أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - متى يصبح القانون هو ملجأ كل المواطنين وحامي حقوقهم؟














المزيد.....

متى يصبح القانون هو ملجأ كل المواطنين وحامي حقوقهم؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هل نحن في دولة القانون بما تعنيه من إفراد السيادة للقانون وحده وسريان مقتضياته على كل المواطنين وكل المؤسسات باختلاف درجاتها ومجالات تدخلها بحيث تختفي كل المسلكيات التي تستند إلى قاعدة "اللي ما عندو سيدو عندو للاه" التي لا تكتفي بتعطيل القانون ، بل تجرؤ على تحريف بنوده بما يتعارض مع الأهداف التي وضعت من أجلها ، وفي مقدمتها صيانة حقوق الغير وضمان كرامتهم ؟ ومبعث هذا السؤال هو تواتر الأخبار والوقائع التي يتجسد فيها الخرق السافر للقوانين والاعتداء الصارخ على حقوق الأبرياء وكرامتهم . ولا أقصد هنا الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها كل مسئول ، عن غير قصد ، حين مزاولة مهامه ، على اعتبار أن الخطأ من صميم الممارسة البشرية ؛ بل المقصود هنا الأخطاء المتعمدة والتي تخرج عن إطار الأخطاء لتصبح جرائم صريحة تستهدف الإضرار بحقوق الآخرين عن قصد وتخطيط ودراية . ومناسبة هذا السؤال وقائع يجمع بين أصحابها الظلم ويفرق بينهم "الأسياد" . ومنها على سبيل الذكر لا الحصر :
1 ـ تعمد سائق "الجاكوار" دهس لمرات عديدة أحد حراس العلبة الليلية بفندق «أونفيتريت بالاص» ـ كما جاء في جريدة المساء ـ ثم لاذ بالفرار . فمات الضحية ، غير أن عناصر الدرك الملكي ، بفعل تدخل جهة ما ، زوروا الحقائق "وكتبوا في المحضر أن الحارسين غادرا مكان عملهما وذهبا لاقتناء السجائر، وعندما كانا يعبران الطريق صدمتهما سيارة لم يتمكن أحد من رؤيتها". وكادت القضية تطوى لولا أن أحد الحارسين /الضحيتين استنجد بأخيه الذي هو برتبة عقيد في الدرك الملكي وتدخل لدى جهات أعلى ، فأخذت الأمور مجراها الطبيعي/القانوني "ليتم إلقاء القبض على صاحب الجاكوار، وأعفي اليوتنان كولونيل التريكي من مهامه على رأس سرية الدرك بالصخيرات".
2 ـ تعمد رجال الدرك بسرية سيدي سليمان تزوير محضر الشكاية التي تقدم بها أحد المواطنين ـ إدريس الكحل ـ ضد جماعة دينية اخترقها التكفيريون /الجهاديون الذين باتوا يستقطبون الأتباع ويعقدون التجمعات بالمنازل دون ترخيص قانوني . وانسجاما مع الخطاب الملكي الذي يستحث المواطنين على مؤازرة الدولة في مواجهة التطرف والإرهاب ، تقدم هذا المواطن بشكايته لدى رجال الدرك الذين بدل تسجيل الشكاية وإجراء تحقيق في الموضوع ، عمدوا إلى تلفيق تهمة السكر العلني والسياقة في حالة سكر للمشتكي . ولأن المسكين إدريس " ما عندو لا سيدو ولا للاه" ، رفع أمره ، في رسالة مفتوحة ، لوزير العدل الذي لم يكلف نفسه إجراء بحث في الموضوع ؛ فأدانت المحكمة المسكين إدريس لقيامه بواجبه الوطني واستشعاره لمخاطر التطرف والإرهاب ، أدانته بشهرين سجنا نافذا . ولا شك أن إغفال وزير العدل لمثل هذه الرسائل التي يوجهها المواطنون البسطاء ولطبيعة المشاكل التي يعانون منها أو المظالم التي هم ضحية لها ، لا شك فيه تشجيع ، إن لم يكن صريحا فضمني ، على الشطط في استعمال السلطة وتزوير المحاضر وقهر البسطاء . وما وقع للمسكين إدريس تجرع غيره من الأبرياء ما هو أمرّ منه وأفظع . ولم تكن حالة التقنيين بالخطوط الملكية المغربية، حميد الشافعي وشكيب سفياني ، اللذين تعرضا للتعذيب وتزوير المحاضر على أيدي عناصر أمنية تفتقر لأي حس وطني ، لم تكن حالتهما سوى واحدة من آلاف القضايا التي لا يملك أصحابها نفوذا ولا امتيازا ولا "أسيادا" .
أكيد أن هذه الممارسات المسيئة للمؤسسات أولا وللدولة ثانيا ستظل قائمة ومستشرية طالما وُجد مجال لحمايتها والتغاضي عنها . إذ المطلوب أساسا في الجهات المسئولة عن تطبيق القانون وفرض احترامه ، ليس العلم بوجود هذه الممارسات والأطراف المتورطة فيها ، وإنما التدخل المباشر والفعلي لتطبيق العقوبات القانونية على كل المتورطين أيا كان مركزهم . حينئذ لن يوجد ما يبرر التشكيك في دولة القانون ، أو ما يشجع على اتخاذ "سيدي" "وللا" وطلبهما عند كل فرصة للاستقواء على مظلوم أو للاحتماء من ظالم . فالجهات الحكومية هي المسئول المباشر عن استمرار خرق القانون والشطط في استعمال السلطة . فهي وإن كانت تتوصل بالشكاوى والتظلمات ممن وقع في حقهم الظلم والشطط ، فإنها لا تعمم مسطرة التقصي ، وإن فعلت فلا يستتبعها تفعيل العقوبات . وخطورة هذه الوضعية أنها توفر كل شروط الحماية من أية متابعة قانونية أو قضائية أو إدارية ، مما يساهم في خلق محميات تتعدد دوائرها وتتقاطع ، فنصبح أمام واقع تنحصر فيه سلطات الدولة وتتراجع هيبة القانون أمام سلطة الأشخاص وهيبة "الأسياد" . إن هكذا وضعية تتقزم فيها سلطات الدولة وتنتهك فيها سيادة القانون باسم أي " سيدو أو للاه" ، لا يمكن أبدا أن تتأسس عليها دولة القانون وتنتظم مؤسساتها التي لا مجال فيها للشخصنة أو تسييد الأفراد . فوضعية من هذا القبيل تجعل هيكل دولة في حالة شلل نصفي بفعل تخشب بعض مفاصل الدولة وشلل أخرى أو عجزها عن التصدي لجيوب الفساد واجتثاث عناصره المعطلة لعمل المؤسسات وإجرائية القوانين . إن ثقافة استغلال الوسائط والاستقواء "بالأسياد" بغرض الإفلات من العقاب أو اغتصاب الحقوق وخرق القوانين ، لا تنتهي فواجعها عند ظلم الآحاد من المواطنين ، بل تمتد لتشمل مستقبل الوطن الذي يغدو رهينة تعبث به أيادي الفساد . فكما أن واقعنا الاجتماعي أفرز وسائط /أضرحة متعددة الاختصاصات تهب النسل أو تجلب الرزق أو تشفي الأمراض أو تطرد النحس والشر الخ ، فكذلك هي حال الوسائط التي أفرزها واقعنا السياسي والتي منها ما يهب الامتيازات والخيرات ومنها ما يكفل الترقي في المناصب ، ومنها ما يحمي من الحساب والعقاب مهما عظم الجرم . وبسبب ذلك لا يخلو قطاع اجتماعي أو إداري أو مهني من اشتغال الوسائط و "الأسياد" بفاعلية لا تتوفر لأية سلطة قانونية مهما كان حزمها . وإذا كان من درس تتوجب الاستفادة منه والتأسي به ، فإن حرص الملك على عدم توفير أية حماية لمدير أمن القصور "إيزو" في مواجهة التهم المنسوبة إليه ، نموذج يحتذى به في إعطاء السيادة للقانون وحده . فهل من مذكر ؟





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (1).
- الوطن شعور بالأمان والكرامة أولا .
- الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .
- لنقطع مع ثقافة التيئيس والتبخيس .
- لما تصبح التهدئة انتصارا .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(5)
- جماعة العدل والإحسان وإشكالية الترخيص القانوني .
- هيبة الدولة من كرامة المواطن .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(4)
- الإرهاب وتنوع الخطط والمخططات .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (2) .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (1)
- أية إستراتيجية لمواجهة الإرهاب ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(3)
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(2)
- بلال التليدي : كبر مقتا أن تقول ما لا تفعل !!
- ماذا لو شملت عقوبة الإعفاء من المهام كل المقصرين ؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - متى يصبح القانون هو ملجأ كل المواطنين وحامي حقوقهم؟