أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - حين يكتب الجلادون الكتب














المزيد.....

حين يكتب الجلادون الكتب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 09:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يقول فرنسيس بيكون
"لا تقرأ كي تناقض أو تفند , ولا كي تؤمن وتسلم جزافا, ولا لكي تجد موضوعا للمناقشة بل : لكي تبصر وتتأمل "
ويقول :بولان:
"يبدو أن الكتب التي لم يكتبها الجلادون قليلة جدا ,طوبى لمنظف المداخن ولمنظفة الثياب وللكناس ...إنهم ينجون دجائما من براثن المؤلفين "

نعم هم ينجون والجلادون هم الذين كتبوا آلاف الكتب وليسوا الكتاب الذين يضعون أسماأهم على وجه الكتب .
بل هم الجلادون الذين يزورون التاريخ فيجعلون العصا تتحرك كأنها أفعى والصحراء بحر من المياه والمياه صحراء ويقلبون الليل نهارا والنهار ليلا ويتزوجون من نساء موضفات لدى السلاطين والخلفاء والملوك .

الجلادون كتبوا سيرا ذاتية كثيرة والجلادون أذاقوا الكتاب طعم سياطهم لذلك ما زلنا نحن نعاني من رائحة سيياطهم وهي تمتد لنا من بين الصفحات المكتوبة في الكتب والقواميس والمجلات .
نحن نعاني من الصحافة التي يصدرها الجلادون ومن نشرات الأخبار التي يعدها الجلادون ومن التقارير التي يكتبها المؤلفون في الشوارع وأمام شاشات التلفزيون والمحطات الفضائية .
نحن نعاني من القصص المزورة أكثر من تزوير ألف ليلة وليلة ونعاني من الكذب ومن الإستهتار بالحقيقة .
لن يصدق التاريخ القادم تاريخنا المزور فليس من المعقول أن يموت أصحاب الأقلام الحرة لأن الله فقط لا يريد أن يرزقهم ؟؟؟!!!

الوطنيون أفسدوا التاريخ وزوروه بحبهم وولائهم وإنتمائهم الكبير للملوك والخلفاء ولم ينتبه أحد إلى هذه الظاهرة إلا القليل والنادر فقد أساء الوطنيون إلى بلدانهم وللتاريخ وللمستقبل حين كانوا يصفقون للخلفاء وللملوك في البلدان العربية والأوروبية فإنهم بولائهم هذا إرتكبوا جرائم تاريخية لا تغتفر لهم أبدا .

وعلى قدر قوة وحجم الكذب كانوا يحصلون على الجوائز ويحصدون الأكياس النقدية .
أما المعارضون الصادقون فإنهم جزاء صدقهم كانوا يكذبون وتقطع بهم السبل ويسجنون والذين يبستطيعون الفرار نادرا ما كانوا ينجون من عيون الوطنين الذين يصورون للخلفاء والملوك الكذب على أنه حقيقة والليل على أنه نهار والثورة والعصيان على أنها إبتهاج بقدوم الملك علما أنها كانت عبارة عن مسبات وشتائم بحق الخلفاء والملوك من أوروبا والعرب فالذين رووا بعض الأحداث التاريخية قالوا أن غالبية الناس المحتشدين لتأيد الملوك كانوا يهتفون بالمسبات والشتائم وكان المخلصون الوطنيون يقولون للملوك أن هذا الشعب يرحب بك !!!!!!!!!!

ويقول: تراب جوزيف 1679-1747:
"إن الملك لاحظ بعينين حكيمتين حالة جامعتيه كلتيهما ..فأرسل إلى إكسفورد جماعة من الفرسان لأن العلم الهائل في إكسفورد كان بحاجة إلى التدريب على الولاء .
وأرسل إلى جامعة كامبردج كتبا ومثقفين وعلماء ..لأنه لاحظ أن تلك الهيئة الكبيرة من الموالين له تفتقر للثقافة والعلم "

فولاء العسكريين والقادة بلا علم قد يضر جدا بمركز الملك السياسي ويؤثر على موقعه الإستراتيجي .
وكذلك الهيئة الكبيرة من العلماء بحاجة للتدريب على الولاء لكي يخلق الملك نظام موازي لحفظ موازين القوى في مملكته المترامية والمتباعدة الأطراف .
ويقول جون مورلي:" هنالك كتب لا يمكن مراجعتها بصورة وافية قبل مضي عشرين أو ثلاثين سنة على صدورها "

إن هذا الكلام يدل على أن بعضا من الكتب لا يمكن مراجعتها لأنها مزورة والبحث فيها في وقتها بالذات محرج جدا وبلا فائدة والأفضل البحث بها بعد موت كاتبيها والمكتوبين بها .
فمثلا لا يمكن لنا أن نقرأ كتابا لكاتب يتحدث به عن خليفة أو ملك أو رئيس جمهورية وبنفس الوقت لا نجد به كذبا وتزويرا فتاريخ الخلفاء كتبه كتاب ومؤلفون وهم مازالوا على قيد الحياة .
أي أن الكتب كتبت كما أرادها المكتوب عنهم .
والأمثلة كثيرة لذلك التاريخ كله وليس نصفه مزور .

وكما يقول أيضا :ج, سويفت:
"أحيانا أقرأ كتابا بسرور وألعن المؤلف "

وهذا يعني أنه كان يستمتع بالكذب وبنفس الوقت يلعن الكاذب وهو الكاتب .

ومن الممكن لنا أن نقول عن الجلادين ماقالته إحدى المؤلفات عن رجل الثورة روبسبير في فرنسا : من أنه من الممكن إدانته بالخبل أوعدم الإنسسانية وليس بعدم الإخلاص .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد على أصوله 1
- درس في الإلحاد
- كثرة القراءة 2
- العادات ...الطبائع...الكتب وتغير العقائد
- يا عيني يا ليلي يا عين
- يحق للمسلم أكل الحرام
- أسامه إبن الإيه؟
- أسرارالديانات السماوية 1
- مقاومة الثقافة والمجتمع المدني
- علماني في مكة والمدينة : وقفة تأمل بشعاب أبي طالب
- علماني في مكة والمدينة8
- علماني في مكة والمدينة7
- القضية الفلسطينية في الأراض السعودية
- علماني في مكة والمدينة 6
- علماني في مكة والمدينة 5
- علماني في مكة والمدينة 4
- كعبة الحجاج بن يوسف الثقفي
- علماني في مكة والمدينة3
- علماني في مكة والمدينة 2
- علماني في مكة والمدينة


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - حين يكتب الجلادون الكتب