|
لقد أحرقت حماس كل السفن ...!!!
ذو الفقار سويرجو
الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:23
المحور:
القضية الفلسطينية
رغم التعاطف الكبير الذي حظيت به حركة حماس بعد التفجيرات المشبوهة التي وقعت على شاطئ بحر غزة... وادت الى سقوط عدد كبير من الضحايا ، الا ان هذا التعاطف سرعان ما انقلب عليهم ...بسبب السياسة الهوجاء التي مارستها وزارة الداخلية المقالة في التعامل مع القضية..و التي اوضحت ان هذا التفجير كان القشة التي قسمت ظهر البعير ، وان هناك العشرات من محاولات العبث بامن القطاع والتي لم تقم وزارة الداخلية بالاعلان عنها حفاظا على الروح المعنوية لسكان غزة والتي وصلت الى ادنى مستوياتها.... بعد فشل محاولات الرئيس لاعادة اللحمة للشارع الفلسطيني ، والسبب الاخر هو عدم المساس بالانجاز الوحيد الذي حققته حركة حماس في قطاع غزة... وهو تحقيق الامن والامان بالمعنى البسيط للكلمة ..وليس بمعناها الواسع والذي يشمل الامن الاجتماعي والامن الاقتصادي واللذان لم يعودا موجودان في غزة على الاطلاق.. بسبب حالة الانقسام والحصار المفروض على القطاع... اذا ان كل ما يجري الان هي اجراءات مبيتة.. ومخطط لها مسبقا بهدف الانقلاب على المجتمع المدني ومؤسساته الاهلية بطريقة غير شرعية.. لا..من الناحية القانونية بمصادرة محتويات الجمعيات والمؤسسات ... ولا من ناحية الادوات التي استعملت في تنفيذ هذه الاجراءات كدخول الملثمون الى البيوت وشن الاعتقالات بدون اوامر من النيابة وغياب الشرطة الزرقاء عن هذه الاجراءات وتحويل ادوات المقاومة.. والمقاومين الى شرطة قمع تمارس العقاب الجماعي ضد الافراد والمؤسسات وبهذا تكون حماس قد احرقت كل السفن.. وكل الخيارات المطروحة بالعودة عن الحسم العسكري الاول بانتهاج الحسم المدني الثاني والذي يعني... ان الحياة الديمقراطية والحريات الخاصة والعامة اصبحت في مهب الريح ولم يعد احد في مأمن من أي اجراء تعسفي بسبب موقفه السياسي او بسبب احتجاجه على سوء الاوضاع الذي وصلت اليها الامور في قطاع غزة ... وهذه هي السفينة الاولى التي تم احراقها... وهذا لا نقوله هنا جزافا او بهدف توجيه النقد لحركة حماس والتي كانت ضحية لعمليات البطش في الماضي القريب ... وضحية لسياسة الفوضى الخلاقة التي انتهجتها الولايات المتحدة في المنطقة.. ويدفع ثمنها الجميع في الشارع الفلسطيني بكل اطيافه ... والذي اوصل المشروع الوطني الى وضع خطير جدا يهدد كل انجازاتنا مدة خمسون عاما.. خاصة بعد تصريحات ردات الفعل التي تحدثت عن ان حماس اصبحت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ،وكأن الشرعية مجرد كلمة ممكن ان يقولها قائل في احتفال هنا او هناك دون النظر في مصادر الشرعية والتي تمنح من الشعب ومن قواه المقاومة ومن المحيط العربي والدولي... بناء على ان أي شرعية يجب ان تكون ضمن النظام العالمي المعمول به الان رغم كل الاخلالات الموجودة وكل الاجحاف الذي نعاني منه ... وهذه هي السفينة الثانية التي تم احراقها ... اما التهديد باقامة دولة الاسلام على كل بقاع الارض ابتداء من امارة غزة الاسلامية والتي سوف تسحق كل من يقف في وجهها فهذه هي الشرارة التي احرقت كل ما تبقى من سفن وما عاد هناك خيارات امام الحركة سوى المواجهة مع جحافل الاعداء... لان البحر اصبح من خلفهم والعدو من فوقهم ومن تحتهم ومن جنبهم ... فهذا تهديد واضح لامن مصر وتهديد واضح لامن الاردن واعلان صريح بان قاعدة الارتكاز في أي معركة قادمة قد يفكر بها الاسلام السياسي ستكون امارة غزة الميكروسكوبية ... وهذا يثير الغرابة والضحك احيانا رغم خطورة هذا الطرح على مستقبل قضيتنا برمتها ، ومستقبل الصراعات في المنطقة العربية والذي يبشر باعادة تشكيل المنطقة العربية حسب المخطط الامريكي بتقسيم المقسم وتحول المنطقة الى دويلات اندلسية هزيلة وضعيفة ويمكن الاستفراد بها واحدة تلو الاخرى وبدلا من ان يكون لنا اثنان وعشرون دولة سيصبح لدينا مئاتين وعشرين دويلة منها سنية... ومنها شيعية ومنها وهابية وبهائية ، شافعية و مالكية ...حنفية جعفرية واسماعيلية ... قرمطية وشيطانية ...اثنا عشرية وعشرية..
ولكم ان تتخيلوا ما تشاؤوا من الدويلات ...وهذا ما اكده الشيخ الزنداني في اليمن قبل ايام.. حين تمنى ان لا تحكم احزاب الاسلام السياسي في العالم العربي... لان ذلك يعنى المزيد من التشرذم والمزيد من الضياع ...
وهنا نقولها صراحة يجب على الاخوة في حركة حماس تعلم السباحة لان القادم يعنى انكم مضطرون اما لشراء سفن جديدة ومن خلال معبر كارني وهذا مستحيل واما العودة سباحة الى شاطئ الامان .وندخل في سنوات تيه جديدة..رغم امانينا بان العقلاء مازالو يمتلكون خيار اطفاء الحرائق قبل ان تلتهم النيران سفن العودة..!!
#ذو_الفقار_سويرجو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|