|
لتسقط التحريفية ..عاشت الماركسية اللينينية!!
رفيق زروال
الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 10:04
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
و أخيراً أعلن أصحابنا عن تبنيهم الواضح ل"الماوية" كإيديولوجية أكثر تطوراً من الماركسية اللينينية الشائخة التي يجب أن تدخل متحف التاريخ. فبعد المحاولات الحربائية التي عودونا عليها و التي لا تضاهيها خبثاً إلا التيارات التروتسكية، خرج علينا "ماويونا" بمقالات تعلن بالواضح هذه المرة بتبنيهم "الماركسية-اللينينية-الماوية الماوية أساسا". و نحن ممتنون للمعركة البطولية التي يخوضها معتقلو مراكش للتعجيل بهذا الإعلان الواضح الذي انتظرناه مند أكثر من خمس سنوات. فتبني أي كان لإيديولوجية معينة ليس بالشيء الذي يخجل المرء من ذكره، بل العكس. فمن المفروض أن يحاول التشهير بمواقفه و شرحها، خصوصاً إذا كان معتنقها لا يكف عن الكلام عن "ضرورة الوضوح الفكري" و أن هدفه هو "الالتحام مع الجماهير". لكن مسار "ماويينا" كان هو الخسة السياسية: فمن اختراق القاعديين إلى عقد التحالفات المشبوهة مع التروتسكيين و حزب "النهج الديمقراطي" التحريفي، إلى التعبئة المسمومة ضد المناضلين الماركسيين اللينينيين و محاولة السطو و تزوير تاريخ الحركة الماركسية اللينينية المغربية و ليتحول شهدائها إلى "شهداء الثورة الثقافية في الصين"!!، ناهيك عن بعض المواقف السياسية "المتطرفة" التي يعلنون عنها للاستقطاب. فكباقي التيارات التحريفية السابقة التي عرفتها الحركة الشيوعية بالمغرب، أختار "ماويونا" جسد القاعديين أي النهج الديمقراطي القاعدي لبناء ذاتهم و لاستقطاب الطاقات المناضلة. مغتنمين حالة الضعف التي عرفها هذا الفصيل الطلابي الماركسي اللينيني من كثرة الطعنات التحريفية التي وجهت له و ليكون حصان طروادة لغزواتهم اللاحقة. فكل البيانات التي كانت تتحكم فيها هذه الزمرة التحريفية كان يتم فيها حشو أكثر من مقولة لماو تسي تونغ، هدفها تمرير الإشارات للأطراف السياسية الأخرى على أنهم "يتحكمون بزمام الأمور". لكن عملية تمرير موقف صريح و واضح بأن النهج الديمقراطي القاعدي يتبنى "الماوية" لم تكن بالسهلة. فككل التيارات التحريفية التي اخترقت جسد القاعديين، كان شعار "الماويين": الغاية تبرر الوسيلة. فبداية كانوا يعلنون تشبثهم بالماركسية-اللينينية لتتحول فيما بعد إلى الماركسية-اللينينية الثورية، لكن تسارع الأحداث و محاولة لربط إعلان ميلادهم "الرسمي" بالمعركة التي يخوضها المعتقلون السياسيون بمراكش دفعهم إلى التسريع بالإعلان على أنهم يتبنون "الماركسية اللينينية الماوية الماوية أساساً"من خلال البيان المعنون ب"عاشت الماركسية اللينينية الماوية" و الموقع بإسم "النهج الديمقراطي القاعدي" مراكش بتاريخ 21/07/2008. هذا السيناريو يذكرنا بالأحداث التي تزامنت مع معركة الإضراب عن الطعام البطولية التي خلفت استشهاد المناضلين القاعديين بالهواري مصطفى و مولاي بوبكر الدريدي سنة 1984 بمراكش، و محاولة الاختراق التي تعرض لها القاعديون آن ذاك من طرف مجموعة من التحريفيين. اختراق اختارت له هذه الزمرة التحريفية محطة الذكرى الأربعينية للشهيدين للإعلان عن مواقفها من خلال كراس موقع باسم "القاعديين". إعلان تصد له القاعديون في حينه، بالتأكيد على مرجعيتهم الإيديولوجية الماركسية اللينينية و مواقفهم السياسية من خلال مقال "رد على المقال الوارد في الكراس"، و ليتم الحسم مع هذه المجموعة و اعتبارها خطاً تحريفياً عرف مند ذلك الحين باسم "الكراس". كان من نتائج ظهور هذا الخط التحريفي، أن ازداد المناضلون القاعديون قوة و صلابة توجت بصياغتهم لبرنامج نضالي "البرنامج المرحلي" سنة 1986 ساهم في الدفع بالحركة الطلابية إلى الأمام و تحصين العديد من مكتسباتها رغم الحظر العملي المفروض على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب. من خلال هذا التذكير السريع، يمكن أن نرى أن "ماويونا" يحاولون تكرار نفس السيناريو الانتهازي لسابقيهم: استغلال معركة الإضراب عن الطعام التي يقوم بها المعتقلون السياسيون بمراكش للسطو على فصيل النهج الديمقراطي القاعدي و تحريف مواقفه. لكن المناضلين القاعديين لهم ما يكفي من التجربة السياسية في النضال ضد التحريفيين. فقد واجهوا مند ميلادهم أواخر السبعينات، اختراقات متعددة كانوا يخرجون منها كل مرة أكثر صلابة و عزماً على النضال، معلنين عن تبنيهم الماركسية اللينينية و مواجهين بحزم كل مخططات النظام و أعوانه و من يطبل له، مقدمين في سبيل ذلك العديد من الشهداء ( بالهواري، الدريدي، اشبادة، بوملي، بوعبيد، الحسناوي، الساسوي). أما تميز "الماويين" السياسي فقد كانت بدايته مع تبنيهم لموقف "لا للعمل من داخل الإطارات الجماهيرية"، موقف يصبوا في نظرنا إلى تحقيق هدفين، الهدف الأول: تفجير الفعل النضالي الجنيني، بإيجابياته و سلبياته، الذي تم البدء في مراكمته من طرف بعض المناضلين الماركسين اللينينيين و الذين كانوا على دراية بمخططاتهم التخريبية، لذلك ف"ماويونا" صاحبوا الإعلان عن موقفهم العدمي من العمل في الإطارات الجماهيرية بحملة مسعورة، استعملت فيها كل وسائل الحقارة و الخسة، ضد كل المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين كانوا خارج دائرتهم. و الهدف الثاني، استقطاب الطاقات المناضلة التي في مجملها من الأصول البرجوازية الصغيرة (طلبة، تلاميذ، معلمين...) التي سرعان ما يبهرها رنين المواقف "المتطرفة". استقطاب ساهم فيه، من جهة، ضعف التكوين السياسي و النظري الذي تعرفه الحركة عموماً، و من جهة ثانية، تقاعس المناضلين الماركسيين اللينينيين المناهضين ل"الماوية" في التصدي لهذا التيار التصفوي نظريا و ميدانياً. بعد أن تأكد "ماويونا"، أو هذا ما ظنوه، من أنهم حققوا أهدافهم، تراجعوا و تنصلوا من موقفهم الذي يجرم العمل في الإطارات الجماهيرية بدون أي نقد ذاتي، بل شحذوا كل "أقلامهم" الإعلامية للظهور و كأنه لم يسبق لهم أن تبنوه و مارسوه. هذه الحربائية في تغيير المواقف صاحبها تنسيق و لقاءات "سرية" مع التيارات التحريفية الأخرى. لكن سعي أصحابنا لتمثيل الحركة "الماوية" بالمغرب كان أكبر من أن يُقدِموا على الدخول في اتحادات قد تفقدهم كل شيء، خصوصا التنسيق مع أحد الخطوط التروتسكية، "التوجه القاعدي" الذي يمثل فرع "Tendance marxiste internationale" و التي تم نعتهم في إحدى مقالات "ماويينا" بأنهم "متشبثين بمجمل المهام الثورية للحركة و لازالوا متشبثين بفكر الطبقة العاملة" (انظر مقالتهم المعنونة ب:"دفاعا عن البلشفية"، التي للإشارة لم يقوموا بنشرها على شبكة الأنتيرنيت، كعادة كل كتاباتهم، لما تتضمنه من مواقف تحريفية واضحة)، بل أنهم ذهبوا إلى حد تبني موقف التروتسكيين من ستالين، و اتهامه "بأنه استبعد انتصار الثورات أمميا و جعل من بناء الاشتراكية في بلد واحد هي المهمة الإستراتيجية الوحيدة" رغم أن كتابات ستالين و قرارات الأممية الشيوعية لعبت الدور الفاصل في تحديد مسار "الثورة الصينية" (إلى حدود وفاة ستالين) حتى قبل أن يخط ماو تسي تونغ أولى كتاباته السياسية!!. لكن بعد فشل التنسيق و تفجر الحرب "الإعلامية" بين "ماويينا" و تروتسكيي "التوجه القاعدي"، تراجع أصحابنا عن موقفهم من ستالين، بدون أي نقد ذاتي طبعاً، و أخذوا يستشهدون بنصوص من كتاباته في مقالاتهم. بل أن المعتقلين المضربين عن الطعام تحولوا على يد "ماويينا" إلى "أبناء ماركس انجلز لينين ستالين ماو" (أنظر مقالة: حركة المعتقلين السياسيين بمراكش - دروس و عبر -، ابراهيم المغربي الحوار المتمدن - العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 ). لكن رغم هذه الخرجات الإعلامية ل"ماويينا" استمرت التنسيقات الميدانية مع التيارات الإصلاحية و التحريفية داخل مجموعة من الإطارات الجماهيرية (جمعية المعطلين، تنسيقيات مناهضة الغلاء،...). تنسيق تكرس مع حملة "التضامن" التي تشرف عليها هذه التيارات التحريفية التي سهرت على تأسيس هيئة وطنية و لجان محلية للتضامن مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بمراكش كان ل"ماويينا" فيها نصيب من بعض الفتات. ففي مقال معنون ب"الحركة التضامنية مع المعتقلين السياسيين وسؤال الوحدة" (ابراهيم المغربي الحوار المتمدن - العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23) يعطينا "ماويونا" الأرضية النظرية التي تُشرعن هذا التنسيق بالقول بأنهم يتبنون أطروحة ماو تسي تونغ: وحدة-صراع-وحدة و هو ما نعتبره نحن خطوة متقدمة في مسار "الوضوح الفكري و السياسي" لهذا التيار، كتيار تصفوي يسعى إلى "النضال من أجل المسألة الديمقراطية" و السعي إلى "أي تعاون ديمقراطي و أي مبادرة في مصلحة الجماهير الشعبية" (نفس المقال). إن هذه الأهداف التي يعلنها "ماويونا" تفسر بشكل كبير تقديمهم لما يجري في النيبال بقيادة "الحزب الشيوعي النيبالي الماوي-PCN(m)" كنموذج للثورة التي يعدون بها الشعب المغربي. لكن يكفي الإطلاع على كتابات براشندا و PCN(m)حتى نكتشف "التطوير الخلاق" التي قام به ماو تسي تونغ و "الماويون" للماركسية اللينينية!! فبراشندا في أحد استجواباته قام بالعزف على منوال التروتسكيين بالقول ب"استحالة بناء الإشتراكية في بلد واحد" و ليخلص بعد ذلك إلى القول بأن أقصى ما يمكن تحقيقه الآن هي "الجمهورية الديمقراطية" التي خلالها يجب تطبيق "المنافسة الديمقراطية مع الأحزاب البرجوازية البرلمانية لمواجهة بقايا الإقطاع". فموقف "ماويونا" يشبه إلى حد بعيد الموقف الذي اتخذه التروتسكيون من الأحداث التي عرفتها فنزويلا، حيث قدموها كنموذج لثورة القرن 21 بل أنهم ذهبوا إلى حد نعت هيغوا تشافيز بأنه "وريث تروتسكي". هذه بعض الملاحظات السريعة التي حاولنا بها أن نستفز كل المناضلين الماركسيين اللينينيين الغيورين على الحركة الشيوعية بالمغرب و على التاريخ الذي سطرته بدماء شهدائها، للبدء في هجوم كاسح ضد هذا التيار التصفوي الجديد داخل كل مواقع النضال الجماهيري و دفعهم إلى المستنقع، مستنقع الوحدة مع باقي التيارات التحريفية. و تبقى مهمة كبرى ملقاة على المناضلين الماركسيين اللينينيين في الفصيل الطلابي النهج الديمقراطي القاعدي لقطع الطريق على هذا التصور التحريفي لطرده من صفوفهم. مهمة تبتدئ بالإعلان الصريح لمواقف القاعديين و الإيديولوجية التي يتبنونها أي الماركسية اللينينية، و التأكيد على أن علاقتنا بالقوى التحريفية هي علاقة "قطع و فضح" و ليست علاقة "وحدة و صراع"... ف"النضال ضد الإمبريالية، إذا لم يقترن اقتراناً وثيقاً بالنضال ضد الانتهازية، يكون عبارة فارغة و كاذبة" (لينين، الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية).
رفيق زروال 27 يوليوز 2008
#رفيق_زروال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|