أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد محسن - مدينة الصدر .. تصنع الثراء وتعيش الفقر














المزيد.....

مدينة الصدر .. تصنع الثراء وتعيش الفقر


اياد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بدئت الدعايات الانتخابية تجتاح مدينة الصدر ...تغطي جدرانها ...تناغي ابنائها باعذب المفردات ..واليق العبارات ...مدينة كانت ولا زالت تمثل رهان السياسيين الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف ... دائما ما تكون منطلقا لاي عملية تغيير...وقود لاي حرب ...فيها موارد يمكن ان تستغل للبناء ..واخرى يمكن ان تستغل للهدم ...موارد وعوامل تصلح لاي شيء ...
رغم ان المدينة تمثل ثقل شعبي لا تمتلكه مدينة عراقية اخرى ...ورغم انها رقم صعب في رسم المعادلة السياسية العراقية ...الا انها لا زالت تحتفظ بجلدها القديم ...لم تغير ثيابها رغم كثرة الاعياد العراقية ...لا زالت شاحبة الوجه ...منهكة القوى ...يدب بها الفقر من كل جانب ...
كيف انها تصنع القرار الذي يسعد الجميع وهي بائسة ...وكيف ان حبرها يرسم السياسات التي تثري الجميع وهي معدمة ...وكيف انها الرئة التي تدفع الهواء وتصنع الحياة ..وهي ميتة ...
في عهد النظام السابق كان الفقر يدفع ابنائها للعمل ..والانشغال عن الدراسة ...فزوال الاعذار ..ثم الالتحاق بالجيش العراقي ..فالذهاب الى الجبهة حيث فم الموت المفتوح الذي ضل يتلذذ بابتلاعهم .. في حين كان ثراء ابناء بقية المناطق يدفعهم لطلب العلم ..والتفوق ...والابتعاد عن ساحة الحرب والتنعم بالحياة التي تجد من جثثث شهداء مدينة الصدر سببا لبقائها وديمومتها ...
الان وبعد عملية التغيير ضلت المدينة تصنع الحكم والثراء وتعيش الفاقة والحرمان..ورغم انها قبلة جميع السياسيين الا ان احدا لم يصنع فيها منجزا يستحق الذكر.. ليس لان المنجزات عصية ..فهي تصنع في مناطق اخرى ...ولكن يراد لهذه المدينة ان تعيش بهذا الشكل ...يراد لابنائها حرمان يصنع البساطة والتخلف ...يصرفهم عن الوعي الثقافي ..الوعي الذي يحلل الامور بطريقة عقلية علمية.. وعي يمكن من خلاله معرفة ما يصب في مصلحة ابناء المدينة ويجعلها تعيش حالة من الرقي تمثل استحقاقها .
يراد للمدينة ان تكون سطحية التفكير ...رجعية العقل ...خاضعة وخانعة لاي ثقافة تريد تهميشها واستغلالها ...فوعي ابناء هذه المدينة يعني تهاوي عروش و سقوط شخصيات ومشاريع سياسية لا تجد لها ما يبقيها الا سذاجة ابناء مدينة الفقرءا ..!!!
.بهذا الشكل يمكن توجيه هذا الكم الهائل من الناخبين لانتخاب شخصيات لا تكون مجبرة على تحقيق منجزات و مصالح مادية طالما انها محاطة بهالة مقدسة كونها تمثل احزاب وكيانات دينية ...طالمات ان انتخاب هذه الشخصيات يمكن ان يطفىء غضب الرب تجاه طبقة المسحوقين ومن ثم التضحية بالحياة الدنيا لقاء الحياة الاخرة!!! ...الا ان الاشخاص المنتخبون ...السياسيون ...ابنائهم وزوجاتهم يمكن ان يجمعوا بين الحياة الدنيا والاخرة ..يمكن ان يتنعموا ...وان يعيشوا حالة الرفاه والغنا ..طالما ان ذلك يمثل ارادة السماء ...!!!
هل يمكن ان نتخيل ان ثلاثون شخص يعيشون في دار واحدة بواقع 144 متر مربع فقط ... ثلاثون قلب ..وثلاثون روح ...ثلاثون حلم وامل ...ثلاثون ارادة ورغبة ...كلها تبحث عن مساحة للتحقق ...الا ان ضيق القبر الذي يعيشون فيه كفيل بقتلهم وما يحلمون ويرغبون ...
كيف يربي اب اطفاله بمثل هذه المساحة الضيقة ...وكيف يعيش طفل ايام براءته وهو يمسي ويصبح بكم هائل من المشاكل التي تبدأ ولا تنتهي ...
تستحق هذه المدينة ان تكون محافظة ...وتفرد لها ميزانية مستقلة ...وتوضع لها برامج للدراسة والتحليل ...دراستها كمنتج لمختلف الضواهر الاجتماعية ومن ثم وضع الحلول النهائية لمعاناتها ...
انتخابات مجالس المحافظات على الابواب ...وعلى المدينة وابنائها استيعاب دروس الماضي ...وعدم الانجرار وراء الشعارات الفارغة التي تهدف الى تحقيق المكاسب على حسابهم ...على المدينة وابنائها التفكير بواقعية لتحقيق مصالحهم التي غابت لعقود من الزمن ...




#اياد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لي قطع من خشب ..الهو بها في اللعب ..
- التيار الصدري وفتاوى ما بعد ثورة العشرين
- مباراة بكرة القدم ..ام معركة طائفية..
- لا تقبلوا القسمة على اثنين
- هل العراق ما زال مراهقا ؟؟ !!
- الخوف من الاستبداد
- ملاكمة رجال الحرس الوطني لرجل معدم
- طمطموها
- مفوضية النزاهة وغياب الدور التثقيفي
- الصحوة السياسية والخروج من النفق الطائفي
- حبل المشنقة بانتظار المزيد
- حكومة المالكي تراجع وانكار للحقائق
- بلال ... الغائب الابرز عن المشهد العراقي
- في ضوء اتفاقيتها مع المانيا واليابان افاق التعاون والصداقة ب ...
- جبهة التوافق .. مواقف وطنية ام مصالح شخصية ؟؟
- العراق دولة دينية ام مدنية ؟؟ .. ام دولة متارجحة ؟؟
- لمن هذه الجنازة؟؟
- قمة العرب (قمة الهرب)


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد محسن - مدينة الصدر .. تصنع الثراء وتعيش الفقر