير المسرح والسينما وسائر الفنون؟ ان الحديث الذي أدلى به المطران شقور ( بالأساس العنوان الذي إختارته الصحيفة لأمر لا يخدم الهدف من الحديث مع شخصية دينية وناشطة اجتماعيا وتعليميا ) يجب ان يفهم بنسبيته ، وليس بمضمونه المطلق. لأن الأب شقور هو متابع للنهج الحضاري المسيحي الوطني ، الذي يفتح الآفاق للتعليم أمام الاف الطلاب العرب من جميع الطوائف.ويقوم بدور نضالي لا يمكن الاستهانة به ، من أجل تعزيز مكانة المسيحيين في الشرق ، وتعزيز مكانة ابناء العروبة بكل دياناتهم ، أمام ما يواجهونه من مؤمرات على أوطانهم ومستقبلهم.
بالطبع نحن ضد الطائفية البغيضة ، نحن ضد الكراهية بين ابناء الوطن الواحد.
استعرضوا الأحزاب القومية العربية ، تجدوا ان المسيحيين العرب كانوا ضمن القوى الطلائعية في التأسيس والتنظير والنشاط الفكري والسياسي وارساء الأخوة الوطنية .
لا أحب حديث الطوائف ، ولكن طرح الموضوع خرج عن اطاره . ونحن ، بقدر انتمائنا الى دين ما ، ننتمي الى قومية والى ثقافة والى تاريخ هو فخر لكل ابناء العروبة ، وأرجو عدم المزايدة على المطران الياس شقور.

* المطران شقور هو مطران طائفة الروم الكاثوليك في اسرائيل ، واشتهر ببنائه صرحا تعليميا شاملا في قرية اعبلين وغيرها من النشاطات التثقيفية والتعليمية في مختلف البلدات العربية والتي تشمل ابناء جميع الطوائف بلا تمييز.الى جانب مواقفه الوطنية واستقامته التي أضحت نموذجا يعتز به كل انسان غيور على مستقبل مجتمعه وشعبه. وهو ابن قرية كفربرعم المهجرة .




#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يجيء عصر التنوير
- مهرجان للحضارة .. مهرجان للمستقبل !!
- بروفيسور كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ
- العجوز والفوطة !!
- اورفيوس- تبني جمهورية للموسيقى في الناصرة
- المفاوضات السورية الاسرائيلية – حقيبة واحدة اسمها الشرق الأو ...
- من ينقذ الناصرة ؟!
- من واقع الجماهير العربية في اسرائيل
- بأي لغة عربية نكتب؟!
- كفى اغتصابا لأوطاننا!!
- الاعلام كمصدر للتاريخ
- هل تشكل الخدمة المدنية خطرا على الهوية القومية ؟
- المتشاطر ...
- مجتمعنا ، بتراجعه مدنيا ، يتراجع ثقافيا أيضا
- زوبعة جديدة بالطريق
- انتصار .. ولو على خازوق !!
- هذا النصر شر من هزيمة...
- نادر ابو تامر يرصد عالم الصغار ويملأه اثراء
- قطار منطلق بلا هدف ويطلق الصفير الحاد ..
- في اسباب الركود والخلل الثقافي


المزيد.....




- رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
- ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث- ...
- مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه ...
- الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا ...
- من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟ ...
- عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج ...
- بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
- وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
- فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
- مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - لا تزايدوا على المطران شقور