كارتشيك الصربي وصدام العروبي

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:35
المحور: المجتمع المدني
    

لا أعرف لماذا تشابه الاثنان في طريقة إطلاق اللحى والشوارب ، الأول صربي والثاني عربي ، الأول خطط ونفذ قتل المسلمين في دياره ،والآخر قتل جميع أنواع البشر في ديارهم والديار التي بجوارهم ،الأول تقوده المبادئ الصربية القومية ويظهر خلفه دائما رجال الدين المتعصبين ،والثاني سمى نفسه بعبد الله المؤمن ،وجلب الأفكار الدينية المتعصبة لبلاد الرافدين قبل أفول نجمه.

في بداية القرن الماضي ،تنكر مؤسس السوفيتية اللينينية فلاديمر أيليتش بلحية صغيرة وقبعة وهو في الثلاثينات من عمره في ألمانيا ، ليعود إلى روسيا القيصرية ليحدث (عشرة أيام هزت العالم ) حسب جون ريد ،وكانت الثورة البلشفية ،التي تم حتفها من الوجود في بداية التسعينات من قرننا العشرين ، وقد أساءت الفكرة الشيوعية البلشفية في إدارة الدول والمجتمعات وأنتجت عصابات ومافيات وتجار سلاح وداعرات أكثر مما فكر به المفكر الألماني العظيم كارل ماركس في مساواة البشر والعدل في صيانة الكرامة البشرية والثورة على الطبقة المستفيدة .

بدلا عن الاستسلام ،فأن كارتتشيك الصربي المطلوب دوليا ً من هيئة محاكمة مجرمي الحرب في هيغ ،وبمعونة صربيا العظمى وحكوماتها المتتالية ، عاش كطبيب نفساني يخدم في عيادة طبية يقدم خدماته الصحية للمرضى النفسيين ،والطبيب كارتشيك نفسه أمر بقتل سبعة آلاف مسلم من الرجال والأولاد في البوسنة والهرسك في أواسط تسعينات القرن العشرين ،ولأن مصالح الدول أكبر من الأفراد والأبطال القوميين ،فقد تصرفت صربيا ،وقبلها كانت سوريا في قضية أوجلان ،والسودان في قضية ماركوس.

الصورة الأولى لكارتتشيك وهو بلحيته الكبيرة وتنكر صناعة الوجه والمهنة والاحتراف ،ذكرتني بالمرحوم( العراقي ) صدّام وهو يقبع في حفرة بائسة ملتحيا ً قذرا ً ،وتسائلت لقد جلبت علينا العار حتى بتخفيك !!، فمن واضح الأمور إن العرب كقوم يهتمون بهندام الشكل والملبس الناصع وروح التحدي ....

في مشنقة في الكاظمية (ضاحية بغدادية ) أسسها صدام العروبي بنفسه مع الرفيق البعثي كاظم كزار تم شنق آلاف من العراقيين المساكين وكذلك رفاق الدرب ثم شنق المؤسس نفسه في المكان الذكور ،لأنه وببساطة يستحق الشنق وفقا ً للمطالب الشعبية والحزبية وكذلك الإنسانية ،فلماذا لايتم شنق كارتشيك

هنا سؤال بشري إنساني عالي
والجواب هو : لا تقتل بشرا ً

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات