أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ثائر الناشف - الكورد ما لهم وما عليهم














المزيد.....

الكورد ما لهم وما عليهم


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 09:57
المحور: القضية الكردية
    


تظل القضية الكردية من أكثر القضايا التباساً وخطورة ، فموقع هذه القضية يقع في قلب الشرق الأوسط المليء بالنزاعات والتوترات ، أهميتها لا تقل من حيث الشكل والجوهر عن القضية الفلسطينية ، وإن اختلفت ظروف كل قضية .
رؤية الكورد لقضيتهم تقابلها رؤية العرب لقضيتهم الأساس ، فكما يشكو العرب من عنجهية وعنصرية إسرائيل وتهربها الدائم من حسم قضيتهم سلماً بعد أن تعثرت حرباً ، فإن الكورد يحملون العرب ، ربما لضعفهم ، دون غيرهم من القوميات المجاورة التي تأخذ القضية الكردية حيزاً واسعاً سواء في الجغرافيا أو الديموغرافيا ، يحملونهم القسم الأكبر لما أصاب قضيتهم من كرٍ وبلاء ، لا بل أنهم (الكورد) باتوا يربطون أي مطالبة عربية بتحرير الأراضي المحتلة من إسرائيل وإيران ، بالمطالبة المماثلة لتحرير أراضيهم المحتلة من العرب .
وكأنهم بهذا يشرعون وجود إسرائيل - الجميع يشرع وجودها بشكل أو بأخر- فقط في سبيل تشريع وجود قضيتهم ، ولا تهم عذابات أشقائهم الفلسطينيين أو ما يجمعهم مع ملايين المسلمين في العالم ، لما فيها من مقدسات تتجه الأنظار نحوها بمعزل عن أية قضايا أخرى ، بما فيها القضية الكردية من دون أن تلغيها .
ينبغي ألا يفهم قصدنا هنا ، أن مصير القضية الكردية صار رهناً بقضية تحرير فلسطين ، فتضحيات الكورد في سبيل هذه القضية لا يطويها النسيان ولا تموت بالتقادم إثر كل تحرك كردي صوب قضيته ، وإذا بحثنا عن التطابق في القضيتين نجد أن حق الحياة والبقاء هو العنوان الأبرز وبعده تأتي باقي التفاصيل ، فلكل قضية مفاتيح حلها التي تختلف عن الأخرى ، رغم أن الجميع جرب مفاتيح الحرب ، وتبقى مفاتيح السلام هي الأصلح في منطقة كهذه .
فالبحث عن حل للقضية الكردية ليس بيد العرب وحدهم ، فبالأساس لا يوجد صراع بين العرب والكورد ، توجد أخطاء وتجاوزات يمكن حلها وطي صفحتها ، باللجوء إلى الديمقراطية والمواطنة الكاملة ، إذن ، ما بيد العرب من حلول هو جزئي ، والكورد في العراق نالوا القسط الأكبر منها ، أما الحل الغائب ، فهو عند جيران العرب من الفرس والترك .
فتعثر القضية الكردية بحجر التعنت الإيراني والتركي ، لا يقاس بتعثرها لدى العرب ، ولا نقصد خلق تبريرات سطحية أو نسعى للهروب إلى الأمام أملاً في نفض اليد من هذه القضية التي تشكل المكون القومي الثاني عند العرب والترك والفرس ، لأن القفز فوق هذا المكون يعني السقوط في حفرة الفراغ الأخلاقي الذي غالباً ما تبرر السياسة غيابه .
واعترافنا هذا ،يجب أن يقابله اعتراف آخر من أصحاب القضية ذاتهم ، لجهة فقدانهم بوصلة العمل السياسي ، على مستوى القرية والبلدة ، فما بالنا بالتيارات السياسية والحزبية التي لا تعرف ماذا تريد ، وهذا التبعثر قد تعود أسبابه إلى نقص الدينامية في آلية عمل العقل الكردي ، الذي لا يرحم من يخرج عن الخط من بني قومه ، ولو بهدف المناورة والمراوغة ، اعتقاداً منه (العقل الكردي) أن القومية هي جوهر القضية وعمودها الفقري ، دون أن يفوتنا أن طغيان القومية على العقل أشد بأساً من طغيان الدين ، وليس العرب بمنأى عن هذا الطغيان القومي ، لكن نسبة سيطرته أقل من غيرهم .
إن حل القضية الكردية يبدأ مع حل قضايانا العربية ، ولا ينتهي بانتهائها ، فلسنا من يقرر حقوق الكورد ، لكن لو فتش الكورد عن الحضن الأكثر دفئاً لقضيتهم سيجدونه لدى العرب ، فمحتوى العقل التركي قومي خالص حاول أن يصهر العرب في بوتقته ذات يوم وفشل في مسعاه ، كذلك خلفيات العقل الإيراني رغم دنيوية تفكيره ، كل هذا يبقى الصراع مفتوحاً بلا حل ، لطغيان موجة القومية على العقول الثلاثة
(الترك ، الكورد ، الفرس) في حين أن الشق القومي يتكامل أو يتساوى مع الشق الديني بالنسبة للعرب ، أولا يستطيع أحد الشقين تجاوز الآخر ، وهذا ما ينبغي أن يجعل الكورد أكثر اطمئناناً حتى لو تأخرت حقوقهم .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى العدالة سر
- هل سورية ولبنان بلدان - شقيقان- ؟
- (واقعية) الأسد وطفولية المرحلة
- إسرائيل آل أول وقطر آل ثاني
- دمشق تطلق طهران سراً
- دمشق تطلّق طهران سراً
- الويل لمن يدنس توراتهم
- هل يمكن تقسيم سورية ؟
- لماذا سورية دولة فاشلة ؟
- هل العراق بحاجة إلى صدام ؟
- الزمن الرديء (17) زمن كل ما فيه رديء
- مفاوضات مثلث (الممانعة)
- الزمن الرديء (16) غسل العار
- لا تخجلوا من السلام
- ميسلونية الزير ساركوزي
- الزمن الرديء (15) رسائل الموت
- اتحاد التجويع ومتوسط التطبيع
- الزمن الرديء (14) استعباد القلب
- المالكي ينزع (صليبه)!
- سيادة العراق أم سيادة العمائم؟


المزيد.....




- حماس: تحرير الأسرى من سجون العدو على رأس أولويات صفقة طوفان ...
- -الأونروا-: نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى ...
- الجنائية الدولية تتخذ إجراءات: عدم امتثال هنغاريا لطلب اعتقا ...
- حماس تدعو لاعتبار الخميس يوما عالميا للتضامن مع الأسرى بسجون ...
- إسرائيل تبدأ عزل أطباء عسكريين وقّعوا عريضة لإعادة الأسرى
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تتحدث عن عائلات روسية تخضع لإعادة ا ...
- RT تلتقي معتقلين سابقين لدى الدعم السريع
- فتح: ما يتعرض له الأسرى بسجون الاحتلال لا يقل بشاعة عن جرائم ...
- من قلب طهران.. العالم الإسلامي يناقش الحرية وحقوق الإنسان
- هيومن رايتس وتش: -الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة- في تونس


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ثائر الناشف - الكورد ما لهم وما عليهم