أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - لا يكفي استنكار جريمة بحر غزة














المزيد.....

لا يكفي استنكار جريمة بحر غزة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


توالت الاستنكارات للجريمة البشعة التي ارتكبت على شاطئ بحر غزة وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، وقد تراوحت ردات الفعل ما بين المطالبة بإعدام منفذ الجريمة والاستنكار والخروج بمسيرات ضخمة نظمتها حركة حماس وحكومة غزة المقالة، وكانت حركة حماس قد وجهت أصابع الاتهام لحركة فتح وشنت حملة منظمة طالت عناصر الحركة ومؤسساتها في قطاع غزة مما ادخل الشعب الفلسطيني في دائرة جديدة من التوتر والتحريض الإعلامي والشعبي الغير مبرر الذي تقوده شخصيات مركزية من حركة حماس.

كان ضحية هذا الاحتقان الذي خيم على أجواء قطاع عزة والضفة الغربية والاعتقالات العفوية التي للعناصر فتح في غزة من قبل حكومة حماس وحكومة رام الله في الضفة، اعتقالات تعبر عن حالة من التخبط والارتجال وفقدان البوصلة ودفع الشارع الفلسطيني للمجهول، فمن غير المعقول ورغم ضخامة الجريمة أن تقوم حركة حماس بتخوين حركة فتح حتى لو كان منفذ الجريمة ينتمي لها، ولا اعتقد أن حركة حماس استطاعت خلال ساعات أن تغلق دائرة التحقيق وتصل إلى استنتاجات مفادها أن حركة فتح لها توجه مركزي بتنفيذ تفجيرات تستهدف حكومة حماس التي تسيطر على القطاع وتتحمل مسئولية استتباب الأمن وسيادة القانون بملاحقة المجرمين وعدم الانجرار للأداء العفوي في التعاطي مع الجريمة لان ذلك سيضاعف الضحايا وسيراكم للمزيد من الاحتقان الذي يشكل حاضنة للفوضى والقتل على الهوية السياسية.

ما حدث في غزة جريمة تقع في دائرة المتابعة القانونية، وللقضاء الفلسطيني وليس ألفصائلي الحق والواجب أن يأخذ دورة في التحقيق وإعلان النتائج للجمهور الفلسطيني بشفافية وتقديم الفاعلين مها بلغ عددهم وعلى شانهم لمحاكمة شفافة بعيدة عن حركة حماس وحكومتها التي اتخذت موقفا مسبقا بملاحقة حركة فتح في القطاع واجتثاث وجودها المؤسساتي والتنظيمي وكان هذه السياسة ستشكل مخرجا للمأزق الفلسطيني الداخلي وستنقذ حركة حماس من القادم.

بالمقابل لا زالت حكومة رام الله والأجهزة الأمنية الفلسطينية تكرر نفس الأخطاء المميتة والمستندة لردود الأفعال باعتقال العشرات من كوادر حماس وأنصارها في الضفة الغربية والزج بهم في زنازين السلطة في الوقت الذي تتعرض فيه الضفة الغربية لأشرس حملات الاعتقال والاغتيال ومصادرة الأراضي من قبل دولة الاحتلال التي يطيب لها هذا الصراع الذي تتسع رقعته وكأنة يعطيها الضوء الأخضر لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب والأرض الفلسطينية.

الطبيعي أن يستنكر الشعب الفلسطيني وقواه وفعالياته جريمة شاطئ غزة، ولكن لا يفترض بهذه الفصائل والفعاليات أن تستكين لهذا الفعل الضعيف وعدم رفع الصوت عاليا في وجه عمليات التطهير السياسي التي تعبر عن شوفينية تنخر النسيج الفلسطيني فالمتابع لبرامج فضائية الأقصى يستطيع أن يقرأ الخطاب الإعلامي التعصبي لقيادات حماس الذي يعبئ لمرحلة الأرض المحروقة والانفصال لغير رجعة بين قطاع غزة والضفة الغربية ، وقد يعلق البعض على ما يصدر عن بعض الشخصيات التي لها مصلحة في استمرار الصراع لان الحوار سيسحب البساط من تحت أقدامها ويفقدها امتيازاتها وخاصة أولئك الذين يضعون الحطب على النار كالذي تمنى وعبر شاشة تلفزيون فلسطين لو أن انفجار شاطئ غزة استهدف الدكتور محمود الزهار والجعبري ليكشف بهذا الكلام عن ضحالة سياسية ووطنية.

منطق الأشياء يقول أن لا مفر من الحوار لأنة الخرج الوحيد للخروج من الحالة الفلسطينية التي راكمت الفشل تلو الفشل، والشعب الفلسطيني الذي استنكر جريمة غزة تواق لهذا الحوار الذي دعا إلية الرئيس محمود عباس وجدد الدعوة هذا اليوم من مصر، غير أن الأجواء والبرامج تشير لعكس ذلك وخاصة الردود الرافضة من حركة حماس للحوار لاعتقادها أن جريمة غزة جاءت كفعل منظم تقف على رأسه حركه فتح التي استنكرت الجريمة، لكن كما ذكرت سابقا فان الاستنكار لا يكفي ويجب العمل على ارض الواقع بالتمهيد لحوار ناضج بوقف الحملات الإعلامية والاعتقالات السياسية مع اقتناعي أن أوراق اللعبة الفلسطينية لم تعد ملك الفلسطينيين وان الأطراف الخارجية لا تريد لنا الخروج من دوامة العنف السياسي والميداني التي نغرق فيها.

خلاصة الأمر : تلعب التعقيدات الداخلية دورا مركزيا وعقبة كبيرة أمام حوار فلسطيني داخلي يفضي لنتائج ايجابية، مما يهدد بصعود القوى الفاشية في المجتمع الفلسطيني الذي يفقد حقوقه ويسير مجبرا للانقسام والدخول في مرحلة جديدة من الاقتتال الذي يأخذ طابع التصفية السياسية وتكوين سلطة اللون الواحد مما يهدد التنوع السياسي وخاصة في قطاع غزة الذي بات على قناعة باستبعاد الأخر الفلسطيني الذي تحول من وجه نظر حماس إلى عميل للاحتلال في حالة من التعميم العير مسبوقة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد حسن : لن يبقى في الوادي إلا حجارته الكبيرة
- أولادنا يتعاطون المخدرات.. من المسئول؟؟؟
- غسان كنفاني رفيق الفقراء
- عطش وجوع وموت على نار هادئة
- احذروا فئران السفينة وامبرطورية الفساد
- الاعتداء على مؤسسة إبداع...كيف ولماذا!
- حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى
- المحترم رفيق النتشة: القانون يحمي الفاسدين
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت
- البعد الأخلاقي لاستخدام الضحية كقطع غيار للقاتل
- متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - لا يكفي استنكار جريمة بحر غزة